القاهره
عندما علا صوت مندوب المركز الإخباري السوري يريد أن يحتكر حديث وزير السياحة للفضائية السورية حصريا، أحس كثير من المراسلين أن المسألة أكثر من مبالغة، وأقل من تغطية إعلامية، ولاسيما أن المحرر نفسه كان يستعجل الحافلة لتمشي حتى ولو لم يأت غيره عندما جرى الانطلاق إلى اليعفور، وعندما جرت العودة منها !
عندما أنجزتْ المهمة، لم تعد مشكلة مراسل المركز الإخباري تلفت الاهتمام، بل كان تساؤل مراسل هاشتاغ سيريا يتعلق باختصار الحدث على أنه افتتاح مطعم في منتجع الياسمين الكائن في منطقة يعفور، وعندما تدافعت التساؤلات على رأسه وجد أن ما حصل هو افتتاح مطعم ليس إلا، حتى وإن كان نوعا من دعم وتحفيز المستثمرين لإقامة المشاريع السياحية، فوزير السياحة المهندس بشر يازجي قال صراحة ” إن “إعادة تأهيل وافتتاح المنتجع أكبر دليل على عودة الحياة الطبيعية واتساع رقعة الأمان في سورية”، وهذه رسالة أكبر من حجم المناسبة .
غدا ، وبعد سبعة أيام ، على افتتاح المطعم في يعفور، تتجه ورشة كاملة إلى بلودان ، حيث يلتقي وزير السياحة مع أصحاب المنشآت والفعاليات السياحية في ريف دمشق الغربي (المعروف بالمصايف) ، وذلك “لإعادة تشغيل المنشآت والفعاليات السياحية في المنطقة وتقديم كافة التسهيلات لعودة النشاط السياحي!!”
إذا ، ستكون منطقة المصايف الغربية في دمشق أمام خطوة عملية ومهمة، هي أكبر من كونها افتتاح مطعم كما حصل في الأسبوع الماضي، وعليها يبني المواطنون أحلاما عريضة بعودة الحياة الطبيعية ، حتى ولو تأخرت ، لأن في ذاكرتهم قيام رئيس الوزراء السابق الدكتور وائل الحلقي بنفسه بافتتاح مطعم في الربوة للاطمئنان على سعادة الناس، قبل فترة طويلة ، والآمال لم تتغير!
لابأس هنا من استحضار ماقاله وزير السياحة قبل أسبوع ، فقد كشف في اليعفور أن العديد من أصحاب المنشآت السياحية والمطاعم في بلودان تقدموا بعد عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة بطلبات للوزارة لإعادة تأهيل منشآتهم للعودة إلى العمل في موسم الصيف القادم.
تلك هي الأمنية ، الاستعجال بإعادة إعمار وتفعيل المصايف ومطاعم مقاهي وادي بردى لأن سكان دمشق طوقتهم الحرب طوال السنوات التي مرت من عمرها، فغدا ننتظر جميعا ملامح الخطوة الأولى ونتمنى أن تكون بقوة الحلم عند السوريين بأن تعود بلادهم كما كانت، وهنا ينبغي أن نقول صراحة إن مايسعى إليه الناس، وما يحلمون به لايتعلق أبدا بعدد النجوم المعلقة على الباب، فذلك موضوع يتعلق بالسياحة الخارجية ، لكن السياحة الشعبية هي التي ينتظرها الناس، وفي جعبتهم أقل ما يكفي الحد الأدنى من تكاليف المعيشة !!