مقالات

الشباب الضائع .. بقلم/ سالي مروان

كتبت: سالي مروان
يؤلمني منظر الشباب جيل الحاضر والمستقبل وهم تائهين يتجولون في الطرقات، او يجلسون في المقاهي ليشربون السكائر والنركيلة التي اخذت تزداد يوما بعد اخر في ظل ارتفاع نسب البطالة بين الشباب، بعد غلق العديد من المصانع التي كانت موجودة فضلا عن انحسار فرص العمل التي باتت من الصعب الحصول على احدها دون وجود الوساطة سواء حرصا على الامانة في زمن ضاع فيه الحق والباطل او لندرة المعروض من فرص العمل مقارنة باعداد الشباب الراغبين بالحصول عليها في سوق العمل.
وما يزيد من المعاناة عندما تعلم انتشار المخدرات خاصة بين المراهقين، هؤلاء وغيرهم كثير باتوا لا يفعلون بحياتهم تلك الجوهرة الثمينة التي اعطوه منذ ولدتهم امهاتهم، بتلك الامانة التي وضعها الله في اعناقهم؟!
صحيح ان النفس امارة بالسوء ومن حق اي شخص ان ينعم ببعض الوقت من الراحة بعد يوم من العمل الحاد، او ان ينعم بيوم من الاسترخاء بعد اسبوع من اداء الواجب المطلوب من الجميع لكسب الرزق الحلال او لتعلم كل جديد ومفيد.
الا ان هناك بعض الشباب اصبحوا يضيعون الوقت بالتبذير ويدمرون صحتهم بشرب السكائر او المخدرات .. فيعدمون امكانياتهم وطاقاتهم الجسمانية والعقلية التي منحها الله لهم بدلا من جلب المنفعة لهم ولغيرهم من المجتمع.
ما اسهل ان نقول: ليس لدي الوقت كي افعل كذا وكذا.. وما ابعدنا عن الصواب ان صدقنا ذلك؟!
وصدق بنيامين حين قال : ” هل تحب الحياة؟ اذن لا تهدر وقتك، فذاك هو العنصر الذي تتركب منه حياتك”.
فاصبح العديد يميلون الى الاستسلام والرضوخ للحجج بدلا من العمل على ايجاد الحلول الكفيلة بمعالجة القضايا العالقة اليوم، فماذا يحصل لو خصص الشباب مثلا ساعتين او اكثر في الاسبوع لتعلم لغة جديدة تنفعنا او لقراءة كتب تضم افكار لمشاريع الشركات الناشئة او لتعلم مهنة مفيدة وغيرها.
ليس من الصعب ان نخصص ساعات قليلة من اوقات فراغنا وما اكثر من ساعات الفراغ ان نحن احصيناها! للتعلم او للعمل النافع والمجدي، وسيكون من حظنا اذا اعتدنا ان نجد تسليتنا واستجمامنا في القيام بمثل هذه للاعمال، فنبدل بها عادات لا تعود بالخير علينا ولا على احد، وسيكون من حسن الحظ اذا صرنا نشعر بالخسارة والضياع كلما اسأنا استخدام وقتنا، ولم نربح من ورائه شيئا ذا قيمة.
ولا مبرر لنا في القول اننا سنبدأ هذه الخطة البسيطة في مطلع السنة الجديدة او الشهر اللاحق، او الاسبوع المقبل، بل لنباشر في تنفيذها اليوم والساعة وهي ما تزال حسة في اذهاننا.
ولنعود انفسنا بأن نكون رقباء من اقربائنا او اصدقائنا ونقطع امامهم عهودا ملزمة للتنفيذ، ولا نتذرع بضيق الوقت او انعدام الفرص المتاحة او اليأس من الحياة فكلنا قادرين على تعلم كل جديد ومفيد والاخذ والعطاء، والاستمتاع الحقيقي بكل لحظة من تلك الهدية التي وهبنا اياها المولى عز وجل.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى