خضر ناصر البراهيم
من بداهة الأمور أن تسود بين الأعضاء المنتسبين إلى وسائل التواصل الإجتماعية روح الأخوة ، والتي تعني المحبة والإحترام ، وهو ما يجب أن يكون في أي تجمع أو لقاء دائم كان أو عابر ، افتراضي أو واقعي ، وفي أي مكان أو زمان ، فهذه اللقاءات هي اختبار لمدى إلتزام الشخص بمكارم الأخلاق ، و من المؤسف أن تجد هذا أو ذاك لا يتردد في إنتهاك حرمة زميله في هذه الوسائل ، فيسارع إلى توجيه الكلام وإلقائه على عواهنه وهو يرد على زميله أو أو يعلق على وجهة نظره ، غير منتبه إلى إستجابة زميله له ورد فعله عليه، وينبغي العلم بأن اللقاءات في وسائل التواصل هي لقاءات افتراضية ، فالمتحدث مع زميل له في هذه الوسائل ، يختلف جذريا عن حديث مع شخص يلتقي به في مكان ما وجها لوجه ، في هذا اللقاء الوضع مختلف تماما ، نجد كلا الطرفين يبديان مزيدا من التقدير والتفهم والإحترام والكثير من المجاملة والمراعاة ، أما في وسائل التواصل فأنت تتعامل مع شخص لا تعرفه وربمالا تأمل أن تتعرف عليه شخصيا ، وهو بالنسبة لك شخص مجهول في سماته الجسمية والنفسية والعقلية ، ومجهول في وضعه الإجتماعي والوظيفي ، وقد يكون شيخا كبيرا ، أفلا يجدر بنا أن نأخذ هذه الأمور مأخذ الجد في تعاملنا معه ؟ ومن الجد أن نبقي أنفسنا على مسافة من زملائنا في أي وسيلة من وسائل التواصل ، وأن نتوخى الحذر الشديد في الحوار معهم ، وأن نتقيد بالحكمة والصبر والتأني في حوارنا معهم ، فنختار الكلمات المناسبة والعبارات المهذبة ، وأن نحافظ بإستمرار على أن لا نخدش كرامتهم وإنسانيتهم .
إن إلتزامنا بهذه المبادئ بضمن للجميع البيئة المناسبة والجو الآمن الذي يمكن من التعبير الحر عن الرأي ، وبهذا يستمر التواصل والعطاء وإثراء اللقاءات بكل ما هو مفيد .




