آخر الأخبار

ملتقى الخط والحروفية في المنستير: رحلة إبداعية من جماليات الحرف العربي إلى آفاق الفن التشكيلي المعاصر”

شارك

جليلة كلاعي ـ تونس

يُعد ملتقى الخط والحروفية في المنستير حدثاً ثقافياً هاماً يهدف إلى ترسيخ مكانة فن الخط العربي كجزء أصيل من التراث الثقافي والحضاري العربي والإسلامي. وينظم هذا الملتقى السنوي، الذي انطلق في دورته الأولى في نوفمبر 2024، وتبعته الدورة الثانية في نوفمبر 2025، من قبل المركب الثقافي بالمنستير بالتعاون مع جهات ثقافية أخرى كالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية.


وهو تظاهرة فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة في مجال الفنون البصرية التي تتمحور حول الحرف العربي، ويسعى لربط جمهور الفن بالخطاطين والفنانين.
من الحرف التقليدي إلى اللوحة الحروفية
لقد تحول الخط العربي في الآونة الأخيرة من مجرد وسيلة للكتابة ونقل المعرفة إلى فن إبداعي مستقل وجمالية بصرية.
و “الحروفية” حركة فنية توظف مرونة الحرف العربي وقدرته على التشكل لتصبح جزءًا من التشكيل الفني الحديث، وهناك من الخطاطين من برعوا في هذا المجال ناهيك الحطاط العراقي حيدر الشيباني وقد تميزت لوحاته بدمج الخط بالزخرفة والفنون التشكيلية. والذي سيكون من المشاركين في هذه الدورة


وحسب برنامج الملتقى فإنه يشمل مداخلات علمية، وورشات تطبيقية، ومعارض فنية. وهذه الورشات من شأنها أن تساهم في نقل الخبرات والمهارات من الأساتذة والفنانين المختصين إلى الأجيال الجديدة وأحباء هذا الفن.


ولابد من الإشارة أيضا الى أنّ المشاركات العديدة من فنانين من تونس وليبيا والعراق… من شأنها ان تسهم في التبادل الثقافي والفني من خلال استقطاب هؤلاء الخطاطين، مما يوسع آفاق الملتقى ويثريه.

واختيار المكان المنستير كحاضنة لهذا لإبداع له رمزية دلالية باعتبار ان هذه المحافظة تمثل نقطة هامة تجمع بين التاريخ العريق، الموقع الجغرافي المتميز، وأهمية اقتصادية وسياحية. فهي مدينة قديمة أسسها الفينيقيون، وذات طابع ثقافي غني، وتُعتبر من أهم المدن التاريخية والمواقع الدفاعية الإسلامية في شمال أفريقيا، خاصة بوجود رباطها الأثري. كما تتميز بطبيعة خلابة تجعلها وجهة سياحية مهمة، حيث تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتضم شواطئ متنوعة

سيساهم هذا الملتقى حسب المنظمين في الحركية الثقافية للمنطقة ويعزز مكانة المنستير كمركز للإشعاع الفني. فنجاح الدورة الأولى خير دليل على ذلك ونأمل أن تكون هذه الدورة لها اشعاعها الأبرز للحفاظ على هذا الفن العريق وتطويره بما يتماشى مع الرؤى الفنية المعاصرة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *