جليلة كلاعي_ تونس
جاء الجمع من هنا وهناك في اليوم الترويجي للدورة 26 للمهرجان الدولي للخيام بحزوة والذي يتزامن هذه المرة مع تدشين المسلك السياحي الصحراوي بالمنطقة لاكتشاف الجديد وما ستبوح به فعاليات هذا العرس الثقافي لجمهور متعطش لمثل هذه الاحتفالات بعد عامين كاملين من تعطل مثل هذه التظاهرات بسبب وباء ثقيل بغيض شمل كل العالم.
سكان هذه الربوع وأهلها والقائمين على هذا المهرجان كانوا في مقدمة البهو الاستعراضي مهللين مرحبين بضيوفهم من أهل الصحافة والاعلام وغيرهم بروح مرحة وابتسامات عريضة وروح الطيبة والكرم الطائي التي عهدناه في سكان منطقة حزوة فاسحين المجال والطريق للزوار ويقولون في أنفسهم هنا حزوة ها نحن نعود اليكم.
فرق موسيقية شعبية تستعرض موروث الجهة وما دأبوا عليه في احتفالاتهم من أغاني وكلمات قد لا يفهمها بسرعة من جاء للزيارة لأول مرّة ورقصات بخطى جميلة في تناسقها بنفس الاتجاه وبنفس الحركات متبعين فيها وقع الطبل وصوت المزمار من مجموعة رجال يرتدون زيا موحدا في لوحة فلكلورية بديعة خاصة بسكان المنطقة الذين ينحدرون من سلالة عريقة آتية من اليمن ويعرفون ببني غريب انها رقصة الزقايري الصحراوية.
ليس هذا فقط ما يسترعي انتباهك فيمنة ويسرة من البهو الترويجي للمهرجان تشد انتباهك عروض للموروث الثقافي الشفوي والمادي البدوي للجهة من لباس تقليدي وما تتزين به المرأة الحزوية من حلي خاص بها واحزمة تربطها على خصرها متعددة الألوان والزخرفة تجلب انتباهك وهم في ترانيمهم الغنائية التي دأبوا على ترديدها، وها هي في الجهة الأخرى مجموعة الاواني التقليدية التي يستعملها اهل المنطقة في مطبخهم التقليدي والتي أعدت بأياديهم، وبالخيمة الاخرى امرأة شمرت عن ذراعيها تطحن حبات في رحاها في تفان وابداع وتقابلها في الجهة المحاذية أخرى تنسج خيوطا وتشكل منها نسيجا متعدد الألوان وكأنك أمام رسام احترف الفن التشكيلي.
الأكلات الحزوية المتعددة والمتنوعة هي الأخرى حاضرة في هذا اليوم الترويجي لكن خطواتك تأخذك لاكتشاف المزيد وهنا يمتد نظرك لصحراء هادئة صامتة تحكي لك قصصا لا تحصى ولا تعد ومجموعة من الرجال تحلقوا هنا وهناك ومن امامهم نار مصدرها سعف النخيل منهم من يعد الشاي ومنهم من يعد خبزة الملّة واخرون يتسامرون … لم تنته الجولة بانتهاء ما استعرض في هذا اليوم لان فضولك سيأخذك لمعرفة المزيد، انها حزوة، انها نظرة تاريخية في الاصالة والابداع، انها منطقة تحكي فصولا أخرى عليك ان تعرفها، فزوروا حزوة واكتشفوا عالما اخر من الجمال.