كتاب مجلة السياحة العربية

“محمد قنديل” يكتب: شارع كابول

شارع كابول .. بقلم/ محمد قنديل

لاأعرف من العبقرى حفيد عبقرينو باشا الذى تفتق ذهنه ليسمى هذا الشارع باسم “كابول “.
ولمن لايعرف فإن شارع كابول يقع فى المنطقة السادسة بمدينة نصر ضمن مايعرف ب “المثلث الذهبى” وهى من أهم مناطق مدينة نصر مما جعل من شارع كابول شارعا استراتيجيا فى المنطقة .
ويتوازى شارع كابول الواقع خلف مصطفى السلاب مع شارع مكرم عبيد من جهة الغرب ومكرم عبيد باشا هو سياسى ومحام ومفكر مصرى واحد رموز الحركة الوطنية المصرية وكان وزيرا للمواصلات ثم المالية فى ثلاث وزارات .
كما يتوازى كابول من ناحية الشرق مع شارع محمد حسين هيكل وهو شاعر واديب وسياسى مصرى كبير ومؤلف رواية “زينب” عام ١٩١٤ التى تعتبر أول رواية مصرية فى العصر الحديث وتحولت إلى فيلم سينمائى فيما بعد .
وأيضا مع شارع عباس العقاد عملاق الأدب العربى وصاحب سلسلة العبقريات الشهيرة .
ويتعامد كابول من الشمال مع شارع مصطفى النحاس احد أبرز السياسيين المصريين فى القرن العشرين حيث تولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيس مجلس الأمة وساهم فى تأسيس حزب الوفد وأصبح زعيما له كما ساهم فى تأسيس جامعة الدول العربية .
ومن الجنوب يتعامل الشارع مع شارع الفريق على على عامر وهو قائد عسكرى مصرى شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة ثم منصب قائد القوات العربية المشتركة عام ١٩٦٧.
اذن السؤال الأول :
لماذا تم اختيار هذاالشارع باسم “كابول” رغم أن كل الشوارع المحيطة به مسماة بأسماء رموز مصرية عريقة ومعروفة وكان لها دور فى تاريخ مصر عبر عقود زمنية مختلفة ؟
أما السؤال الثانى :
هل من سمى الشارع بهذا الاسم كان من المجاهدين الأفغان باعتبار أن كابول عاصمة أفغانستان التى احتضنت ماسموه المجاهدين فى الحرب ضد القوات السوفيتية التى حاربت فى أفغانستان لمدة عشر سنوات وبعد انتهاء الحرب أصبح هؤلاء المجاهدون نواة قوات وميليشيات الإرهاب فى الشرق الأوسط؟
ام أن صاحب التسمية كان من عشاق الأفيون فأراد تكريم أفغانستان باعتبارها البلد الأول المصدر للأفيون حول العالم والذى يمثل مايقرب من نسبة ١٥% من اجمالى الناتج المحلى لافغانستان وبالتالى سمى الشارع باسم كابول تكريما لعاصمة الافيون فى العالم وترضية لمزاجه العالى ؟
بعد كل هذا اناشد وزير التنمية المحلية ومحافظ القاهرة ونائبه للمنطقة الشرقية ورئيس حى شرق مدينة نصر ولجنة تسمية الشوارع فى الحى باعادة النظر فى تسمية شارع كابول بأى اسم آخر غير هذا الاسم بما يتفق مع قيمة ومكانة اسماء الشوارع المحيطة به مع الاهتمام الدائم بنظافته وتطهيره من عشوائيات المحلات المقلقة للراحة والملوثة للبيئة والتى اهدرت استراتيجية الشارع واساءت إليه إساءة بالغة كما اساءت زراعة الافيون وتجارته لافغانستان وعاصمتها “كابول “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى