مقالات
عشق وطن | مجلة السياحة العربية .. #السياحة_العربية
تونس _ عبد الوهاب البرارى
حين تتدلى عراجين دقلة النور في قبلي تَحْبُل خلايا النحل في جبل برقو فتلد شهدا وعسلا مصفى لذة للشاربين، تورق حلفاء القصرين ويلتحف جبل سمَّامة جُبَةَ ياسمين ابيض تعزفه هضاب سيدي بوزيد سيمفونية لم يكتبها مُوزَار، يحملها موج القنطاوي فيرددها كورنيش المرسى على عتبات قرطاج أغنية آتية من عبق التاريخ، قصيدة ترددها صبايا كسرى ملتحفة بصنوبر طبرقة …
من هنا مرّ الشابي فنحت على الصخر إذا الشعب يوما أراد الحياة،تجيبه جبال الكاف العالية … فلا بد أن يستجيب القدر
يتربع النور على هضاب سليانة وروابيها فينسى الليل موعده مع الغروب هنا في وطني الأخضر يتوقف الزمن فيعود حنبعل من غربته وينتفض ابن خلدون من تربته تنسج الجازية من شعرها قصيدة حب ينتشي لها حشاد فليفظ جسده الطاهر رصاصات أرادته قتيلا فانتصب ساعدا أبديا لا يعترف بالموت ،شاشيته الحمراء تتناغم في حياء مع رايات القصبة وحنايا باردو.
وطني حبة قمح أنبتت ألف سنبلة في كل سنبلة مليون حبة وطني زيتونة تلد حَبا وحُبا، زيتونة لا شرقية ولا غربية، زيتونة أنجبت ابن عاشور والنيفر، عصارتها المسعدي باني السد بفكره، وطني ملتقى العاشقين فلا تلوموني إن ولدت عاشقا .
سماء وطني حضن تعانقت في فضائه نجمة خماسية وأخرى سداسية منذ آلاف السنين…
على ربوة سيدي بوسعيد انتصب الدغباجي يفتل شاربيه شوقا إلى صبايا الحامة.
من هاهنا تبدأ الأحلام، وعلى ارض عروس المتوسط يدون التاريخ حكاياتنا
فما أجمل الحكايات في وطني.