مقالات

مكانة الاعظمية في بغداد

بغداد_اخلاص مجيد

تعد الاعظمية من المراكز الحضارية القديمة ببغداد، ويقصدها العديد من الزائريين سواء للتجول في شوارعها الواسعة او للتسوق وخاصة طلبة الكليات حيث تعتبر المنطقة من المناطق الاقتصادية المهمة وخاصة في سوم مولد النبي محمد (ص) اذ تشهد المنطقة اقبالا واسعا للاحتفال بهذه المناسبة، ويوجد بالقرب منها مناطق عديدة كمنطقة الكاظمية وسبع بكار والكريعات وباب المعظم وغيرها، كما تطل على نهر دجلة حيث شيد على ضفافة العديد من المحلات والاماكن الترفيهية والكازينوهات، اما سكان المنطقة يعدون من البغاددة الاصليين المعروفيين بالطيبة ويلقبون بالمعاظمى، ويعرف عنهم حسن استقبالهم للضيف وثقافة واسعة وجمال بناتهن،

وقد حافظت منذ نشأتها خلال الاحتلال العثماني وسميت بهذا الاسم نسبة الى الامام الاعظم ابي حنيفة مؤسس المذهب الحنفي والذي دفن في مقبرة الخيزران او الخيزرانية واصبح فيما بعد جامعا كبيرا، وتعتبر هذه المقبرة من اقدم المقابر الاسلامية في بغداد الشرقية، وسمين بذلك الاسم نسبة الى السيدة الخيزران زوجة الخليفة المهدي، وام الخليفة موسى الهادي والخليفة هارون الرشيد وسميت ب(المقبرة الكبيرة) لانها حوت بعدئذ قبور الخلفاء العباسيين المتأخرين، كما اطلق عليها ابن حوقل اسم ( مقابر قريش) وهذا يعتبر خطأ لان مقابر قريش على الضفة الغربية لدجلة، ثم عرفت هذه المقبرة باسم مقبرة الامام ابي حنيفة واول من دفن فيها من العباسيين البانوقة بنت الخليفة المهدي، وغي المقبرة الكثير من القبور لعامة الشعب والمشهورين من العلماء والفقهاء والمتصوفة، اما مقبرة الخلفاء فتقع بين جامع ابي حنيفة وجامع الرصافة وكانت تعرف انذاك باسم ( تراب الخلفاء) حيث دفن فيها الخلفاء العباسيون المتأخرون واندمجت مع مقبرة ابي حنيفة ( مقبرة الخيزران) وعرفت باسم ( المقبرة الكبيرة) ،وانشئت مقبرة اخرى قريبة من الجامع بعد احداث عام ٢٠٠٣ سميت بمقبرة الشهداء.

وتعد الاعظمية من المناطق الحيوية القديمة القليلة التي مازالت باقية في بغداد الشرقية، ومن اقدم الشوارع فيه شارع الامام الاعظم ( راس الحواش حاليا) الذي يبدأ من جامع ابي حنيفة الان الى باب المعظم والمنسوب الى الامام ابي حنيفة ايضا. ويوجد في منطقة الاعظمية العديد من الشوارع الحيوية ذات الاثر الاقتصادي منها ( شارع عشرين، شارع الضباط، شارع عمر بن عبد العزيز، شارع الاخطل..الخ.

ولهذه المنطقة اثر تاريخي وديني كبير وتعد مدرسة ابي حنيفة وتسمى المدرسة ( الشرفية)وايضا كان يطلق عليها تسمية ( مدرسة الحنيفيين بباب الطاق) لانها تقع بباب الطاق وعرفت كذلك بمدرسة (العميد شرف الدين) اول مدرسة انشئت في العراق وكانت بمنطقة الاعظمية.

حيث انشد الشاعر ابن البياص ارتجالا عند فتحها قائلا: الم تران العلم كان مضيعا فجمعه هذا المغيب في اللحد كذلك كانت هذه الارض ميتة فانشرها جود العميد ابي سعد وذلك لان من انشأ تلك المدرسة الملك ابو سعد محمد بن منصور العميد الخوارزمي، وكانت في هذه المدرسة خزانة كتب كبيرة وقفت لها كتب كثير مازال العديد من هذه الكتب موجودة اليوم، كان فيها اكثر مؤلفات ( الجاحظ) كما اوقف فيها ابن جزلة الطبيب كتبه، وتعرف هذه المدرسة اليوم ب( كلية الامام الاعظم) التي تديرها رئاسة ديوان الاوقاف ولا تزال التدريسات قائمة فيها. واقيمت بالمنطقة العديد من المتنزهات العامة الجميلة كحديقة الاخطل، وحديقة الرحبي الكائنة في شارع عشرين، وحديقة النعمان التي بالقرب منها يوجد مسرح كبير يسمى ( دار السلام).

ويوجد اليوم حملات تعمير لتحديث وتوسيع المنطقة واضافة لمسات حضارية نظرا لاهميتها واقبال الجميع عليها، واقيم فيها العديد من المولات والمراكز التجارية والمطاعم الشعبية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى