بقلم: سفيان هويملي
سرّ المياه في قلب الصحراء
يتميز قصر أغلاد الأثري عن غيره من المعالم الأثرية في منطقة أولاد سعيد بسمة فريدة تثير الدهشة، حيث عُثر في بقاياه المجاورة على مرفأ للقوارب، مما يشير إلى أنه كان محاطاً بالمياه في حقبة زمنية سابقة، وهو ما يزيد من غموض وأهمية هذا الموقع التاريخي
.
موقع استراتيجي وتاريخ عريق
يقع قصر أغلاد (المعروف أيضاً باسم آغلاد أو آرهلاد) في الصحراء الجزائرية بمنطقة قورارة شمال غرب تيميمون. ويُعد هذا القصر من أهم القصور التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ منطقة قورارة وتن زيري وأولاد سعيد. وخضع سكان هذه المناطق لسلطة بو سعد الزناتي، الذي بسط نفوذه على أغلاد وكامل منطقة قورارة.
إبداع معماري فريد
يتميز القصر بتصميمه المعماري الاستثنائي ونوعية المواد المستخدمة في بنائه، حيث يضم ثلاثة معالم أثرية مبنية بالحجارة (وليس بالطوب التقليدي) وبطريقة هندسية متقنة يعجز أمهر البنّاءين المعاصرين عن تقليدها. وتكشف هذه التحفة المعمارية عن حقبة زمنية مهمة من تاريخ الجنوب الغربي الجزائري.
جهود الترميم والحفاظ
حظي قصر أغلاد باهتمام دولي ملحوظ، حيث تم ترميم أحد معالمه الأثرية سنة 2003 في إطار مشروع لولاية آدرار ببلدية أولاد سعيد، وبالتعاون مع وكالات أممية متعددة شملت: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صندوق الأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسيف.
آفاق تنموية واعدة
يثير هذا القصر الأثري الضخم، الذي يغوص زائروه في أعماق التاريخ من خلال بناياته وأبوابه وأدراجه المميزة، تساؤلات حول إمكانية تطوير المرافق السياحية حوله. ويمكن إنشاء فنادق ومراكز سياحية مجهزة بمتاجر للصناعات التقليدية التراثية ومسابح ومرافق خدمية، مما سيرفع من نسبة السياح ويشجعهم على زيارته
ولا شك أن تطوير البنية التحتية السياحية في منطقة أولاد سعيد عامة وإقليم قورارة ككل، وحتى تينركوك، سيساهم في جذب المزيد من السياح ويوفر فرص عمل للشباب المحلي، خاصة مع وجود طرق ممهدة وسهلة الوصول إلى القصر
زوار بارزون
يُذكر أن الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد كان من أبرز الزوار الأوفياء لهذا القصر، حيث كان يتردد عليه بين الحين والآخر، مما يؤكد على أهميته التاريخية والثقافية.