الصقارة.. هواية تتوارثها الأجيال الشابة في الطائف
تحتل الصقور والصقارة مكانة مميزة في التراث العربي، حيث مارسها أهل شبه الجزيرة العربية منذ أمد بعيد، ولاتزال تتمتع بالمكانة نفسها في الوقت الحالي، رغم ما يشهده العالم من تطور وتغييرات في نظام الحياة، ويكمن الشغف لأبناء المملكة بصيدها وطرحها، بل إنهم سمّوا أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبنظرتها الثاقبة وبقوتها المحّكمة على فرائسها وذكائها.
ويتوارث السعوديون جيلاً بعد آخر عن الآباء والأجداد؛ هواية الاهتمام الفريد بتربية الصقور وممارسة الإرث الذي يعبر عن هُويتهم وما تحمله من ثقافة عربية عريقة، وما يرتبط بها من قيم نبيلة وصفات أصيلة، مثل: الشجاعة والفخر والتواضع والعمل بروح الفريق بين الصيادين، ويحرص أبناء الطائف على التمسك بهذه الهُوية، التي أولت لها المملكة اهتماماً بالغاً للصقارة والصقور.
وتعد الصقور “الطيور الجارحة” رفيقة صيد في تقليد يعرف محلياً باسم “القنص” فتجول مع أصحابها في حلهم وترحالهم، وما يقدمونه لها من اهتمام في تربيتها وتدريبها، وتوفير الرعاية الطبية لها، حيث اعتمد عليها البشر لفترة طويلة في صيد غذائهم، وما لها من مكانة رفيعة ورمزيات للقوة، والمجد، وعُرفت الصقور كأفخم أنواع الهدايا حتى عصرنا الحالي.