أخبار السياحةمنوعات

سياحة الكوارث.. رحلات على حافة الموت

يبدو أننا على موعد مع نوع جديد من السياحة غير مألوف وغر متوقع بالنسبة لكثيرين، لكن هناك هواة للمغامرات والأشياء المجنونة البعيدة عن المنطق، هؤلاء أصبح لديهم شغف بـ”سياحة الكوارث”.

لا تتعجب عندما ترى أشخاصا يدفعون مئات الدولارات ويقطعون مئات أو آلاف الأميال ليخرجون فى رحلة سياحية يشاهدون خلالها الانفجارات البركانية، أو يذهبون إلى القطب الجنوبي لمشاهدة ذوبان الغطاء الجليدي، أو أن يذهبون فى زيارة لمشاهدة حطام السفينة تايتنك.

زيارة البراكين

ففي الماضي، كان انفجار البراكين يدفع الناس إلى الهرب خوفاً على حياتهم، والابتعاد عن المكان قدر الإمكان، لكن في عام 2023، أصبحت هذه الانفجارات تدفع بالسياح إلى حجز رحلة باتجاه المكان الذي تقع فيه لكي يشاهدوها بأم العين، وأضافت الشركات السياحية إلى جداول وجهاتها رحلات لزيارة البراكين.

الرحلات نحو الأماكن المتضررة من آثار حالة الطوارئ المناخية تصنف تحت خانة “سياحة الكوارث”، وتعرف سياحة الكوارث على أنها السفر نحو وجهات مهددة بيئياً لمشاهدتها قبل أن “يفوت الأوان”، وتنتشر في كل أنحاء العالم من القطب المتجمد الجنوبي (أنتاركتيكا) وصولاً إلى الغطاء الجليدي الآخذ في الذوبان في باتاغونيا، ومن الحيد المرجاني العظيم إلى وادي الموت في الولايات المتحدة حيث درجات الحرارة في ازدياد مستمر. أما أحدث هذه الوجهات فهي الانفجارات البركانية في أيسلندا.

بلغت معدلات السياحة في أيسلندا مستوى قياسيا في عام 2019، مع مليوني زائر، لكن في أقل من 3 سنوات، تعود أعداد الزوار إلى مستوياتها قبل الجائحة، وأحد الأسباب هي الجاذب الكبير للفورات البركانية.

مثال صارخ

وربما يكون أكثر مثال صارخ على سياحة الكوارث ما حدث في يوليو 2023، حين سجل متوسط درجات الحرارة على كوكب الأرض مستويات قياسية 3 مرات في أسبوع واحد، إذ تدفق السياح عندها إلى وادي الموت الواقع في المنطقة الحدودية بين ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، الذي يعد أكثر منطقة انخفاضاً في العالم وأشدها حرارة وجفافاً، لكي يلتقطوا صور سيلفي لأنفسهم قرب ميزان الحرارة الشهير في المتنزه الوطني، الذي سجل 132 درجة فهرنهايت (أو 56 درجة مئوية). شكلت صور الأفراد المبتسمين وهم يرفعون إبهامهم بعلامة إعجاب قرب لافتة تظهر حرفياً الارتفاع المتسارع لدرجات حرارة الكوكب مشهداً متنافراً وصارخاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى