صلاح عبدالله

بحيرة قارون هي واحدة من أقدم وأكبر البحيرات الطبيعية في مصر، تقع في محافظة الفيوم، وتعتبر من أهم المحميات الطبيعية في البلاد. ليست مجرد بحيرة طبيعية، بل جزءًا من التراث الجيولوجي والبيئي لمصر.

تقع بحيرة قارون في محافظة الفيوم، جنوب شرق مدينة القاهرة عاصمة دولة مصر، وهي بحيرة ضخمة جدًا تمدّ الصحراء الغربية لمصر بالحياة، والمنطقة المحيطة بالبحيرة هي منطقة زراعية خصبة وأرض رطبة جدًا، بالإضافة إلى أنها مكان للراحة والهدوء والاستمتاع بالطبيعة الخلابة، والتعرّف على الآثار الموجودة في المنطقة،[١] وبحيرة قارون هي واحدة من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم بالإضافة إلى أنها ثالث أكبر بحيرة في دولة مصر.

أهمية تاريخية وجغرافية
تعود أهمية بحيرة قارون إلى العصور القديمة، حيث كانت تُعرف باسم “بركة موريس” وكانت جزءًا من نظام الري القديم في مصر. تتميز البحيرة بموقعها الفريد، حيث تقع وسط صحراء الفيوم، وهي أحد المصادر الطبيعية الأساسية لتغذية الأراضي الزراعية المحيطة.

التنوع البيولوجي والحياة البرية
بحيرة قارون تُعد محطة هامة للطيور المهاجرة، وتستضيف أكثر من 88 نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض أو المهاجرة، مما يجعلها وجهة مفضلة لمحبي مراقبة الطيور. كما تحتوي البحيرة على أنواع نادرة من الأسماك مثل أسماك البلطي التي تتميز بقدرتها على التكيف مع المياه المالحة.

القيمة الأثرية

بحيرة قارون تعد من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم، ويُقدر عمرها بحوالي 70 ألف عام أو أكثر. تاريخيًا، كانت تعرف باسم “بركة موريس” خلال فترة العصر الفرعوني، حيث كانت مرتبطة بنظام ري قديم في منطقة الفيوم.

الاكتشافات الأثرية حول بحيرة قارون أثبتت أنها كانت منطقة ذات نشاط بشري منذ العصور القديمة، وقد تم العثور على حفريات هامة تعود إلى حقب جيولوجية قديمة. من بين الاكتشافات الهامة في المنطقة، تم العثور على بقايا أفيال وهياكل عظمية لحيوانات تعود إلى ما قبل التاريخ، مما يعزز فكرة أن البحيرة كانت جزءًا من بيئة طبيعية متنوعة تعود لملايين السنين.

السياحة البيئية
تُعد بحيرة قارون وجهة سياحية رئيسية، حيث توفر أنشطة مثل ركوب القوارب وصيد الأسماك. المنطقة المحيطة بها غنية بالمنتجعات السياحية التي تقدم تجارب مميزة لمحبي الطبيعة والبيئة.

جهود التنمية المستدامة
تبذل الحكومة المصرية جهودًا مستمرة للحفاظ على النظام البيئي الفريد لبحيرة قارون. من بين هذه الجهود تحسين جودة المياه ومحاربة التلوث. كما تم إدراج المنطقة ضمن خطط التنمية السياحية البيئية المستدامة بهدف حماية التنوع البيولوجي والمحافظة على الجمال الطبيعي للبحيرة.

بحيرة قارون تمثل مثالًا حيًا على الترابط بين الطبيعة والتاريخ في مصر. هي ليست مجرد بحيرة عادية، بل هي نظام بيئي متكامل يعكس أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية. يساهم موقعها الجغرافي وتنوعها البيولوجي في جعلها وجهة مثالية للسياحة البيئية.