آخر الأخبار

جدة تتحرك: المشي أسلوب حياة يعيد تعريف الصحة في المدينة

شارك

جدة – أسماء الشهري

في مشهد يومي بات مألوفًا، تتحول الواجهات البحرية والحدائق العامة ومسارات المشي في جدة إلى نقاط نابضة بالحياة، مع تزايد الإقبال على رياضة المشي بوصفها خيارًا صحيًا يعكس تغيرًا واضحًا في نمط حياة السكان. لم يعد المشي مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبح جزءًا من ثقافة حضرية تتشكل بهدوء، تقودها الرغبة في تحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض المرتبطة بقلة الحركة.
فعالية جدة تتحرك جاءت لتترجم هذا التحول على أرض الواقع، حيث جمعت مختلف الفئات العمرية في مسارات مفتوحة، ضمن أجواء تفاعلية تهدف إلى تعزيز مفهوم النشاط البدني اليومي، وربطه بالصحة النفسية والجسدية معًا. المبادرة لم تركز على المنافسة أو الأرقام، بقدر ما ركزت على الاستمرارية، وترسيخ المشي كعادة سهلة ومتاحة للجميع.
مختصون في الصحة العامة يؤكدون أن الانتظام في المشي لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا يسهم في خفض معدلات التوتر، وتحسين صحة القلب، وتعزيز اللياقة العامة، وهو ما ينسجم مع مستهدفات جودة الحياة، التي تسعى إلى مدن أكثر نشاطًا وسكان أكثر وعيًا. ويشيرون إلى أن توفير البنية التحتية الداعمة، مثل المسارات الآمنة والمرافق المهيأة، يلعب دورًا محوريًا في تحويل السلوك الصحي من قرار فردي إلى ممارسة مجتمعية.
اللافت في فعالية «جدة تتحرك» هو حضور العائلات والشباب وكبار السن في مشهد واحد، يعكس اتساع دائرة الوعي بأهمية الحركة اليومية. كما برز دور الجهات المنظمة في توظيف الفعالية كمنصة توعوية، من خلال الرسائل الصحية المصاحبة، والإرشادات التي تشجع على التدرج في ممارسة النشاط البدني.
جدة اليوم لا تتحرك بالأقدام فقط، بل تتحرك بفكرة جديدة عن الصحة، قوامها البساطة والاستمرارية. ومع تنامي مثل هذه الفعاليات، يبدو أن المشي لم يعد مجرد خطوة عابرة، بل مسارًا طويلًا نحو نمط حياة أكثر توازنًا، ومدينة أكثر حيوية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *