خاص الشياحة العربية
وزارة الثقافة العراقية: اختتام مهرجان الكميت السادس في ميسان تحت شعار “ميسان والكلمة .. أفق ثقافة وراهن إبداع” | مجلة السياحة العربية
العراق- تغطية خاصة لمجلة السياحة العربية
بغداد- اخلاص مجيد
أقامت وزارة الثقافة والسياحة والاثار العراقية بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب في ميسان مهرجان “الكميت” الثقافي بنسخته السادسة على قاعة فندق كورماك وقاعة كميت بن زيد الاسدي في مجلس محافظة ميسان، تحت شعار “ميسان والكلمة .. أفق ثقافة وراهن إبداع”.
بدا المهرجان الذي استمر يومين خلال تشرين الثاني ٢٠١٨ بمشاركة اكثر ٨٠ شاعرآ وكاتب واديب وناقد وبحضور مسؤولين حكوميين ومحليين، وتطرق وكيل الوزارة طاهر الحمود الى مآثر الشاعر الثائر واصفا اياه بالظاهرة المميزة في تاريخنا الادبي والاجتماعي والسياسي. متحدثا عن نبوغته وشجاعته ونصرته للحق “كان شاعرا مجدداً حتى قيل انه أول من ادخل الجدل المنطقي في الشعر العربي، وكان صادقا في شعره يهدي كرائم مدائحه ويوجه سهام هجائه الى من يعتقد انهم يستحقون هذه او تلك، دونما خوف من مهجوٍ وان عظمت سطوته، ولاطمع في عرضٍ او مال لممدوحٍ وان كثر ماله”.
واضاف “اذا اردنا ان نحاكم نموذج ظاهرة “الكميت” فسيكون دون شك نموذجاً مثالياُ لما نسميه اليوم “بالمثقف الملتزم” او المثقف العضوي الذي لاينفك في ابداعه عن هموم مجتمعه وقضايا امته” .
واشار الحمود الى الجدل الازلي في الواقع الادبي “كم شغلنا بمقولات من قبيل مثقف السلطة او مثقف المعارضة، وهي مقولات تعبر عن هذا الصراع الازلي بين حقيقتين، بين واقعين انسانيين متضادين، بين المثقف الذي يضع بداعي ضعفه البشري كل ادواته وبضاعته لخدمة الظلم والبغي والطغيان، والاخر الذي يسخر كل وجوده وحياته من اجل الحق وقضيته العادلة”.
وتحدث وكيل الوزارة عن دور الثقافة في بناء المجتمع وتنظيمه وقيادته مؤكدا “الثقافة ليست ادبا يقرأ، أو مقالا يدرس، أو فناً يتأمل فحسب، بل هي التزام وموقف وعمل حثيث يتخطى الشائع من مفهومها الى مايمكن ان نسميه بـ “ثقافة التنمية” الثقافة التي تجعل من المثقف مصلحا ومغيراً قبل اي شي آخر”.
وحول المسؤوليات التي يتحملها المثقف والمؤسسة الراعية قال الحمود “اذا كنا نطالب المثقف بان تكون مهمته التغيير والاصلاح، فمن الضروري ان تكون المؤسسة الرسمية المتمثلة بوزارة الثقافة مهمتها الاصلاح والتغيير، وان تكون قادرة على اداء هذا الدور ومهيئة لحمل هذه الرسالة، وهو مالا يمكن تحقيقه الا بفهم اصحاب القرار رسالة الثقافة ودورها في التغيير وتحقيق التنمية.
وتطرق وكيل الوزارة الى امرين اساسيين تحتاجهما الوزارة لتحقيق التنمية الثقافية اولهما “الموارد الكافية التي تمكنها من اداء مهمتها، وثانيهما ان يكون المتصدي في قمتها قادرا على تشخيص اولوياتها وعلى توجيه مواردها لتحقيق هذه الاولويات”.
وفي ظل الجدل الذي يلف تسمية وزير الثقافة في الحكومة الحديدة، لفت الحمود الى قضية مهمة في اختيار الشخصية للموقع الحكومي الاول في الثقافة العراقية وقال “ليس شرطا ان يكون وزير الثقافة شاعراً او فنانا او كاتبا لايشق له غبار. المهم ان يحسن ادارة الثقافة بما يمكنها من تحقيق اهدافها”.
وفي ختام كلمته تعهد وكيل وزارة الثقافة بالسعي الجاد لاحياء مشروع الاحتفاء بالمدن كعاصمة للثقافة العراقية على ان تكون ميسان في مقدمة تلك المدن التي سيحتفى بها في الفترة القادمة.
وفي كلمته قال محافظ ميسان علي دواي لازم: أن الرصيد الكبير في محافظة ميسان والذي يتكون من عمقها التاريخي والثقافي وآثارها ويتطلب منا ايصالها من خلال النشاطات والفعاليات وأعتقد أن مهرجان الكميت علامة فارقة في مسيرة محافظة ميسان ووزارة الثقافة والسياحة والآثار واليوم يتطلب المهرجان بنسخته السادسة الكثير من الجهود ولقد مررنا بالعديد من الصعوبات والعقبات كالازمة المالية وعدم توفر التخصيصات اللازمة لانجاز وإقامة هذا المهرجان ولكن كان علينا جميعا كوزارة ثقافة ومحافظة ميسان واتحاد ادباء وكتاب ميسان دعم هذا المهرجان باعتباره خطوة ثقافية مهمة للمحافظة.
واضاف دواي: أن هناك تعاون مثمر سواء من خلال هذا المهرجان أو النشاطات الأخرى كأفتتاح متحف ميسان بعد إكمال الإجراءات من قبل اللجنة المكلفة بنقل وتحديد اثار ميسان لنقلها الى المتحف والمباشرة في افتتاحهها وان كل هذا التعاون يحقق اغراض مهمة لمسيرة الثقافة والسياحة والآثار لعموم البلد وخصوصا لمحافظة ميسان.
من جانبه طالبه رئيس اتحاد الادباء والكتاب في محافظة ميسان رعد زامل خلال كلمته بجعل مهرجان الكميت دوليا وان تكون ناحية الكميت مزارآ كبيرآ وان يشيد قبر الكميت ويصبح مركزآ ثقافيآ ويجذب الطاقات الشبابية ويتولى رعايتها، كما شكر زامل وزارة الثقافة والسياحة والآثار على رعايتها للمهرجان ومحافظة ميسان.
وتخلل حفل الافتتاح عزف نشيد مهرجان الكميت الذي اداه قسم التربية الأساسية جامعة ميسان كلمات الشاعر رعد زامل وألحان الموسيقار كاظم فندي وتوزيع ممدوح كاظم.
وختتم المهرجان بجلسته الصباحية بعدد من القراءات الشعرية لشعراء من محافظات العراق أبرزهم (حطاب دهيم واجود مجبل وثامر سعيد ال غريب ونجاة عبدالله وجبار الكواز ومنذر عبد الحر وعلي فرحان وقاسم والي وحامد البياتي).
وستستمر الجلسات الشعرية والنقدية للمهرجان ليومين متتاليين،وبجلسته المسائية بقراءة البيان الختامي وتسلم شهادات تقديرية للمشاركين
يذكر هذا المهرجان سمي بالكميت نسبة إلى الشاعر العربي الكميت بن زيد الاسدي والذي يعد من شعراء الاسلام الذين جعلوا من الشعراء اداة للتعبير عن ارائهم ومواقفهم.