Uncategorizedمقالات

مهرجان صوف فريڨا تراث ثقافي غير مادي جدير بالصون والتثمين وعودة لعمق التراث

 كتبت جليلة كلاعي مكتب تونس للسياحة العربية

على بعد بعض الكيلومترات من مدينة الكاف (تاجروين تادارت) تستقبلك لوحات خلنا انها ذهبت مع أجدادنا وطواها الزمان لتجد نفسك تعيش الماضي البعيد امامك، جماعة من هذا الجانب طرحت أغنامها أرضا وانطلقت في فصل الصوف عن جسد الشّياه بمهارة فائقة فتستقبله بعض النسوة من الجهة الأخرى تطرحنه على حجارة مسطحة وتضربنه بعصى خشبيّة بعد إضافة شيء من الماء عليه وتستمر العملية لبعض الوقت حتى يصبح نظيفا ثم يقع فرزه بحسب النوع واللون والجودة ونفشه أي شعَّثه وتفريقه بالأصابِع لينتشر ويتفرّق بعد تلبُّد ليكون جاهزا للتمشيط (والقردشة) إلى أن يصبح ليّنا وهنا تأخذه النسوة وتغزلنه للحصول على خيوط جاهزة لنسجها
سلسلة هذه العمليات تمر من امامك تتخللها اهازيج النسوة في تناغم وطرب وفرح بعد ان كدنا نودّع هذا المشهد الرائع الى الابد ونترك حالنا للآلة التي تقوم بكل شيء وتحرمنا لذة هذه المشاهد برغم التّعب والوقت الطويل الذي يستغرق للوصول للنتيجة المرجوة وهي صناعة قطعة من الصوف غاية في الجمال والاتقان (كليم) بألوان وزخارف تحاكي موروث المنطقة وخصوصيتها. “


الكليم” حرفة تقليدية مشهورة في محافظة الكاف من الشمال الغربي التونسي. يوفر العديد من مواطن الشغل للحرفيات ويعتمد على الصوف، وتجده في عدة اشكال وألوان. يسعى الديوان الوطني للصناعات التقليدية الى تطويره في المنطقة واشعاعه من جديد عبر تنظيم دورات تكوينية للحرفيات وتشجيعهن وحثهن على الابتكار والابداع والتنافس، واحداث أولمبياد الكليم تسند فيه جوائز مالية للحرفيات.

 


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى