السياحة السعودية

حكاية قبر أمنا حواء في جدة.. تفاصيل مثيرة

جميعنا يعلم قصة أمنا حواء “أم البشر” وآدم عليه السلام، وخروجهما من الجنة، وعاشا على الأرض وعمروها، حتى ماتا وبقيت الذرية، لكن أين دفنت أمنا حواء؟

ونستعرض فى التقرير التالى قبر أمنا حواء أين يوجد؟ وكيف كان شكله؟ وكيف أصبح؟

بداية نود الإشارة إلى معلومة قد تبدو جديدة بالنسبة لقارئ هذا التقرير، وهى أن أصل كلمة “جدة” أشهر مدن المملكة العربية السعودية ترمز للجَدة الكبرى “حواء” أم البشر جميعًا، والأقرب أنها ماتت ودفنت في حي العمارية جنوب غرب مدينة جدة بالقرب من ساحل البحر الأحمر.

 

وعن شكل قبر أمنا حواء الذي يعتبر من أشهر المواقع الأثرية في السعودية، يقول الرحالة المغربي غلام ياسين، إن المقبرة تحتوي على 4 أبواب: (باب البحر، باب مكة، باب الشام وباب اليمن) كل باب في اتجاه المنطقة التي يحمل اسمها، فى وصف منه لآخر ما وصل إليه شكل القبر بعد مروره بأكثر من مرحلة على مدار السنين، وصلت إلى صدور أمر بهدمه نهائيا قبل 200 سنة، عندما أمر القنصل الشريف عون بهدم القبر نهائيًا قبل 200 سنة لكن أهل جدة والقناصلة الآخرين أقنعوه بعدم فعل ذلك، تم رفع مبنى لتحديد المكان.

الصور التي التقطها المستشرقون تبين أن القبر كان كبيرا جدا، لكن الملك عبدالعزيز أمر بهدمه وإخفاء ملامحه لكي لا يقع المسلمون ضحية الشركيات أو البدع.

زار القبر العديد من الرحالة المسلمين والغربيين على مر التاريخ كان أشهرهم “ابن بطوطة”.

وقد ذكر بعض المؤرخين أن موضع مقبرة أمنا حواء الحالي كان هيكلاً عبدته قضاعه قبل الإسلام، وأقيم القبر مكانه بعد الإسلام وذكر ابن جبير في القرن السادس الهجري خلال زيارته إلى جدة أنه رأى بها موضعاً فيه قبة مشيّدة قديمة يذكر انه كان منزلاً لحواء أم البشر، كما أشار ابن بطوطة إلى وجود القبة خلال رحلته إلى جدة في القرن السابع الهجري، كما ذكر آثاراً تدل على قدمها.

وذكر الرحالة التركي أوليا جلبي في رحلته الحجازية التي تمت عام 1082 هجرية وصفه لمقبرة أمنا حواء ما يلي:
هناك قبة صغيرة على المكان الذي ترقد فيه أمنا حواء، مع أن المكان رملي وسط الصحراء إلاّ أنه بسيط وغير مزين والقبر مغطى بالحرير الأطلس الأخضر وخارج الضريح وحوله مغطى بالحصى ناحية رأسها الشريفة وكذا ناحية قدميها.

كما أن الرحالة محمد لبيب البشنوني وصف قبر أمنا حواء قائلاً: إنه في مدافن المسلمين بجدة قبر طويل يبلغ 150 متراً على ارتفاع متر وعرض ثلاثة أمتار، وهو ما يسمونه قبر أمنا حواء وقد أقيمت عليه معالم تبين مكان الرأس والقدمين.

لقد أدى الاعتقاد بأن ذلك القبر الذي كانت عليه قبة هو قبر أمنا حواء إلى قيام العديد من الأهالي والحجاج بارتياد الموقع للزيارة والتبرك، حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وعندما رأى الملك عبد العزيز يرحمه الله تلك الأفعال التي تتعارض مع الدين، والتي أصبح البسطاء من الناس يقومون بها دون وعي وفهم لمخالفتها للدين الإسلامي والشرع العظيم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، أمر عندها الملك عبد العزيز بهدم وإزالة ذلك القبر والقبة لتصحيح معتقدات الناس وتخليصها من البدع والجهل الذي يمارسه البسطاء آنذاك.

ولكن السور الخارجي المحيط بالمقبرة ظل باقياً إلى وقت قريب، حيث تم تجديد السور ولازالت المقبرة قائمة ومستمرة في استقبال ودفن الموتى حتى اليوم.

تم إغلاق الموقع عن طريق طمره بالإسمنت على إثر قرار من هيئة الأمر بالمعروف في عام 1975، على خلفية صلاة بعض الحجاج فيها إثر موسم الحج لذلك العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى