عبدالفتاح هداني ـ مجلة السياحة العربية
المملكة المغربية
في تأكيد على الدينامية المتسارعة لبرنامج التحول الرقمي، شاركت السيدة أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول الذكاء الاصطناعي، الذي نظمه معهد الذكاء الاصطناعي “AI Institute”، بمدينة الدار البيضاء. وبهذه المناسبة، قدمت السيدة الوزيرة عرضا مفصلا حول التقدم الذي أحرزته المملكة في إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة على أن هذا الاندماج هو نقطة تحول مفصلية في مسار الإصلاح الإداري والتحول الاقتصادي للمملكة.

ويشكل هذا النشاط دليلا على أن المملكة تواصل تفعيل ثلاثة أوراش استراتيجية متكاملة تهدف إلى بناء إدارة عمومية أكثر كفاءة واستجابة لتطلعات المواطنين والمقاولات، وذلك في سياق تفعيل استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”.
تتركز الرؤية الاستراتيجية الطموحة، المستمدة من التوجيهات الملكية السامية، على ثلاثة محاور رئيسية تعمل بشكل متزامن لضمان انتقال رقمي شامل ومستدام:
* استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”: وهي الإطار الشامل الذي يضع التكنولوجيا الرقمية كقاطرة حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع التركيز على تبسيط الخدمات العمومية ورقمنتها، وتقليص آجال المعاملات الإدارية.
* خارطة طريق الذكاء الاصطناعي: تهدف هذه الخارطة إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في السياسات العمومية، مع التأكيد على تطوير كفاءات مغربية في المجال وضمان حكامة أخلاقية وسيادية للتكنولوجيا.
* خطة التحول الإداري (2026-2030): تركز على تأهيل الموارد البشرية وتطوير الكفاءات لضمان جودة الخدمات العمومية ونجاعة الأداء الإداري.

أبرزت السيدة الوزيرة خلال المؤتمر الأهمية البالغة لتعزيز السيادة الرقمية والارتقاء بتكوين الكفاءات الوطنية، وتطوير منظومة ابتكار وطنية قوية ومندمجة. ويشكل الذكاء الاصطناعي، خاصة التوليدي منه، أداة محورية للإصلاح الإداري بالمغرب، حيث ينظر إليه كآلية فعالة لتبسيط وصول المواطنين إلى الخدمات، لا سيما في المناطق القروية وشبه الحضرية.
كما شددت الوزيرة على الدور المحوري للمقاولات الناشئة، وأهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن الشراكات الدولية، في تمكين المملكة من ترسيخ مكانتها كفاعل إقليمي مرجعي في مجال التقنيات الناشئة. وقد شكل هذا الحدث فرصة لتعميق النقاش حول الرهانات الاستراتيجية والاقتصادية والأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في انسجام مع التزام المغرب بمواصلة بناء تحول رقمي مسؤول وطموح يخدم أولويات التنمية الوطنية.

إن دمج الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة الممنهجة، والتركيز على التعاون المشترك بين القطاعات، يرسّخ التزام المغرب بتحقيق سيادته التكنولوجية، وضمان أن يكون التحول الرقمي شاملا وعادلا، ليصبح بذلك “المغرب الرقمي 2030” مشروعاً مجتمعياً متكاملاً نحو إدارة عمومية ذكية وفعالة وريادة إقليمية في مجال التقنيات الناشئة.


