جليلة كلاعي ـ تونس
خلال ندوة صحفيّة التأمت صباح اليوم 04 أكتوبر 2025 بتونس العاصمة تحت إشراف كل من وكالة MN Travel & Events في شخص ممثلها القانوني السيد منتصر الناصفي والمندوبية الجهوية للسياحة بقابس في شخص السيد بشير الغدير أعلن المنظمون عن برنامج “يوم قابس للسياحة”.
“يوم قابس للسياحة” هو رحلة ترويجية، سياحيّة، ثقافية، فنيّة فريدة من نوعها لمحافظة قابس وللجنوب التونسي بصفة عامة لإعادة اكتشاف تونس بطريقة مختلفة في الفترة الممتدة ما بين 12 إلى 18 أكتوبر 2025
.
تُنظم هذه الفعالية بالشراكة مع وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة، ويشارك فيها كلٌ من منتصر الناصفي، مدير الفعالية، وبشير الغديري: المندوب الجهوي للسياحة بقابس. وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على الثروات الثقافية للجنوب التونسي من خلال برنامج فني متنوع.
و إلى تعزيز الثقافة المحلية مع رفع مستوى الوعي بالقضايا الرئيسية، مثل التلوث الذي يؤثر على المنطقة.
كما تهدف إلى الترويج لنوع مختلف من السياحة، موجه نحو الأسواق الدولية، بهدف إبراز المخزون السياحي الثقافي للجنوب تونس في ثوب جديد. الهدف منه هو كسر القوالب النمطية للسياحية التقليدية وتسليط الضوء على التراث الثقافي والتاريخي والطبيعي الغني للمنطقة.
الترويج للتراث المادي والمعنوي
بحسب منتصر الناصفي صاحب وكالة “ام ان ترافل اند ايفنتس” (MN Travel & Events)، يهدف هذا الحدث إلى الترويج للتراث المادي والمعنوي للجنوب التونسي، وخاصةً تراث قابس ومطماطة، من خلال الجمع بين العروض والمعارض واللقاءات بين الفنانين المحليين والدوليين.
قابس المحافظة العريقة، المعروفة بواحاتها وحرفها التقليدية، ومطماطة، المعروفة بمساكنها البدائية، تقدم لنا موناليزا فريدة تُبرز عمق تونس وأصالتها وتنوعها.
وللغرض سيُقام معرض تكريمًا لشخصيات تونسية تركت بصماتها على الثقافة الوطنية والتراث الإقليمي، مثل العروسي المطوي. كما سيُسلّط الحدث الضوء على شخصيات تاريخية أخرى ساهمت في هوية قابس.
من المقرر تنظيم جولات مصحوبة بمرشدين لتمكين الزوار من اكتشاف المواقع الرمزية في المنطقة، وخاصةً قابس وشنيني، في إطار مسلك السياحة التراثية.
كما شدد مدير الفعالية على الجانب البيئي قائلاً: “يُمثل هذا الحدث نداءً عاجلاً للحد من التلوث الذي يُؤثر سلباً على منطقة قابس”. لعقود، واجهت قابس تلوثاً مزمناً، يرتبط إلى حد كبير بالنشاط الصناعي وغياب سياسات بيئية فعّالة. ورغم اتخاذ الحكومة خطوات لمعالجة هذا الوضع، يرى المنظمون أن المبادرات الثقافية قادرة على تسريع الوعي، ومواصلة الضغط على السلطات، وتشجيع الحلول المستدامة.
الثقافة رافعة للتنمية
من جانبه، أكد بشير الغديري، المندوب الجهوي للسياحة، أن هذا الحدث يُعالج عدة أولويات: أولاً، تعزيز جاذبية السياحة خلال فترة الركود؛ خلق تآزر بين الفنانين المحليين والدوليين والجهات المعنية بالثقافة؛ وتقديم تجارب فنية جديدة للجمهور المحلي والزوار لجعل جنوب تونس، وخاصة قابس، مركزاً فنياً وسياحياً أصيلاً. “نريد أن تكون الثقافة أكثر من مجرد خلفية، بل محركاً حقيقياً للتنمية المحلية والسياحية.”
يُتوقع أن يكون البرنامج غنياً ومتنوعاً. سيتضمن البرنامج حفلات موسيقية، وعروض أوبرا، وتكريمًا لشخصيات فنية محلية مثل الشاذلي حاجي، وجولات موسيقية في المدن العتيقة، ومعارض حرفية، وإقامات فنية. سيشارك في هذا الحدث فنانون تونسيون مرموقون، مثل حسان الدوس، بالإضافة إلى ضيوف دوليين، مما يعزز التبادل الثقافي. ويأمل المنظمون أن يزيد هذا البرنامج من حضور المنطقة إعلاميًا ويشجع على ديناميكية الإبداع الفني المستدام.
سيتم التركيز بشكل خاص على نقل الخبرات المحلية وإشراك الأجيال الشابة. والجمع بين الحرف اليدوية والمأكولات التقليدية والموسيقى الشعبية وأشكال التعبير المعاصرة لجذب جمهور واسع. وتنفيذ أنشطة التوعية الثقافية لتمكين الشباب والعائلات والسكان المحليين من تبني هذا النهج الفني والسياحي.
كما أكد بشير الغديري أن “الثقافة قوة جذب فعّالة: فهي تروي قصصًا وتخلق صورًا تلهم السفر”.
فبعد أن ركزت النسخة الأولى على شمال البلاد، تتجه هذه النسخة الجديدة جنوبًا لعرض الثقافة والتراث الغني لهذه المناطق التي غالبًا ما يتم إغفالها. إن الثقافة، بعيداً عن كونها أداة ترويجية بسيطة، تُرى هنا كقوة حية، قادرة على خلق الروابط والقيمة، والأهم من ذلك، مستقبل الأجيال القادمة.
رحلة الاستكشاف هذه فعالية ترويجية سياحية تونسية تتوق لها النفوس وتشرئب لها الاعناق وتمنّى بها القلوب وتطلع إليها الأعين.