كتاب مجلة السياحة العربية

: في قرية بين السماء والماء سوف تتنفس الحرية

كتبت سونيا الابيضي من تونس

في قرية بين السماء والماء سوف تتنفس الحرية المكان ليس ببعيد عن مطار تونس قرطاج الدولي .. هي اقل من ثلاث ساعات فقط نحو الشمال الغربي تفصلك عن الجمال و الحرية و التحليق في الفضاء … هي القرية المعلقة بين الماء والسماء … هي المساحة التي تحاصرك فيها الأشجار شاهقة العلو و السدّ الممتد المتمادي و الشلال النازف جمالا من أعلى الجبل حتى منتهاه.. يحاصرك البهاء هنا فتطلق صيحة حرية من شدة الانتشاء فيعود لك صداها من تلك المرتفعات المحيطة ليدوي في هذه المنخفضات…هنا لن تجد قيودا ولن تحس بالخوف .. هنا الأرض لك والشجر لك والوادي والصخور والمراعي وكل الجمال لك ..هنا المساكن المرصّفة كاللؤلؤ بإتقان على تلك الربوة في شكل نصف دائرة لك … هنا المسجد الذي يجاور الكنيسة في تواصل عبر مدرج عتيق جميل محافظ على غبار الأزمنة الخالية و السماء التي تحتضن القرية كأنما ترفعها عاليا لترى جمال السدّ من على الجسر السياحي الرابط بين الهُنا والهُناك … هنا قرية بني مطير بكل هذه الروعة .. بكل مقومات الجمال .. بكل إبداع الخالق والمخلوق معا… بني مطير من معتمدية فرنانة من محافظة جندوبة في الشمال الغربي للبلاد التونسية ،

قرية جمعت بين جمال المكان والزمان … المكان الذي كان مرتفعا بالمساكن منخفضا بالمياه الصافية والزمان الذي اختلط فيه المعمار التونسي بالقرميد والمخلفات الفرنسية القديمة فتجد نفسك وأنت بين أحضان هذه المباني والممرات تعيش فترة ما قبل الاستقلال وما بعدها معا … قرية تطل من أعلى على سدّ هو خصب تونس كلها هو مصدر عيشها وسبب اخضرارها.. يخال البعض من الذين يزورون قرية بني مطير أنهم قد غادروا البلد نحو جبال الألب …أي اخضرار!.. وأي نقاء و أي امتزاج وأي حرية وأي هدوء !!..الروح هنا تتوق للتحليق أكثر وان كانت محلقة في مكان معلق بين سدّ ممتد وجبل شامخ بقدراهتمام فرنسا بالقرية سنوات الاستعمار وهو ما يظهر جليا من خلال المخلفات والهندسة بقدر تجاهل تونس لها من حيث الاهتمام ومزيد التعريف والتسويق لهذه الدرة الخصبة اليانعة منذ سنوات … وتظل قرية بني مطير رغم الإهمال هي أكثر الوجهات التي بإمكان الزائر ان يتنفس فيها الحرية .. تعيش كما يحلو لك ما دمت ضيفا …أهل من الكرم خلقوا يستقبلونك بابتسامتهم العريضة النقية الصافية وهي كل ما يمتلكون ومباني تفتح لك أبوابها بروائح امتزجت فيها الأزمنة و تعاقبت عليها الأجيال وأزقة تأخذك إلى أكثر من تاريخ وأكثر من جغرافيا …العيش هنا ينسيك الشجن ويُسكنك الانتشاء..ينسيك الحزن وينتشلك نحو الفرح ..لم تتدخل الدولة كثيرا لتغيير ملامح العيش البريء هنا ..

سوف تلتقي البساطة و الطمأنينة في هذه القرية.. لا خوف من الأوبئة هنا ولا من الطمع ولا من التحيّل ولا من السرقة ولا من أي شيء قد يسيء للمكان .. محافظون حد الاحتواء.. احتواء الزائر الغريب ليصبح في اقل من يوم صديق الجميع .. زيارة بني مطير لا تكلف الزائر الكثير من المبالغ كما في المناطق السياحية الأخرى وبرغم الجمال الفائق والحسن اللاّفت ..هي منطقة لا تزال عذراء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى