سونيا ابيضي – مكتب تونس
اعتادت المدن التونسية بشوارعها وأطفالها ومدارسها ونسائها ومعالمها و مهرجاناتها في الفترة ما بين 18 ابريل و 18 مايو ان تتزين بالتراث و بألوان التراث … الأحمر القاني بدم حُبيبات الرمان والأصفر الخردلي بمستخلص الزعفران وروائح البخور المتعالية في كل ركن هنا وهناك وفي كل مكان
شهر التراث بتونس هو شهر العودة إلى الزمن الجميل إلى عبق التاريخ إلى جدّةٍ ومنسج و مغزل وصوف و خيمة و شعر شعبي و أغان تسرد الحكايا القديمة وعشق إن نام سنة فانه سيستيقظ في ابريل القادم …
يتزامن شهر التراث في خضراءنا كل سنة مع موسم الإزهار و الاخضرار و ابتسامة الضيعات و ربيع المرتفعات والمنخفضات و المروج والبراري فيجد زائر تونس في هذه الفترة نفسه بين مهرجانات الربيع ومعارض الفخار و المرقوم و الطين الملون و عشق منبعث من بين ثنايا الزمان ليكون تراثا لأجيال حاضرة وأخرى قادمة.
وأنت تزور تونس في شهر التراث ستجد نفسك تواقة إلى سماع موسيقى المزموم و زيارة معالم تأخذك إلى زمن الانتصارات و الإقدام و الخيل والليل والقرطاس والقلم … اللون الترابي للحجارة في مواقعنا قرطاج كانت أو كسرى أو دقة أو بلاريجيا أو القصور الصحراوية أو غيرها هو رمز القوة والبناء … بناءات اخفت بين رمالها وهج التاريخ و خزّنت بين الصخرة والأخرى حكايا سردها أجدادنا و ها أننا نحتفل بها تونس الخضراء بحجمها الرشيق الصغير مثقلة بتراث اكبر من اتساع الفضاء.