عمان ـ مسقط

تفاعل الجمهور مع العرض العائلي المبهر الذي تمّت صياغته في قالب درامي جاذب، وأسلوب خيالي مدهش زادته جمالا الديكورات المبتكرة، وقّوة نصّه الأوبرالي الذي كتبه فينتشينزو دي فيفو
 
 
تتواصل البرامج التي أعدّتها دار الأوبرا السلطانية مسقط لجمهورها في شهر أبريل فبعد أن قدّمت، بنجاح منقطع النظير، حفل (هاري بوتر) العائلي، حلّ مسرح مؤسّسة بيتروتسيللي في باري ضيفا على دار الأوبرا السلطانية مسقط، فقدّم عرضا أوبراليّا مخصّصا أيضا للعائلات، عنوانه (روبن هود) للمؤلف الموسيقي ميكلي دالونجارو وهو مقتبس عن قصة (روبن هود ) الكلاسيكية حيث المغامرة، والحب، والتضحية من أجل العدالة، بأسلوب سردي مشوّق، وذلك عبر حفلين، الأول قُدّم مساء يوم الجمعة الماضي  الموافق 18 أبريل ، والثاني كان عرضا صباحيّا، وقد قدّم يوم السبت الموافق 19 أبريل الجاري،  كما شاهد العديد من طلبة المدارس طوال الأسبوع، عروضا خاصّة بدعوات وجهتها دار الأوبرا السلطانية مسقط، للمدارس.
 وتفاعل الجمهور مع العرض المبهر الذي تمّت صياغته في قالب درامي جاذب، وأسلوب خيالي مدهش زادته جمالا الديكورات المبتكرة، وقّوة نصّه الأوبرالي الذي كتبه فينتشينزو دي فيفو، الكاتب الشهير الذي ألّف العديد من النصوص الأوبرالية، بما فيها: بعيدًا عن الأنظار للورينزو فيريرو، و«بيت باخ» لميكلي دالونجارو، و «آلام وقيامة» لسيرجيو رينديني، و«موتسارت في ريكاناتي للورنزو فيريرو، و «نور» للماركو تاراللي، و«أخطاء أماديه للوتشيو جريجوريتي، و«الرحالة بين النجوم» لفابريتسيو فيستا وضع قلبك فيه لفالنتينو كورفينو و «منعزلون» لفيديريكو بيسكيوني، وغيرها.
 وقد أخرج العرض مارسيل سيمه الذي يتمتّع بخبرة واسعة في جميع أنواع المسرح الموسيقي، وقدّم المسرحيات الغنائية والعروض المنوعة ريفيو)، والكاباريه والبوب، إلا أنّ خبرته تتمثّل بشكل خاص في الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، وقد أخرج العديد من الأعمال الأوبرالية، مثل: لعنة فاوست والقناص الحر، واللومبارديون في الحملة الصليبية الأولى وعايدة، وماكبث، وتقدم الشقي، وكارمن والقنصل، وإمبراطور أطلانتس، وليلة في الأوبرا الصينية وروبنسون كروزو، وغيرها.
تبدأ حكاية (روبن هود) ليلة الانقلاب الصيفي في الساحة المكشوفة في غابة شيروود
ترفع ثلاثة مشانق في وسط الساحة، ويشاهد الناس موكب الجنود الذين يرافقون الرجال الثلاثة المحكوم عليهم بالإعدام إلى المشنقة: إنهم جون الصغير وويل وبرايان الذين أسروا الليلة الماضية في الغابة في كمين. يأمر نوتنغهام بتنفيذ حكم الإعدام فورا، لكن يُقاطعه راهب عجوز، فيطلب منه تعزية الرجال الثلاثة قبل إعدامهم. يرى نوتنغهام أن بادرة الرحمة هذه قد تصبُّ في مصلحته، فيمنح الراهب موافقته. بينما يتجمّع الناس في صمت يقترب الراهب، وهو (روبن هود) متخفّياً من كل واحد من الرجال الثلاثة المحكوم عليهم، قاطعًا الحبال التي تربط معاصمهم، يهاجم الرفاق الأربعة الحرّاس فجأة بمساعدة الناس، يقطع دوي صوت البوق المعركة معلناً وصول الملك ريتشارد. يدخل الملك بهيبة ويسأل عن سبب الاضطراب. يشير نوتنغهام إلى (روبن) كمذنب والشعب كمتواطئين تنكشف الحقيقة أمام الملك بوصول الليدي ماريان ومربيتها وتوك المفاجئ، فيدرك بأن نوتنغهام والأمير جون قمعا الشعب أثناء غيابه، فيسأل الملك (روبن) عن اسمه ورتبته ليعلن الرامي أنه نبيل، تضرّر بنفي الأمير جون الجائر له. يمنح الملك (روب العفو، ثم يعيد إلى الشعب حريتهم والأموال التي سلبها شريف نوتنغهام منهم.
وبرع الممثلون في أداء شخصياتهم وخصوصا الشخصيّات الرئيسة: بييرلويجي دالويا وجوزيبي توماسو (روبن هود) ماریا سارداریان، مارتينا تراني (الليدي ماريان)، لوريانا كاستيلانو إليونورا فيليبوني (مربية الليدي ماريان) سيموني ألبيرجيني، ألبيرتو بيتريكا(شريف نوتنغهام).
وقد أبدعت أوركسترا مؤسسة مسرح بيتروتسيللي في عزفها، والمعروف عن أوركسترا مسرح بيتروتسيلي أنها حظيت بّاهتمام وتقدير الجمهور والنقاد على حد سواء منذ انطلاقتها، ولها سجلّ حافل بالعلامات المضيئة، ولها ذخيرة فنية واسعة تشمل برامج أوبرالية وسيمفونية، ومؤلفات موسيقى الحجرة ومقطوعات فردية، ومشاركات عديدة من أبرزها  في مهرجان مايو الدولي في دار أوبرا فيسبادن، من خلال الإنتاج الجديد لأوبرا عايدة» الفيردي من إخراج ماريانو بودوين، وتقديم قداس الموتى» الفيردي لمغني الصولو، والكورال المختلط، والأوركسترا، جدير بالذكر بأن ستيفانو مونتاناري هو المدير الدائم لأوركسترا مسرح بيتروتسيلي.
من خلال هذه العروض الأوبرالية الممتعة، تقدّم دار الأوبرا السلطانية مسقط لجمهورها كلّ ما هو مفيد، ومدهش، ومناسب لجميع شرائح المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *