آخر الأخبار

155 مشاركاً من 37 دولة في أكبر بطولة عالمية للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة بالمصنعة

شارك

كتب – محمد سعد

تستعد ولاية المصنعة غداً (الأربعاء) لاحتضان الحدث الأكبر عالمياً في تاريخ رياضة الإبحار الشراعي المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تُفتتح النسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025 في مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي بمنتجع بارسيلو المصنعة، وذلك برعاية صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية، وبحضور عدد من الشخصيات الرياضية والرسمية والوفود المشاركة.


وتُعد هذه النسخة الأكبر من نوعها في تاريخ بطولات الإبحار الشراعي الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، إذ تستقطب 155 مشاركاً من 37 دولة، إضافة إلى المدربين ومسؤولي السباقات. ويعكس هذا العدد القياسي النمو المتسارع لرياضة الإبحار المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة عالمياً، كما يرسّخ مكانة سلطنة عُمان كوجهة رائدة في استضافة البطولات الدولية.
وتقام منافسات البطولة ضمن أربع فئات من القوارب المعتمدة دولياً، وهي: قوارب آر.أس فنتشر (RS Venture Connect) المخصصة للفرق المصنّفة بارالمبياً، وقوارب فار إيست (FarEast 28Rs) لفئة السباقات المخصصة للمكفوفين، وقوارب هانسا 303 (Hansa 303) المفتوحة لجميع البحّارة، وقوارب إلكا 6 (ILCA 6) لفئة الأولمبياد الخاص لذوي الإعاقات الذهنية.
وتشارك سلطنة عُمان بعدد من البحّارة ضمن فئتي آر.أس فنتشر وهانسا 303 من خلال برنامج “أبحر بحرّية” المدعوم من شركة بي.بي عُمان. ففي فئة آر.أس فنتشر يشارك فريقان؛ الأول يضم البحّارين حسن اللواتي وزاهر العتبي، بينما يتكوّن الفريق الثاني من عادل السيابي والغالية الجابرية، ضمن منافسات تضم 28 فريقاً من مختلف دول العالم. أما في فئة هانسا 303 الفردية، فيشارك عدد من البحّارة الشباب ممثلين سلطنة عُمان إلى جانب أكثر من 35 مشاركاً، وهم: علي الغسيني، وسلطان الوهيبي، ومالك القرطوبي.


برنامج تدريبي للدول الناشئة
وشهدت الأيام الثلاثة الماضية تنفيذ برنامج تدريبي تطويري للدول الناشئة في رياضة الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، نظمه الاتحاد الدولي للإبحار خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 2 ديسمبر. واستهدف البرنامج رفع كفاءة المدربين، وتعزيز مهارات البحّارة، ودعم الدول في تأسيس وتطوير برامج وطنية للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك عبر ورش عمل نظرية وعملية مكثّفة، في خطوة تعكس الاهتمام العالمي المتزايد بتطوير هذه الرياضة.
وأعربت هانا ستوديل، مديرة برنامج الإبحار البارالمبي في الاتحاد الدولي للإبحار، عن سعادتها بانطلاق البطولة، قائلة: “إنّ هذه النسخة تُعد محطة تاريخية في مسيرة الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، وتؤكد أن الإبحار رياضة للجميع دون استثناء. لقد لمسنا حماساً كبيراً من البحّارة المشاركين من مختلف دول العالم، كما أبرز البرنامج التدريبي الأخير الإمكانات الواعدة للدول الناشئة، وسيسهم في تعزيز نمو رياضة الإبحار للأشخاص ذوي الإعاقة مستقبلاً.”
ومن جانبها، أكدت مريم بنت علي الجديدية، مدير أول مشاريع بقسم الفعاليات في عُمان للإبحار والمسؤولة عن البطولة، أن الحدث يمثل إنجازاً وطنياً يُضاف إلى سجل سلطنة عُمان الحافل في استضافة البطولات العالمية، قائلة:
“نحن على أتم الاستعداد لانطلاق هذه البطولة التاريخية التي تحمل رسالة إنسانية سامية تتمثل في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإبراز قدراتهم في رياضة الإبحار. لقد عملت فرق العمل خلال الأشهر الماضية على تنفيذ جميع المتطلبات التنظيمية والفنية، ونتطلع إلى تقديم تجربة متكاملة للوفود المشاركة تجمع بين المنافسة الشريفة والتبادل الثقافي وإبراز مقومات عُمان السياحية.

رؤية عالمية ورسالة إنسانية
وتجمع البطولة بين أربع فئات من القوارب المعتمدة دولياً، وتمنح الرياضيين المصنّفين بارالمبياً وغير المصنّفين فرصة المنافسة جنباً إلى جنب ضمن بيئة رياضية عادلة، تجسّد قيم الشمولية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة. كما يمثل الحدث فرصة لتسليط الضوء على قدرات سلطنة عُمان التنظيمية، وتعزيز حضورها كوجهة دولية رائدة في الرياضات البحرية.

برنامج سياحي وقرية للسباقات
وتترافق البطولة مع حزمة من الفعاليات المصاحبة، من بينها يوم سياحي مخصص للوفود الدولية لاستكشاف أبرز المعالم الطبيعية والتراثية التي تزخر بها سلطنة عُمان في كل من محافظة مسقط، جزر الديمانيات، ولاية الرستاق وولاية نزوى، بما يمنح المشاركين تجربة ثقافية ثرية إلى جانب المشاركة الرياضية. كما سيتم تدشين قرية للسباقات تحتضن مجموعة من المشاريع المنزلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تُعرَض فيها منتجات محلية تعكس الهوية العُمانية وتُبرز أصالة الثقافة والحرف التقليدية. وتهدف هذه المبادرات إلى دعم المجتمع المحلي وتعزيز التكامل بين الرياضة والسياحة والاقتصاد، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في جعل الرياضة رافداً للتنمية والاقتصاد.
ومن المقرر أن تبدأ السباقات الرسمية في الرابع من ديسمبر وتستمر حتى الثامن من ديسمبر، على أن يُقام حفل الختام وتكريم الفائزين برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، في ختام أسبوع حافل بالإنجازات الرياضية والإلهام الإنساني.
وتقام البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وبدعم من اللجنة العُمانية للرياضات العُمانية، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، ومكتب محافظ جنوب الباطنة بوصفهم شركاء استراتيجيين. كما يحظى الحدث برعاية عدد من مؤسسات القطاعين العام والخاص، من بينها منتجع بارسيلو المصنعة، وشركة أوكسي عُمان، والمشغّل الوطني للسفر، والشركة الوطنية للمرطبات (تنوف)، وشركة مزون للألبان بوصفهم رعاة برونزيين، في تجسيد واضح لتكامل الجهود الوطنية لدعم وإنجاح هذا الحدث العالمي.

وسبق لمدرسة المصنعة للإبحار الشراعي أن استضافت بطولة العالم لقوارب آر.أس فنتشر لعام 2022، كأولى البطولات الدولية المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة في رياضة الإبحار الشراعي في السلطنة. كما حصلت المدرسة على اعتمادٍ رسمي من الاتحاد الآسيوي للإبحار كمركز تدريب آسيوي من الفئة (أ) للمراكز عالية الأداء، في تأكيدٍ على جاهزيتها الفنية والتنظيمية لاستضافة الأحداث العالمية.

نبذة عن عُمان للإبحار:
تعمل عُمان للإبحار تحت مظلة الشركة العُمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران) وتهدف لإحياء الأمجاد البحرية العُمانية وإبراز مكانة سلطنة عُمان حول العالم عبر رياضة الإبحار والإسهام في التنمية المستدامة وتوفير فرص لتمكين الشباب. ركزت المؤسسة منذ تأسيسها عام 2008 على تحقيق رؤيتها من خلال عدد من الركائز هي رياضة الإبحار الشراعي والسياحة والأنشطة التجارية والصحة والبيئة، مع الاهتمام بتطوير كفاءات فريق العمل.
تنفذ عُمان للإبحار مجموعة من البرامج الرامية إلى تطوير الشباب والناشئة في رياضة الإبحار الشراعي وتمكينهم ليكونوا أبطالا يمثلون السلطنة باقتدار وكفاءة في المحافل الإقليمية والدولية، وتعمل أيضا على رفد السياحة بما يعود بالمنافع الاقتصادية محليا وتعزيز اسم السلطنة في خارطة الإبحار العالمي. حتى اليوم حققت المؤسسة العديد من المنجزات منها حصد ميداليات على مستويات دولية في هذه الرياضة، واستضافة وتنفيذ أحداث قاريّة ودولية في السلطنة والترويج لجاهزية السلطنة لقطاعات الأعمال والاستثمار.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *