مقالات

متحف المجوهرات الملكية | مجلة السياحة العربية .. #السياحة_العربية

بقلم : م/ طارق بدراوى 


متحف المجوهرات الملكية هو متحف يعرض مجوهرات أسرة محمد علي باشا التي حكمت مصر مابين عام 1805م وعام 1952م ويقع في مدينة الإسكندرية وقد أقيم هذا المتحف في قصر الأميرة فاطمة الزهراء حفيدة محمد علي باشا والذي كانت تتملكه وإتخذته مصيفا لها ثم أصبح الآن متحفا للمجوهرات الملكية والذى أصبح في الوقت الحالي يعتبر أهم وأثمن متاحف مصر بما يحتويه من كنوز ومجوهرات ثمينة لاتقدر بمال وقد صمم هذا القصر وأشرف علي تنفيذه المهندس المعمارى الإيطالي الكبير أنطونيو لاشياك والذى ذاع صيته في مصر في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى وأوائل القرن العشرين الماضي حيث قام بتصميم وتنفيذ العديد من القصور والمنشآت الهامة مثل قصر الأمير يوسف كمال بحي المطرية بالقاهرة وقصر سعيد باشا حليم بشارع شامبليون بالقاهرة وعمارات الخديوى الشهيرة بشارع عماد الدين بالقاهرة والمبني الرئيسي القديم لبنك مصر بشارع محمد فريد بالقاهرة وقد شاركه في تصميم هذا القصر المهندس المعمارى المصرى الكبير علي فهمي وقد بلغت مساحته حوالي 4185 مترا مربعا وقد تم تشييد هذا القصر عام 1919 في منطقة زيزينيا بوسط مدينة الإسكندرية وهو يقع بجوار مقر اقامة محافظ الإسكندرية مباشرة في منطقة تتمتع بالهدوء والرقي واللذان يليقان بمتحف للمجوهرات الملكية وللمتحف أربعة حدود وهي من الجنوب شارع أحمد يحيى ومن الشمال شارع عبد السلام عارف ومن الشرق شارع الفنان أحمد عثمان ومن الغرب مقر إقامة المحافظ .        

thumbnail (1)

وقد تم تشييد هذا القصرعلي يد أميرة من العائلة المالكة زينب هانم فهمي وقد توفيت قبل إتمام البناء فأكملته إبنتها الأميرة فاطمة الزهراء وإنتهي البناء عام 1923م في عهد الملك فؤاد وهو يعد حقا تحفة معمارية رائعة وقد صمم هذا القصر طبقا لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر ومن الداخل تمت زخرفة القصر بوحدات فنية متميزة والأميرة فاطمة الزهراء ولدت عام 1903م وهي أميرة من الأسرة العلوية فهي إبنة الأميرة زينب هانم فهمي شقيقة المهندس المعمارى علي فهمي الذى إشترك في تصميم وبناء هذا القصر ووالدها هو الأمير علي حيدر إبن الأمير أحمد رشدى إبن الأمير مصطفي بهجت إبن الأمير مصطفي فاضل شقيق الخديوى إسماعيل وإبن القائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة أى أن جدها الخامس هو محمد علي باشا وكانت والدة الأميرة فاطمة الزهراء قد أتمت بناء الجناح الغربي من القصر قبل وفاتها وكانت إبنتها قد بلغت سن الثامنة عشرة من عمرها وقد أضافت الأميرة فاطمة الزهراء جناحاً شرقياً للقصر وربطت بين الجناحين بممر وقد ظل هذا القصر مستخدما للإقامة الصيفية لها حتى قيام ثورة 23 يوليوعام 1952م حيث صودرت أملاك الأميرة ضمن ماتم مصادرته من أملاك الأسرة العلوية ولكن سمح لها بالإقامة في هذا القصر وإستمر ذلك حتى عام 1964م حيث تنازلت الأميرة فاطمة الزهراءعن القصر للحكومة المصرية في هذا العام وغادرته لتقيم في القاهرة حتي توفيت عام 1983م وقد تم إستخدام القصر كإستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول إلى متحف بقرار جمهوري صدر عام 1986م وجدير بالذكر أن هذا القصر قد تم بناؤه على طراز المباني الأوروبية من الناحية المعمارية وهو يتكون من جناحين شرقي وغربي كما ذكرنا في السطور السابقة يربط بينهما ممر مستعرض ويتكون كل من الجناح الشرقي والجناح الغربي من طابقين وبدروم كما يحيط بالمبنى حديقة تمتلئ بالنباتات والزهور وأشجار الزينة .         

thumbnail (3)                              

وقد تم عمل تطوير وترميم لهذا المتحف مرتين خلال عام 1986م وخلال عام 1994م وفي عام 2004م بدأ المجلس الأعلي للآثار في عمل تطوير وترميم شامل لهذا المتحف بتكلفة قدرها 10 مليون جنيه بهدف زيادة قدرته على إستيعاب المزيد من المعروضات الثمينة الموجودة يالمخازن ولم تعرض بعد وتم إفتتاح المتحف بعد إنتهاء عمليات التطوير والترميم الشامل له في شهر أبريل عام 2009م والمتحف يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية المالكة بداية من عام 1805م عبارة عن تحف نادرة ومجوهرات وحلي ذهبية وماسية يعود تاريخها إلي عصر محمد علي باشا حتي عصرالملك فاروق الأول والتي تمت مصادرتها عند قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م وتم وضعها حينذاك في خزائن الإدارة العامة للأموال المستردة وبعد ذلك أوصت المجالس القومية المتخصصة بإنشاء هذا المتحف وقد تم تسجيل هذا القصر كمتحف في عام 1999م والذى يعد شاهد عيان على فترة زمنية في تاريخ مصر إمتدت 147 عاما ويضم هذا المتحف حاليا حاليا عدد 11500 قطعة إلي جانب مجموعة رائعة لاتقدر بثمن من الحلي والمجوهرات الرائعة النادرة والتي كانت تمتلكها الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول والزوجة الأولى لآخر حكام إيران من أسرة بهلوى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى .                 

thumbnail (4)            

وفي واقع الأمر أن أسرة محمد علي باشا تميزت بإهتمامها الشديد بمظاهر الثراء المادي والفني ومن هنا كان شغفهم وولعهم بإقتناء التحف الثمينة والحلي والمجوهرات النادرة وكانت الأعياد والأحداث التاريخية وحفلات التتويج والزفاف والإحتفالات الرسمية مناسبة مهمة وفرصة ذهبية لهم كانوا يتعمدون فيها أن يتحلوا بتلك الحلي والمجوهرات وحيث كان يظهر فيها ولعهم بهذه المقتنيات الثمينة والقطع التي يضمها متحف المجوهرات الملكية عبارة عن مجموعة من أروع وأجمل المجوهرات الملكية والتي كان يرتديها ويتزين بها أفراد الأسرة العلوية المالكة في مصر ومنها علي سبيل المثال مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجتيه فريدة وناريمان والأمراء والأميرات من العائلة المالكة ولذلك فقد تمت تسميته متحف المجوهرات الملكية ويضم هذا المتحف كما أسلفنا عدد 11500 قطعة وقد تم تقسيم القصر إلى عشر قاعات تضم مجموعات من التحف والمجوهرات التي تخص أفراد أسرة محمد علي ومن أهمها :-


—  مجموعة تخص مؤسس الأسرة العلوية محمد علي باشا من بينها علبة نشوق من الذهب المموه بالمينا عليها إسمه محمد علي .   

— مجموعة محمد سعيد باشا وتشمل مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية والأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية مرصعة بالمجوهرات والذهب ونحو أربعة آلاف من العملات الأثرية المتنوعة .                                                     

— مجموعة ساعات من الذهب وصور بالمينا الملونة للخديوي إسماعيل والخديوي توفيق .  — مجموعة الأميرين يوسف كمال ومحمد علي توفيق نجل الخديوى توفيق والتي تشمل عدد 12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب ونحو 2753 فصا من الماس البرلنت والفلمنك وحافظة نقود من الذهب المرصع بالماس بالإضافة إلى ساعة جيب خاصة بالسلاطين العثمانيين إلي جانب العديد من التحف والمجوهرات والأوسمة والقلادات والنياشين .                                                
— مجموعة تحف ومجوهرات تخص الملك فؤاد الأول وأهمها مقبض من ذهب مرصع بالماس وميداليات ذهبية ونياشين عليها صورته وتاج من البلاتين المرصع بالماس والبرلنت لزوجته الأولي الأميرة شويكار ومجموعة تخص زوجته الثانية الملكة نازلي من أهمها حلية من الذهب مرصعة بالماس البرلنت  .


— مجموعة تحف ومجوهرات الملك فاروق ومن أهمها شطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس وسيف التشريفة الخاص به وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان به 600 قطعة ماس وصينية ذهبية عليها توقيع عدد 110 ممن كانوا يحملون رتبة الباشوية وعصا المارشالية المصنوعة من الأبنوس والذهب وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا .

— مجموعة الملكة فريدة الزوجة الأولي للملك فاروق ومن أهم قطعها تاج الملكة من البلاتين المرصع بالماس البرلنت وتوكة من الماس البرلنت ودبابيس صدر من الذهب والبلاتين المرصع بالماس البرلنت والفلمنك .
— مجموعة الملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق ومن أهم قطعها أوسمة وقلادات وميداليات تذكارية ومسطرين وقصعة من الذهب تم إستخدامهما في وضع حجر الأساس للمشروعات التي شيدت في عصر الملك فاروق .


— مجموعات شقيقات الملك فاروق الأميرات فوزية أحمد فؤاد وفايزة أحمد فؤاد وفتحية أحمد فؤاد وتشمل مجموعة من الأساور والتوك ودبابيس الصدر من أهمها توكة من البلاتين المرصع بالماس ومحبس من البلاتين مرصع بالماس البرلنت وعليهما إسم فوزية إلي جانب عقد ذهب مرصع بالماس البرلنت واللؤلؤ يخص الأميرة فايزة .
— مجموعة الأميرتين سميحة وقدرية حسين كامل إبنتي السلطان حسين كامل وهي تشمل مجموعة من ساعات الجيب من الذهب المرصع بالماس البرلنت والفلمنك وسوار ذهب مرصع بالماس البرلنت والفلمنك واللؤلؤ  .

thumbnail (5)
هذا بالإضافة إلى مجموعات أخرى من المجوهرات التي المعروضة في المتحف بأسلوب شيق وجذاب يعتمد علي إستخدام الإضاءة التي تعتمد على التوجيه الضوئي المباشر للقطع المعروضة دون التأثير عليها أو تأثر المشاهد بها وقد زودت خزانات العرض بالبطاقات التي تشرح تاريخ وتصف المعروضات بها باللغتين العربية والإنجليزية ويعد هذا المتحف حقا من أجمل المعالم السياحية في الإسكندرية حيث يضم مجموعة نادرة ورائعة من التحف والمجوهرات والحلي والمشغولات الذهبية والأحجار الكريمة والساعات المرصعة بالجواهر والماس والمذكورة في السطور السابقة وهذا المتحف يفتح أبوابه للمصريين والضيوف الأجانب وأسعار الدخول للمصريين أسعار زهيدة جدا تشجيعا لهم علي زيارة هذا المتحف الهام والتعرف على مايضمه من مقتنيات ومجوهرات غاية في الروعة والجمال ربما لايوجد لها مثيل في العالم .

thumbnail (6)

thumbnail (7)

thumbnail

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى