كتبت : سونيا الإبيضي _ تونس
انغمست البلاد في صمت ليلي في وضح النهار، اسدلت المتاحف والمعالم الاثرية والمسارح الرومانية والبلدية ستائر الانتظار على مساحاتها واندثرت الخطوات نحوها انتشر رجال الامن والجيش الوطني والمتطوعين من المجتمع المدني في الشوارع يصدّون جبروت بلاء حصد الارواح في العالم وجاء يناشد الاكثر في بلدنا، انها تونس الخضراء بعد ان سرى نحوها الوباء العالمي كوفيد 19…
انها تلك الجغرافيا التي ما من أحد دخلها وفي قلبه كدر خرج منها تعلو محياه السعادة والابتهاج…انها ذلك التاريخ الحافل بالمهرجانات والموسيقى والفرح المنتشر في 24 محافظة… انها الخضراء تلبس الاقنعة الواقية من الاوبئة وتقاتل… خلت النزل من زائريها… أنّت اسوار المدن التي تعودت بالسياح يجوبون ارجاءها… سكن الصمت في مساحات هي بالحسن والجمال صارخة… هنا المسرح البلدي بالعاصمة بسجاده الاحمر ينتظر الصخب كما كان… هنا المسرح الروماني بقرطاج جدرانه تناجي مدرجاته… طبرقة عروس تونس في اقصى الشمال الغربي للبلاد التونسية علّقت على حصنها الجنوي علم تونسنا يرفرف عاليا بين جانبي البحر والبحر كأنها تعزل تونس عن الحزن عن الهم عن البلاء… مدينة بن قردان في اقصى جنوبنا وقد أرهبت الارهاب حين اقترب بكل شجاعة وإقدام منذ مدة قصيرة وأقامت المهرجانات الدولية في مسرح المعركة تبذل اليوم كل جهدها لتدفع الوباء عن ابناءها الذين انتصروا ولم تكسرهم الحروب …
ستعود تونس بعد المعافاة برّاقة، حسناء جميلة، سيتدافع القادمون اليها من كل صوب وحدب، ستمتلئ المسارح، ستعج المعالم الاثرية، ستقام الافراح، سينتشر الحب، سترقص البهجة هنا ويغني الفرح هناك ونصفق للحاضر ونشحن المستقبل ونؤرخ للماضي، وان حصد الوباء ارواحا وأرعب نفوسا سنموت نموت ويحيا الوطن.
