آخر الأخبار

الصندوق العالمي للإعاقة” يُطلق استراتيجيته الجديدة 2025-2030: من المبادرات التجريبية نحو إدماج شامل لمليار شخص من ذوي الإعاقة.

شارك

عبدالفتاح هداني
مجلة السياحة العربية – المملكة المغربية

أعلن الصندوق العالمي للإعاقة (GDF)، وهو الصندوق العالمي الوحيد التابع للأمم المتحدة المكرس لتنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، عن إطلاق استراتيجيته الطموحة الجديدة للفترة 2025-2030، التي تمت المصادقة عليها مؤخرا، و تمثل هذه الاستراتيجية خطوة عملاقة في الجهود العالمية لتعزيز إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، وتؤشر إلى تحول كبير في نهج الصندوق.


بعد أكثر من عقد من الخبرة وتحقيق الأثر، يرفع الصندوق طموحه من مجرد دعم المبادرات التجريبية إلى قيادة تحول نظامي شامل على مستوى العالم. تنطلق رؤية الصندوق من هدف واضح، عالم يتمتع فيه كل شخص من ذوي الإعاقة بالمشاركة الكاملة والعادلة في المجتمع، مع تعزيز حقوقهم وحمايتها وتحقيقها بالكامل.
تعكس الاستراتيجية الجديدة استجابة مباشرة للتحديات العالمية الملحة، حيث لا يزال الأشخاص ذوو الإعاقة يُستبعدون من الخدمات الأساسية والفرص وصنع القرار، بينما تؤدي قضايا مثل تغير المناخ والصراعات وتفاقم عدم المساواة إلى تعميق هذا التهميش. وللتصدي لذلك، تضع الاستراتيجية الجديدة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في صميم التنمية المستدامة، والاستجابة الإنسانية، والعمل المناخي.

تتمحور الاستراتيجية الجديدة حول خمسة أهداف استراتيجية رئيسية مصممة لدفع التغيير النظامي وتأكيد دور الأشخاص ذوي الإعاقة كقادة للتغيير:
* منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة تقود التغيير: وضع منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة (OPDs) في طليعة جهود التحول النظامي لضمان أن تكون الحلول محلية المنشأ وتقودها الفئة المستهدفة.
* الخدمات الأساسية: توسيع نطاق الوصول العادل إلى الخدمات الحيوية، بما في ذلك الصحة والتعليم والخدمات الحضرية، ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له.
* النفاذية الرقمية و إمكانية الوصول: دفع عجلة تطوير البنى التحتية الشاملة والنقل والمعلومات والمنصات الرقمية لضمان وصول الجميع دون عوائق.
* الدعم والحماية: تعزيز خدمات الرعاية والحماية الشاملة، وخاصة خدمات مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
* المرونة: ضمان التأهب الشامل والاستجابة الفعالة للأزمات والصراعات وتغير المناخ، لضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب في أوقات الكوارث.

لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، سيستخدم الصندوق ثلاثة نماذج للمشاركة مصممة لمعالجة الإدماج بمستويات وزوايا مختلفة:
* برامج الاستجابة والبدء (Response & Entry Programmes): مخصصة لحالات الطوارئ الإنسانية الفورية والإصلاحات قصيرة الأجل للسياسات واحتضان الحلول الجديدة.
* البرامج التحويلية (Transformative Programmes): تهدف إلى تحديد القضايا النظامية وتحويل طريقة عمل الأنظمة على نطاق واسع.
* برامج التسريع (Acceleration Programmes): لرفع مستوى الابتكارات الناجحة التي أثبتت فعاليتها، وتوسيع نطاق الممارسات وحلول التمويل.


ستترابط جميع البرامج مع محور محفز الإدماج (Inclusion Catalyst Hub)، وهي منصة عالمية تهدف إلى دفع قيادة منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة، والابتكار، والتمويل، وتبادل المعرفة.

تضع الاستراتيجية الجديدة هدفًا كميًا غير مسبوق لعام 2030. يطمح الصندوق العالمي للإعاقة إلى العمل في أكثر من 100 دولة، و تنفيذ 85 برنامجًا وطنيا وإقليميا، من أجل الوصول إلى 300 مليون شخص من ذوي الإعاقة بشكل مباشر ومليار شخص بشكل غير مباشر.


ويشدد الصندوق على أن هذه الرؤية الطموحة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال العمل الجماعي، ووحدة الجهود بين منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة والحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات المانحة. مما يمكن سد الفجوة وضمان أن الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا فقط مدمجين، بل هم أيضا قادة لعالم أكثر شمولاً ومرونة وعدالة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *