“بئر الفُقير” بالمدينة المنورة .. معلم تاريخي يجسّد جوانب البرّ والإحسان في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام
المدينة المنورة 02 رمضان 1445 هـ الموافق 12 مارس 2024 م واس
يستقبل بئر الفُقير بالمدينة المنورة الزائرين من مختلف الجنسيات بعد اكتمال أعمال تأهيل وتطوير المعلم التاريخي الذي يعود تاريخه لأكثر من 14 قرناً من الزمن، ويُعد أحد المعالم التاريخية التي تجسّد جوانب من أعمال البر والإحسان في سيرة نبي الرحمة والهدى عليه الصلاة والسلام.
ويعدّ بئر الفُقير أحد الآبار التاريخية في المدينة المنورة ويقع في محيط مرتبط بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في منطقة تُعرف بمنطقة الصدقات النبوية، وتشمل الميثم وفيها بئر الفُقير، وبُرقة، والحُسنى، والدلال، والأعواف، وميثب، ومشربة أم إبراهيم، والصافية.
وأوضح الباحث التاريخي فؤاد المغامسي في حديثه لـ “واس” أن بئر الفُقير يقع في منطقة عالية المدينة المنورة، ويحيط به العديد من البساتين والمعالم التاريخية المرتبطة بسيرته عليه الصلاة والسلام، ويبلغ قطر البئر ثلاثة أمتار، وقد كانت تجلب مياه بئر الفُقير بالسواني قديماً، ثم أصبحت تُجلب بالمكائن، والآن أصبح المكان تحت إشراف وتطوير هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة والجهات المعنية ذات العلاقة.
وأوضح أن للبئر مرافق تضم بركة البئر والقناطر التي تغذي البساتين المحيطة بالبئر، كما يتغذى البئر من مياه وادي بطحان الذي قال عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – : “بطحان على ترعة من ترع الجنة”.
وأفاد أن اسم “الفُقير” مرتبط بقصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي – رضي الله عنه – حيث كان مملوكاً يعمل لدى صاحب بستان في تلك المنطقة، وقد أعتقه النبي – صلى الله عليه وسلم – بثمن تم دفعه لصاحب البستان في القصة المشهورة، وعرفت باسم “بئر سلمان الفارسي” ولكن الاسم الأشهر حالياً بئر الفُقير.
ويبلغ محيط قُطر بئر الفُقير ثلاثة أمتار، وعندما تُجلب المياه تمر بالسواقي عبر القنطرة، ثم تذهب إلى بركة بئر الفُقير، ومن البركة يبدأ توزيع المياه على البساتين حسب الوجبات المخصصة للمزارع والبساتين المحيطة بالبئر في منطقة عالية المدينة المنورة.
ووثّقت “واس” مشاهد من المعلم التاريخي بعد اكتمال أعمال تطويره التي تضمنت تثبيت سياج حديدي بارتفاع متر، محاط بمنطقة البئر والسواقي التابعة له، كما تم تدعيم مسارات المياه وقنطرة البئر والبوابة الرئيسة، بالأحجار المحلية من حرار المدينة المنورة ومكوناتها، والحرص على أن تتّسق أعمال الترميم والتطوير مع البناء القديم، إلى جانب زراعة عددٍ من أشجار النخيل في المكان، ورصف باحته الداخلية وتحسينها بأشكال جمالية، ومقاعد من الأحجار موزعة في أرجاء المكان لجلوس الزائرين، إضافة إلى تثبيت لوحة عند المدخل للتعريف بالمكان وتاريخيه وارتباطه بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام.