آخر الأخبار

السياحة العُمانية تخطو نحو العالمية من كهوفها المظلمة | مجلة السياحة العربية

شارك

تمتلك سلطنة عُمان مقوّمات سياحية كبيرة، بسبب موقعها الجغرافي المميز؛ إذ تقع جنوب غربي قارة آسيا، وهو ما أهَّلها لأن تكون وسيطاً مثالياً وبوابة بين شرق العالم وغربه، كما وفر لها هذا الموقع مناخاً متنوعاً فيه كثير من التباين بين شمالها وجنوبها، فخريف صلالة، وشتاء مسقط والباطنة، وصيف الجبل الأخضر، مناخ متنوع يوفر عنصر جذب لسياح العالم.

وتبني السلطنة آمالاً كبيرة على القطاع السياحي؛ في إطار سعيها مع شقيقاتها من دول الخليج العربي، لإحداث تنويع في الاقتصاد لا يكون النفط فيه عنصراً أساسياً، لكونه ثروة ناضبة من جهة، وسلعة متقلبة الأسعار في السوق العالمي من جهة ثانية، وتشجع الأرقام الرسمية هذا التوجه، حيث تظهر ارتفاع عدد السياح الذين زاروا السلطنة في عام 2016 إلى نحو 2.5 مليون زائر، مقارنة بمليونين و200 ألف عام 2015، في حين كان عددهم مليونَي زائر عام 2014.

  1. 33729108673_29f716e1eb_o

وقد زودت وزارة السياحة العمانية “الخليج أونلاين” بملف معلومات عن رؤية السلطنة المستقبلية للسياحة، أظهرت توقعاتها لغاية عام 2040، والتي تؤكد أن السلطنة ستكون قبلة مهمة لسواح العالم.

– التنوع السياحي

يشكل عنصر التنوع السياحي في السلطنة، عامل جذب إضافياً إلى الموقع والمناخ، حيث تتنوع المناشط التي يمكن أن يقوم بها الزائر، وهو ما يجعل زيارة هذا البلد حافلة بالإثارة التي هي مقصد غالبية سياح العالم.

ففي عُمان ثمة أنواع للسياحة، منها التاريخيّة، حيث تتوفر العديد من الأماكن التاريخية للباحثين عن تتبع الآثار الإنسانية، ما بين العصور القديمة والحديثة.

ويوفر الموقع المميز شواطئ متنوعة وطويلة، تجعلها قبلة لسياحة الشواطئ، هذا إلى جانب السياحة الأثرية، نظراً للمواقع الكثيرة والمتعددة لمختلف العصور التي اقترنت بأرضها، أما صحاريها فتوقر بيئة مثالية لسياحة الرمال، حيث الكثبان التي تستهوي عشاق هذا الجانب، فضلاً عن سياحة المهرجانات التي تدعمها الحكومة وتنميها باستمرار.

وتشير وثائق وزارة السياحة إلى حجم التنوع في استراتيجية السلطنة، والتي تشمل 9 فروع من الترفيه والاستجمام.

34600689841_c5db33e819_o

– سياحة الكهوف

الكهوف فجوات جيولوجية تشكلت في الطبيعة نتيجة ظروف معينة، لذلك تكون عبارة عن متاحف جيولوجية مخبأة في باطن الأرض، أو في قلب الجبال، وهي كنوز طبيعية وجزء من التراث الطبيعي والبيئي للبلدان التي تحرص على حمايتها.

وتتوفر في سلطنة عُمان سلسلة كهوف طبيعية، ذات تنوع في المحتوى، تؤهلها لأن تكون عاصمة لسياحة الكهوف، وتوجد معظمها في جبال المنطقة الشرقية، والمنطقة الداخلية، ومنطقة الظاهرة، وجبال ظفار، ومن أشهرها: كهف “مجلس الجن”، وكهف “الكتان”، وكهف “الهوته”، وكهف “الفلاح”، وكهوف محافظة ظفار: “صحور”، وحفرة الإذابة بطوي اعتير وكهف “عين حمران”، معروف شعبياً بـ”كهف الخفافيش”، وكهوف وادي دربات، وكهف “المرئف” و”المغسيل”.

– كهف مجلس الجن

ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم، وثاني أكبر كهف في السلطنة، يقع في قلب تلال بنية اللون عند سفوح جبال الحجر الشرقية.

مساحة أرضية الكهف تبلغ 58 ألف متر مربع، وسعته 4 ملايين متر مكعب، أما طوله فيصل إلى 310 أمتار، وعرضه 225 متراً.

وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف الذي هو على هيئة القبة 120 متراً، وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهميه للناظر إليها.

– كهف مقل

تنساب المياه من الكهف الواقع بولاية بني خالد، بالمنطقة الشرقية من السلطنة، وتشكل المياه واحات جميلة؛ اتخذت الولاية منها شعاراً، حيث تتدفق المياه العذبة من بين الصخور التي نحتتها الطبيعة، ويستخدمها القرويون، ويشكلون منها أفلاجاً تمتد عدة كيلومترات لتروي المناطق الزراعية.

ويمتد طول هذه الواحات المائية إلى أكثر من مئتي متر في بعض الأماكن، وبعرض عشرين متراً في بعض الأجزاء، ويبلغ عمقها أكثر من ستة أمتار، وهو ما يجعلها أنسب مكان لممارسة السباحة.

– كهف صحور

يوجد هذا الكهف في أحد تكوينات الصخور الجيرية المنتمية إلى الفترة المبكرة من العصر الثلاثي، وللوصول إلى الغرفة الرئيسية للكهف لا بد من اجتياز الممر الضيق الواقع في الجهة الشمالية من المدخل، وتزدان هذه الغرفة بالكثير من التراكيب الكهفية الجميلة؛ كالأعمدة والهوابط بأنواعها المختلفة، ويمكن مشاهدة قطرات الماء المتدلية في كثير من الهوابط التي لا تزال في مراحل تكونها.

لكن العلامة المميزة لهذا الكهف وجود حوض جاف فيه يبلغ طوله 1.8م وعرضه 1.5م انطبعت عليه آثار لمياه شلالات متحجرة، تبدو كما لو أنها كانت تنساب بالأمس القريب، يزخر هذا الكهف أيضاً بالعديد من الكائنات كالخفافيش والحشرات.

– كهف طيق

يعد من أكبر الكهوف المكتشفة على مستوى العالم، تبلغ مساحته نحو 300 مليون متر مكعب، وهو بهذا الحجم يعد أكبر بنحو 75 مرة من كهف مجلس الجن الواقع بين صور وقريات، وأكبر بنحو 57 مرة من كهف سيرواك في ماليزيا، الذي يعرف بأنه أكبر كهف في العالم.

واكتشف الكهف عن طريق فريق من المغامرين السلوفانيين عام 1997، ويوجد في الكهف 6 مداخل.

34498266456_73c4a34a3f_o

– تطوير واستثمار

تقوم وزارة السياحة في سلطنة عمان حالياً بتطوير واستثمار تلك الكهوف وغيرها المنتشرة في مناطق عديدة من البلاد، وإجراء الدراسات المستفيضة لتأهيلها وتطويرها، واستقطاب الخبرات من مختلف دول العالم، للإدلاء بدلوهم في هذا القطاع السياحي الواعد.

وتشير وثائق وزارة السياحة العمانية، التي زودت “الخليج أونلاين” بها، إلى أن هذا الأمر يأتي في إطار استراتيجية بعيدة المدى للسلطنة، تسعى إلى: “تشجيع الاستثمار الخاص في المواقع الطبيعية والمحميات، ترسيخ الميزة التنافسية للسلطنة والمتمثلة في تنوع الطبيعة وتميزها في المواقع الطبيعية والمحميات”.

33922960563_4fbc40720f_o

وتضيف الوثائق أن الهدف من ذلك “فتح المجال لإدارة هذه المواقع من قبل مستثمري القطاع الخاص لزيادة الإيرادات الحكومية، وتوفير وظائف إضافية، من خلال تطوير الأنشطة الطبيعية وأنشطة التحدي والمغامرات”.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.