نمو سياحي قياسي إيجابي للدول العربية خلال عامي 2022 و2023
سجلت دول عربية، في مقدمتها الإمارات، نمواً سياحياً قياسياً وإيجابياً خلال عامي 2022 و2023، ما جعل المنطقة العربية محط أنظار العالم في أدائها وقدرتها على التعافي الكامل من جائحة «كورونا»، بحسب رؤساء ومسؤولين لهيئات وجهات سياحية إماراتية وسعودية ومصرية وأردنية.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن دولة الإمارات استطاعت أن تكون مثالاً يحتذى به في نمو القطاع السياحي، وأن تصبح وجهة سياحية رئيسة عالمية، وأن تحافظ على مركزها وجهة مفضلة للسفر والسياحة، مع استمرار إقبال السياح والمسافرين إليها من شتى بقاع الأرض.
وأشادوا بالتجربة الإماراتية السياحية، في وقت سلطوا فيه الضوء على أداء قطاع السياحة والنتائج المتميزة التي تم تحقيقها، واستعراض أهم النتائج التي حققتها الإمارات في القطاع السياحي العام الجاري والماضي.
وشدد المسؤولون في تلك الهيئات السياحية، على أهمية تحقيق الدول العربية لأداء إيجابي للسياحة لأهمية القطاع في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل والترويج السياحي الدولي لها والذي سينعكس إيجاباً على المنطقة ككل واقتصادها، ويعزز من مكانتها على الخريطة السياحية الدولية.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط أيضاً تحسناً ملحوظاً في مؤشرات السياحة المختلفة، حيث تشير تقارير منظمة السياحة العالمية إلى أنها الوحيدة التي تجاوزت معدلات عام 2019 وحققت زيادة بنسبة 15% في أعداد السياح خلال الربع الأول من عام 2023 مقارنةً بالفترة ذاتها عن عام 2021.
وجهة عالمية
أكد مسؤولون في قطاع السياحة والطيران في الإمارات لـ «الاتحاد»، أن الإمارات استطاعت أن تكون مثالاً يحتذى به في نمو القطاع السياحي، وأن تصبح وجهة سياحية رئيسية عالمية.
وقال سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن دولة الإمارات استطاعت أن تحافظ على مركزها وجهة مفضلة للسفر والسياحة مع استمرار إقبال السياح والمسافرين حتى في فصل الصيف؛ وذلك بفضل ما تتمتع به الدولة من بنية تحتية متطورة مطارات دولية تقدم خدمات عالية الجودة ومتميزة، بالإضافة إلى توافر منظومة طيران متكاملة ومرافق سياحية وفعاليات وأحداث عالمية على مدار العام.
وأضاف السويدي أنه ومنذ بداية العام الجاري، أشارت الأرقام والبيانات إلى نمو قياسي ومتصاعد لعدد المسافرين والسياح والحركة الجوية، حيث سجلت مطارات الدولة نمواً بنسبة 48.5% بعدد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، واستقبلت مطارات الدولة (52.3) مليون مسافر مقارنة بـ (35.2) مليون مسافر خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وحول نمو قطاع السياحة والسفر في المنطقة العربية، أشار السويدي إلى أن قطاع الطيران والسياحة في المنطقة العربية يشهد تطوراً ونمواً متواصلاً يفوق النمو العالمي، بحسب أرقام وبيانات منظمات دولية، ما يؤكد أهمية هذا القطاع الحيوي في تحقيق التنمية الاقتصادية للدول.
من جهته، قال سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «نحن فخورون بتسجيل الإمارة نتائج قياسية جديدة في أعداد الزوار القادمين إليها، حيث أظهرت الإحصائيات استقبال العاصمة 18 مليون زائر العام الماضي، بما يمثّل زيادة إجمالية قدرها 13% مقارنة بعام 2021، وذلك بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وشركاؤها لتخطي التوقعات بمعدلات النمو في القطاعات الرئيسية للإمارة. ونؤكد مواصلة العمل لتحقيق وتسجيل أرقام قياسية جديدة ونجاحات مبهرة للترويج لأبوظبي».
وأضاف الحوسني: «نستهدف الوصول إلى 24 مليون زائر العام الجاري ونحن على المسار الصحيح، وذلك من خلال السعي إلى تنظيم واستضافة العديد من المبادرات والحملات الترويجية المستمرة على مدار العام والبرامج المهمة مع تطوير المزيد من مواقع الجذب السياحي، سعياً إلى ترسيخ مكانة أبوظبي في مصاف الوجهات السياحية الرائدة عالمياً، وبخاصة مع ما تمتلكه الإمارة من بنية تحتية متميزة ومقومات ومعالم سياحية عالمية متطورة».
وأكد الحوسني أنّ معدلات إشغال الفنادق خلال عام 2022 بلغت أكثر من 70%، حيث تعد أعلى من متوسط معدل منطقة الشرق الأوسط البالغ 67% للفترة نفسها.
أداء إيجابي
أكد عمرو القاضي رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية «تشهد السياحة المصرية أداء إيجابيا وتحسنا ملحوظ منذ بداية العام تظهره الإحصاءات التي أعلنتها الهيئة مع التنوع في الجنسيات الوافدة، نتيجة لعدة خطوات ومبادرات لتحقيق النمو السياحي بداية من حملات الترويج الإعلانية والدعائية التي بدأت قبل عام ونصف، في الأسواق العالمية الكبرى».
وقال القاضي «تستهدف الحملات تغيير الصورة الذهنية عن مصر والمنطقة العربية في أوروبا والولايات المتحدة تحديدا، بالاستعانة بشركة إعلانات عالمية أطلقت حملة ترويجية عملاقة في 18 سوقاً سياحياً حول العالم».
وتوقع أن تزيد الإيرادات السياحية عن الأعوام السابقة حيث تستهدف «الهيئة» التفوق على الرقم القياسي الذي حققته البلاد عام 2010 والذي يعتبر الأكثر تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السياحة المصرية، متوقعاً استقبال 15 مليون سائح بنهاية عام 2023 من كل أنحاء العالم لتتخطى رقم 10 ملايين سائح الذي سجلته سابقاً، بعد انتظام الرحلات من أوروبا والدول العربية.
ووضعت مصر برنامجاً للرحلات التعريفية لشركات السياحة حيث تستضيفهم الدولة من خلال المؤتمرات واللقاءات الدورية لإطلاعهم على مستجدات الساحة السياحية والترفيهية، وتشارك الهيئة في أكثر من 40 معرضاً دوليا للترويج للسياحة تقوم به مجموعة من المتخصصين في التعامل مع شركات السياحة والطيران، وفقاً للقاضي.
وأضاف القاضي «تستهدف الخطط توقيع الاتفاقيات مع شركات الطيران والرحلات الدولية ضمن برنامج تحفيز الطيران الدولي للمطارات السياحية، والتي تضمن تنفيذ رحلات بالتعاون مع منظمي الرحلات من كل مكان في العالم».
وأوضح القاضي «تشهد الأسواق المصدرة للسياحة نمواً كبيراً، ومنها السوق الهند والصين وأستراليا والبرازيل، وهو ما يثبت مكانة مصر على الخريطة السياحية العالمية، ولهذا يتوقع رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية أن يكون العام الحالي مثمراً بعد المجهودات التي تبذلها في السنوات الأخيرة.