مقالات

محي أبو ناعم يكتب السحت بيه

القاهرة _ السياحة العربية

في رائعة الكاتب الرائع محمد جلال عبدالقوي (المال والبنون) تلك الرواية التي جسدت مرحلة محورية فارقة في تاريخ مصر حيث ارخت لحياة مصر والمصريين ما بين الملكية وتحديدا نهاية عهد الملك فاروق حتى عهد الانفتاح في عهد السادات وانا هنا لست بصدد نقد فني للعمل يقدر ما هو بحث وتاصيل لشخصية غريبة الأطوار نسجها عبدالقوي ببراعة وهي شخصية (السحت) ذلك الشخص الذي عاش النصف الأول من حياته على الهامش يقتات من خدمة الجيران احيانا واحسان وعطف البعض الآخر فيما ندر شخصية بلا مبادئ ناقمه على كل أفراد المجتمع من اساء اليه ومن أحسن لانه دائما يشعر بالدونية واحتقار الآخر له مهما بلغ من مكانه ماديه وهذا ما حدث للسحت بعد أن سرق المسروق وأصبح السحت ومن على شاكلته اسير ماضيه فهو وان علا سيظل السحت المرمطون حتى ولو خاطبوه ظاهريا السحت بيه وللأسف هذه الظاهرة عادت مؤخرا للسطح داخل مجتمعنا وخصوصا مجتمعاتنا الريفية التي ما زالت تعرف أصول بعضها وهذا ما ازعجني أثناء زياراتي العائليه في مسقط راسي بمدينة بسيون في عيد الفطر المبارك حيث وجدت أكثر من سحت يتحدث عنه الاهل والأصدقاء السحت ٢٠٢٤ أخطر واشد وطاة من (سحت المال والبنون) فالكل يسعى لكسب وده والانحناء له تحت وطأة الاحتياج وظروف الحياة القاسية فهو يسعى لشراء كل شئ بماله التاريخ والجغرافيا العلم والأصول ولكن ما زاد من شعوري بالاحباط والفزع ليس السحت موديل ٢٠٢٤ فالظاهرة كانت وستظل طالما الحياة قائمة ولكن خوفي نابع من معضلة حقيقية تعيشها مجتمعاتنا حاليا في انزواءها فلن تجد احد يقود حملة تنويرية داخل مجتمعه مثلما وجدنا ذلك متمثلا في د (أمام) في رائعة عبدالقوي المال والبنون او د (ابوالغار) في رائعة عكاشة الراية البيضا وللأسف فقد نلجأ مؤقتا لرفع الراية البيضا أمام هذه النماذج التي اطلت بوجهها القبيح على ريفنا المصري الجميل. وللحديث بقية
بقلم الإعلامي محيي أبوناعم / الهيئة الوطنية للإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى