أخبار عربية وعالمية

بيت الكيال .. بقلم / محمد قنديل

بقلم / محمد قنديل

من أشهر العائلات الحجازية العريقة التى عرفتها وافتخر بمعرفتها منذ أن وطأت قدماى أرض المملكة العربية السعودية قبل مايقرب من نصف قرن من الزمان ، هى عائلة “الكيال” وعلى رأسها معالى د. علوى درويش كيال وزير البرق والبريد والهاتف وعميد العائلة اطال الله عمره ومتعه بكامل الصحة و العافية .وقد كان لى شرف معرفة وصداقة بعض أفراد عائلة الكيال وعلى رأسهم الشاب الجميل مازن فؤاد كيال يرحمه الله،حيث تزاملنا سويا فى إدارة العلاقات العامة بالبنك الأهلى التجارى وكان شابا متميزا فى عمله يتمتع بالعديد من المواهب والقدرات الذكية علاوة على دماثة الخلق وكرم المعشر وأيضا شقيقه رجل الأعمال الشيخ معتز فؤاد كيال الذى يتمتع بحس عبقرى فى مجال التجارة والبزنس وتتسم شخصيته بالصفات القيادية الفذة وهو مااكتشفته خلال اجرائى حوار صحفى معه منذ سنوات فى مجلة “كل الناس”. والأهم أن الشيخ معتز يعتز كثيرا جدا بانتمائه إلى آل كيال الكرام وهو ماجعله يتبنى فكرة إصدار كتاب وثائقى تحت عنوان “بيت الكيال ” يؤرخ لهذه العائلة العريقة محمودة السيرة والمسيرة ليس على مستوى منطقة الحجاز فحسب بل على مستوى المملكة ككل ، كلمسةبر ووفاء للأجداد والاباء والأمهات والبنين والبنات فى بيت الكيال العريق .وباستعراضى صفحات الكتاب التى بلغت ٤٢٠ صفحة من القطع الكبير تصدرتها كلمة عميد الأسرة د. علوى درويش كيال الذي أكد أن الترابط الأسرى هو واسطة العقد لأى بيت وهو طريق الوصول إلى مجتمع صالح مستقر وهو مانعيشه فى بيت الكيال من علاقة أسرية نسيجها ولحمتها قوية تؤطرها مشاعر صادقة من الحب والتعاضد والتكافل .والكتاب بحث وتوثيق الباحث صالح سعيد العمودى الذى بذل جهدا مشكورا فى التعريف بتاريخ بيت الكيال واصوله وجذوره الطيبة بحيادية فى الطرح والمعالجة وسرد المعلومات والوثائق .فأوضح أن جذور أسرة الكيال تعود إلى قبيلة جهينة وهى من القبائل العربية التى ذاع صيتها وتطاول ذكرها وعلت مراتبها فى شمال غرب الجزيرة العربية من ينبع حتى وصلت بعض فروعها إلى أطراف سيناء . ولأن جدة فى اوائل القرن الثالث عشر الهجرى كانت مقسمة إلى أربعة أحياء أو حوارى كما يطلق عليها فقد اختار الأجداد من آل كيال حارة اليمن كحصن دافئ لبيوتهم البسيطة بمن فيها من الناس الطيبة حيث كانت حارة اليمن قلب جدة وتحتل دائرة الوسط بجانب حارة المظلوم قياسا بمحيط السور القديم .وكان تجمع بيوت الكيال فى منطقة سوق العلوى للتقارب السكنى بين أفراد الأسرة فى عمق حارة اليمن وبالتحديد على رأس طلعة تطل مباشرة على سوق العلوى وتلتصق به برحة صغيرة وزقاق ضيق يسمى زقاق الكيال كجسر تواصل طبيعى بين حركة السوق ونشاطها التجارى وبين حركة الناس الكمل الساكنين فى بيوت الكيال .كما أن حارة اليمن كانت متاخمة لحارة البحر وقريبة من مبنى البريد ومبنى إدارة الجمارك التى يعمل بها عدد كبير من آل كيال .وجاء لقب “الكيال” الذى عرفت به العائلة من أن اثنين من الأجداد هما (علوى وعلى ) كانا يعملان فى الشونة “جراية” العثمنلى والشونة مقرها فى شارع قابل وهى مكان لتخزين الحبوب كان العثمانيون يرسلونها إلى أهل الحرمين الشريفين فتوزع على العائلات فى الحجاز خاصة فى مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة حيث كان العثمانيون يعتبرون آل كيال بركة ويطلقون عليهم “القوم النجيب ” ولذلك لايتم تجنيدهم فى العسكرية وخصصوا لهم هذه الجرايات لتوزيع الأرزاق على العائلات الحجازية مرة كل شهر وكان الجدان على وعلوى يعملان فى كيل هذه الحبوب وأصبحت حرفتهما التى يتقاضيان عليها الأجر المادى من القائم بأمر الشونة بالإضافة إلى أنهما يحصلان على المعونات التموينية كبقية البيوت الحجازية فى ذلك الوقت .ويبدو أن الجدين على وعلوى كانا متميزين فى أداء عملهما ومن أبرز الكيالين فى الشونة ولهذا التصقت التسمية “الكيال” بهما دون غيرهما .والطريف أن قبيلة جهينة ليست الوحيدة التى انبثقت عنها جذور آل كيال فقد وجد الباحثون فى الأنساب والألقاب أن لقب “كيال” عالمى يغطى القارات الخمس ويحمله عرب وعجم بجلسات واعراق متعددة ، وهناك مايقارب ١١٨ عائلة تحمل لقب كيال موزعة على قارات العالم ومنها عائلة كيال الحجازية العريقة التى تتميز بالترابط والتواصل بين جميع أفراد ها ذكورا واناثا .والأهم أن بيت الكيال الحجازى بيت طيب السمعة وخال من السوابق ولم يسبق لأى أحد فيه أن تعرض لأحكام قضائية تمس سمعته وتسئ إليه فهو بيت يتمتع كل من فيه بالخلق الكريم والاحترام والتدين العقلانى المعتدل والتربية السوية والتنشئة الصالحة .ويتميز بيت الكيال بأنه بيت رياضى يرتبط بعلاقة وثيقة مع نادى الاتحاد بصفة خاصة حيث ساهم عدد من أبناء بيت الكيال فى صناعة بطولات وامجاد هذا النادى العريق .كما أن هناك ارتباطا مماثلا بين بيت الكيال والنادى الأهلى ويبرز من بين الاهلاويين الكابتن طارق عبد الرحمن كيال كأحد نجوم النادى المعروفين سابقا ويبرز أيضا الشيخ معتز فؤاد كيال وابنه مالك حيث يجرى حب الأهلى فى عروقهم .والى جانب الرياضة يعتبر البحر البيت الثانى لآل كيال حيث لايكتفون بالسباحة والغوص فقط بل يخرجون إلى الصيد ليأكلوا منه مالذ وطاب فى أجواء اسرية يحفظها الود والمحبة .”آل كيال” كتاب كثير فى صفحاته عميق فى معناه ثرى فى معلوماته، يوثق لشجرة طيبة ولعائلة من أعرق عوائل جدة المتعددة الفروع والانجازات والتى تتصدر ها السمعة الطيبة والمكانة الاجتماعية الرفيعة والمرموقة.  فهنيئا لآل كيال بهذا الكتاب الوثائقى الهام الذى يعد مرجعا علميا مهما لاغنى عنه لكل باحث ومؤرخ عن العائلات الحجازية العريقة والبيوتات المتأصلة وعلى رأسها “بيت الكيال “.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى