السياحة العربية
تستعد جمعية السينما لإقامة ندوة بعنوان «تقاطعات السينما والفلسفة» ضمن فعاليات مبادرة الشريك الأدبي، وذلك في يوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 في سينماتك الخبر، بالتزامن مع الاحتفاء العالمي بـ اليوم العالمي للفلسفة الذي يسلّط الضوء على دور التفكير الحر في فهم الإنسان للعالم وإعادة اكتشاف قيمة الحوار والعقل.
وتتناول الندوة العلاقة العميقة بين السينما والأسئلة الفلسفية الكبرى، حيث تتجاوز الأفلام دورها الترفيهي لتقدّم مقاربات بصرية تلامس موضوعات الوعي والحرية والهوية والزمن، وتضع الإنسان أمام أسئلته الأكثر هشاشة. فالسينما، حين تنفتح على الفلسفة، تتحوّل إلى وسيط يعيد صياغة الأفكار في صورة وحركة، فيختبر المشاهد المفاهيم بدل الاكتفاء باستيعابها نظريًا، وتستمر معه الأسئلة حتى بعد مغادرة قاعة العرض.
ويأتي هذا اللقاء ليفتح نقاشًا حول مسارات فكرية متداخلة شكّلت حضورًا مؤثرًا في الإنتاج السينمائي العالمي؛ من قضايا الشيخوخة وكرامة الإنسان في مجتمعات تزداد انشغالًا بالإنتاجية، إلى أسئلة أنسنة الحيوان وما تختبره من تعاطف أو قسوة في مرآة الكائن الآخر، مرورًا بالتحولات التي طرأت على صورة الرجل في السينما الحديثة وانهيار النموذج الذكوري التقليدي، وصولًا إلى الأسئلة الأخلاقية التي تواجه الإنسان في عالم يتغيّر ميزانه بين اللطف والقوة. وتقدّم هذه المسارات مدخلًا لقراءة كيفية تقاطع الفلسفة مع السينما، وكيف تعمل الصورة على توسيع النقاش حول القضايا الإنسانية الكبرى.
ويشارك في الندوة الكاتب عماد بوخمسين، المهتم بالفنون البصرية وتقاطعاتها مع الفكر الإنساني؛ إلى جانب الباحث في فلسفة الفن والجماليات يزيد السنيد، عضو مجلس إدارة جمعية الفلسفة وصاحب عدد من الدراسات والأعمال السينمائية؛ إضافة إلى الدكتورة مها الساعاتي، الأكاديمية والمخرجة المتخصصة في تدريس مواد الصور المتحركة والمهتمة بتجسيد القضايا الإنسانية عبر اللغة البصرية.
وتعد الندوة جزءًا من سلسلة الفعاليات الثقافية التي تنظمها جمعية السينما، في سياق العمل على ربط الفنون البصرية بالأسئلة الإنسانية، وتعزيز حضور السينما بوصفها فضاءً للتأمل والمعرفة، ووسيطًا قادرًا على إثراء الحوار الفلسفي عبر لغة الصورة والمشهد والتجربة البصرية المشتركة.



