جولة داخل المتحف المصري الكبير لكشف تفاصيل صرح الحضارة المصرية

شارك

 

القاهرة :السياحة العربية

تنشر السياحة العربية جولة حية داخل المتحف المصري الكبير لم عايشة تجربة الزيارة بجميع تفاصيلها، في لحظات استثنائية بين صروح الحضارة المصرية.
تبدأ جولة الزائر من البهو العظيم الذي يقف فيه تمثال رمسيس الثاني شامخًا، تستقبلك أعمدة ضخمة ورموز ملكية تحكي آلاف السنين، فتشعر بأنك تمشي في حضرة الأجداد، حيث الزمن يتوقف لحظة لتتأمل عظمة الماضي

default

قبل أن تبدأ رحلة الصعود على الدرج العظيم، يأخذك البهو الكبير في استقبال فريد من نوعه، حيث تمتزج فخامة الحجر بالضوء الطبيعي القادم من السقف الزجاجي. على يمينك ويسارك، تقف تماثيل ضخمة لملوك مصر القديمة، بينما تتوزع القطع الأثرية الصغيرة بدقة على منصات عرض شفافة، لتروي أسرار آلاف السنين بلا حديث.
الجدار الغربي يعرض لوحات جدارية تحاكي الحياة اليومية في مصر القديمة، من طقوس دينية إلى لحظات فرح وعمل في القصور والمعابد. وفي الجهة الأخرى، تصطف المسلات والتماثيل الملكية الضخمة، مع لوحات جدارية تحاكي حياة الملوك والطقوس الدينية، بينما تنسجم أعمدة البهو المزخرفة مع النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تسمح للضوء الطبيعي أن يغمر المكان، مانحةً شعورًا بالامتداد والاتصال بين الماضي والحاضر.

تتخلل المساحات ممرات واسعة تسمح للزائر بالتحرك بحرية داخل المتحف المصري الكبير، مع أماكن جلوس للتمعن، وشاشات تفاعلية تعرض معلومات تفصيلية عن القطع الأثرية. كل زاوية في البهو تحمل رسالة: هنا التاريخ يُعرض ليس فقط للنظر، بل لتجربة كاملة تُشعر الزائر بأنه جزء من الزمن القديم، في انتظار صعوده إلى الدرج العظيم لمواصلة رحلة الملكية والخلود.

الصعود على الدرج العظيم، وبين كل درجة وأخرى نرى ترتيب الملوك تتابُعًا، لكنه ليس درجًا، بل هو بمثابة «موكب الصعود» إلى المجد. هنا، يتحول الحجر إلى سرد. إن توزيع القطع الأثرية على هذا الدرج الذي تتراوح عدد درجاته بين 105 و108 درجات ليس مجرد عرض، بل هو سيناريو متحفي متكامل يأخذ الزائر في رحلة سردية عبر مفهوم الملكية في مصر القديمة. يبدأ هذا السرد بالتركيز على الهيئة الملكية، ثم ينتقل إلى بيوت الآلهة، ليتعمق بعدها في علاقة الملوك بالمعبودات، وأخيرًا يُختتم السرد في القمة بالموضوع الروحاني وهو الرحلة إلى الحياة الأبدية. وبهذا الشكل، يتحول صعود الدرج إلى قراءة متصلة لقصة الملك من قوته على الأرض حتى خلوده في السماء.

تجذب عينيك الألوان ومساحات الارتفاع الشاهقة داخل المتحف فتشعرك وكأنه معبد جاء إليك من الماضي، وبالوقت ذاته لا يخلو من الحداثة التي اندمجت بانسيابية مع هذا الماضي العريق؛ فالألوان من الذهبي إلى الأصفر العريق مع الأزرق المصري تصنع طابعًا معبرًا عن الهوية. وبجانب الدرج العظيم، تجد سلمًا كهربائيًا زجاجيًا يطل هو الآخر على الصرح نفسه في حالة عدم القدرة على الصعود، بالإضافة إلى بوابات الدخول الإلكترونية. كذلك المتحف مجهز بالكامل لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية جميع متطلباتهم المختلفة.

و توزيع القطع الأثرية على الدرج العظيم لم يكن مجرد عرض للآثار، بل هو سيناريو متحفي متكامل يأخذ الزائر في رحلة سردية عبر مفهوم الملكية في مصر القديمة.

يصل الزائر إلى قمة الدرج حيث يُختتم السرد بالموضوع الرابع والأكثر روحانية، وهو الرحلة إلى الحياة الأبدية، والذي يركز على العقيدة الجنائزية ومصير الملك بعد الموت، من خلال عرض توابيت ملكية فخمة مثل تابوت الملكة مرس عنخ الثالثة، وصناديق كانوبية، وأبواب وهمية كانت تمثل بوابات العبور إلى العالم الآخر.

وبهذا الشكل، يتحول صعود الدرج إلى قراءة متصلة لقصة الملك من قوته على الأرض حتى خلوده في السماء.

وهنا يقف المتحف المصري الكبير، الأيقونة الجديدة، في محاذاة تامة مع الأيقونة الأبدية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.