عبدالفتاح هداني ـ مجلة السياحة العربية ـ
الرباط، المملكة المغربية
اختتمت يوم أمس، 25 نوفمبر 2025، بالعاصمة الرباط، أشغال الندوة الدولية الهامة تحت عنوان: “الرياضة كأداة لتعزيز حقوق الإنسان، وأثرها على المجتمعات؟”. الندوة، التي نظمها كل من المجلس الوطني لحقوق الإنسان (CNDH) و مؤسسة المغرب 2030، شكلت منصة رفيعة المستوى لتعميق النقاش حول الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في ترسيخ القيم الديمقراطية والاجتماعية.

شهدت الجلسة الافتتاحية للندوة تصريحات محورية من رئيسي المؤسستين المنظمتين، وضعت الحدث في سياقه الوطني والدولي الراهن، حيث أكدت السيدة أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان على أن الرياضة لا تقتصر على كونها منافسة، بل هي لغة رمزية جماعية قادرة على تجاوز الحواجز الثقافية واللغوية. معتبرة أن الرياضة تمثل أداة للتحول الاجتماعي ومساحة للتعبير عن تكافؤ الفرص، ورافعة لتعزيز السلام. كما نوهت رئيسة المجلس بأن الإطار المعياري الدولي يعترف بالرياضة كمحفز لحقوق أساسية كالحق في المشاركة الثقافية والحق في الصحة. وقد استعرضت التزام المجلس بتحويل الأحداث الكبرى إلى رافعة للإدماج والمشاركة المواطنة والتقدم المستدام، ضمن الوثائق التي تشكل جزءاً من ملف ترشيح المغرب.

و أبرز السيد فوزي لقجع رئيس مؤسسة المغرب 2030،أهمية تنظيم هذا الملتقى الدولي في سياق استضافة المغرب لـ كأس العالم 2030 و كأس الأمم الأفريقية 2025 (CAN2025). وشدد على أن هذه المنافسات تشكل فرصاً حقيقية للعمل الجماعي، وتخدم كـأداة لتعزيز التعبئة المواطنة وتدعيم النسيج الاجتماعي حول القيم الكونية لحقوق الإنسان. كما أوضح أن مهمة مؤسسة المغرب 2030 تتمثل في السهر على احترام التزامات المغرب، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وجعل هذه الأحداث الكبرى قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

في خطوة ذات أهمية بالغة، جاء على هامش هذه الندوة توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة المغرب 2030 والمجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذا المجال.
وتبرز أهمية هذه الاتفاقية كونها تقوم على رؤية واضحة وتطمح إلى تقديم ممارسات فضلى للمنتظم الدولي، من خلال شراكة بين مؤسسة وطنية تعنى بحقوق الإنسان ومؤسسة المغرب 2030، بهدف إعمال الحقوق المرتبطة بالرياضة وحقوق الإنسان.

أسفرت أشغال الندوة الدولية عن نتائج ملموسة تهدف إلى توجيه العمل المشترك في الفترة القادمة، حيث شكلت منصة للتفكير من أجل إعداد وثيقة تعكس أبرز الاستنتاجات والتوجهات والتوصيات المنبثقة عن النقاشات.

وتتمثل أبرز المخرجات والتوصيات فيما يلي:
* وثيقة مرجعية مشتركة: تم الاتفاق على أن تكون الوثيقة الختامية بمثابة إطار مرجعي مشترك لمواصلة العمل المشترك وتدعيم الديناميات الملتزم بها.
* تعزيز السياسات العمومية: دعوة إلى مضاعفة الجهود في تطوير سياسات عمومية تهدف إلى تعزيز الوصول إلى الثقافة والرياضة، خاصة في المناطق الهشة أو القروية.
* مكافحة التمييز: ضرورة تفعيل دور الرياضة كآلية قوية في مكافحة جميع أشكال التمييز و خطابات الكراهية في الفضاءات الرياضية وخارجها.
* دعم الرياضيين كسفراء للحقوق: الدعوة إلى تمكين الرياضيين ليصبحوا حاملين لرسائل تعزيز الحقوق، واستغلال تأثيرهم الإيجابي لخدمة القضايا الاجتماعية.

لقد شكلت هذه الندوة، مدعومة بتوقيع اتفاقية التعاون، خطوة هامة في مسار دمج اعتبارات حقوق الإنسان في قلب التظاهرات الرياضية الكبرى، مؤكدة على أن الرياضة هي بالفعل قاطرة للتنمية المستدامة والسلم.



