أخبار السياحة

عماد إلياس.. الرئيس التنفيذي لفنادق ومنتجعات روضة

عماد إلياس.. الرئيس التنفيذي لفنادق ومنتجعات روضة

أكثر من 40 سنة من الخبرة في قطاع الفنادق..
ليست سنوات الخبرة فقط هي التي تميز مشواره الطويل، ولكن يمكن أن نقول أن قلبه وعقله تسكنهما الفنادق، ويسكنهما الإصرار على النجاح..
كان أصغر مدير عام عندما تولى هذا المنصب الكبير في فندق هيلتون أبوظبي وقتما كان عمره 27 سنة فقط، ومنذ ذلك التاريخ وهو يتبوأ مناصب الإدارة العليا في صناعة الفنادق، وأفتتح أكثر من 40 فندقاً خلال سنوات عمله..
يعرف كل من عمل معه مدى التواضع والتعاون والحرص على كل التفاصيل، ومدى حبه لكل فرد من أفراد الفريق الذي يعمل معه..
وقال معلقاً على ذلك: أنني كما تعلمت من أساتذة سبقوني في عالم الفنادق وأعطوني من خبراتهم أحرص على أن أتبادل خبراتي وأفكاري مع فريق عملي، وأنظر لكل شاب صغير يعمل معي على أنه مدير عام المستقبل..
عماد إلياس في حوار الماضي والحاضر والمستقبل مع مجلة أسفار..

عن الماضي يتحدث عماد إلياس بحب وشغف وفخر كبير، يقول أنني عندما وصلت إلى أبوظبي عام 1973 كنت متدرباً كدارس في كلية فنادق في فندق هيلتون أبوظبي، وفنادق هيلتون كانت هي المدرسة الحقيقية التي تعملت فيها من أساتذة كبار، وأسماء عربية كبيرة في عالم الفنادق.
ومن شدة إعجابي بالأساتذة وشخصياتهم وخبراتهم، قررت في داخلي أن أعمل بكل جد وجهد وإخلاص، ووضعت هدف محدد هو أن أكون مديراً عاماً لهذا الفندق في أقرب وقت.
وبالفعل حققت هدفي، وأصبحت مديراً عاماً لفندق هيلتون الذي كان أول فندق خمس نجوم في أبوظبي، كان عمري وقتها 27 سنة فقط، وكنت أصغر مدير عام في مجموعة هيلتون العالمية، ولكن يبدو أن ذلك وضعني أمام المسؤولية مبكراً.
ومنذ ذلك التاريخ وأنا أعمل وأتعلم كل يوم، وتعلمت كيفية التخطيط والإدارة السليمة وكيفية النظر إلى المستقبل، وأهمية الرؤية مع الإخلاص في العمل والتغلب على العقبات والمشاكل بهدوء وصبر.
استمر عملي في مجموعة هيلتون العالمية 23 عاماً متصلة، بعدها كانت بداية قصة جديدة عام 1993 وهي تكوين مجموعة إدارة فندقية عربية بمفهوم محتلف تنافس المجموعات العالمية في منطقة الشرق الأوسط، فكانت مجموعة روتانا الفندقية التي افتتحت من خلالها أكثر من 40 فندقاً جديداً.
– بعد هذا التاريخ الطويل يبدأ السيد عماد إلياس تحدياً جديداً، هو مجموعة روضة للفنادق والمنتجعات، محملاً بخبرة طويلة وتاريخ مضيء في عالم الفنادق،
– هل ترى سيادتكم أنها فكرة أفضل من منصب كبير ومريح في شركة مجموعة فندقية كبيرة..؟
– أجمل ما في الحياة أن تضيف إليها وأن تبتكر شيئاً جديداً لم يكن موجوداً من قبل، ويظل دائماً يحمل اسمك وتوقيعك، ويبدو أنني بيني وبين الراحة خصام، أشعر دائماً بالسعادة في العمل والتحدي وتحقيق الإنجازات، لذلك كنت شغوفا جداً بأن نبتكر علامة فندقية جديدة.

jewel of creek
– وكيف بدأت حكاية هذه العلامة الفندقية..؟
بدأت مع مجموعة دبي العالمية للعقارات، والتي تمتلك مجموعة من العقارات المهمة والرئيسية في مدينة دبي، بعضها تم بناءه كفنادق تديرها شركات ومجموعات فندقية.
وكانت الفكرة أن تولد مجموعة إدارة فندقية جديدة تدير العقارات التي تمتلكها دبي العالمية للعقارات، وبدأنا بمنطقة شاطي جميرا JBR ، حيث قمنا بتحويل بنايات سكنية إلى فنادق تحت علامة روضة، ونجحنا بشكل كبير في تقديم 222 شقة فندقية للإقامة القصيرة والطويلة، مع خدمة متميزة ومختلفة، مما جعلنا نتحرك بقوة إلى الأمام.
كان المشروع الثاني هو منتجع يضم فلل خاصة في منطقة جميرا، ونقدمها في شكل فلل بوتيك في قمة الفخامة والراحة والخصوصية، وبمفهوم جديد ومختلف لعالم الفنادق في دبي.
وحققنا بالفعل نسبة إشغال فاقت 85 % وسط المنافسة الكبيرة مع شركات العالم الكبرى التي تعمل في دبي.
– منذ فترة قصيرة حضرت معكم مجلة أسفار الاحتفال بوضع الحجر الأخير في مشروع جوهرة الخور، وكان المشروع مفاجأة بالنسبة لنا، أن نجد مشروع جديد بهذه الضخامة في هذه المنطقة التي يمكن أن نطلق عليها دبي القديمة..؟!
– بالفعل هذا المشروع هو مفاجأة نقدمها للسوق السياحي في دبي، فالبعض اعتقد أن هذه المنطقة قد توقفت فيها المشاريع الفندقية والسياحية الجديدة، وأن المستقبل فقط سيكون للمناطق الجديدة في دبي.
ولكننا نعيد تقديم وجهة سياحية جديدة بمواصفات العصر على خور دبي، وسنفتتح فيها ثلاث فنادق جديدة، وممشى على الخور مع محلات ومطاعم عصرية، ومارينا لليخوت، وقاعة ضخمة للمؤتمرات والحفلات والأعراس الراقية، ليست فقط فنادق كما قلت ولكنها وجهة سياحية تم تصميمها بشكل حديث يتواكب مع تطور مدينة دبي كوجهة سباحبة عالمية، وسيكون هذا المشروع عند اكتماله واحدا من الوجهات السياحية المميزة جداً ليس على مستوى دبي فقط ولكن على مستوى الشرق الأوسط والعالم.
على سبيل المثال صممنا ممر مائي بين بنايات المشروع ستكون برك سباحة من مياة الخور المنقاة والمفلترة، مع مارينا واسعة تستقبل اليخوت وتعيد تنشيط هذه المنطقة سياحياً وتدخل عليها لمسة عصرية، وستكون بالفعل مفاجأة كما قلت بمستواها وتميزها.


– ما هي الفلسفة التي تقوم عليها روضة للفنادق والمنتجعات..؟
– عندما تفكر في إطلاق علامة فندقية عربية إماراتية جديدة، لابد وا، تسأل نفسك، ماذا ستقدم، وكيف ستنافس، وكيف تتميز وسط سوق يتميز بالعالمية والحرية وتشجيع الكبير والصغير على العمل والمنافسة.
ليس المهم أن توقع عقوداً وتدير فنادق وتضع أسمك عليها، ثم تقدم خدمة فندقية تشبه الآخرين، منتظراً أن تحصل على جزء من السوق، ولكن المهم أن تترك أثراً بالغاً، وأن ترتبط علامتك الفندقية الجديدة بالناس في مختلف أنحاء العالم، وأن يبحثوا عنك قبل أن تبحث أنت عنهم، لذلك ستكون “روضة” مميزة بطابعها الثقافي العربي الخليجي الإماراتي، لمسة الدفء في الضيافة وتفهم متطلبات النزيل، ومفاهيم الضيافة العربية متعددة ورائعة وتلقى التقدير من الأجنبي قبل العربي.
ونحن ندرك أن صناعة الفنادق تتغير وتختلف، وهناك أجيال جديدة ستدخل في المستقبل إلى قائمة النزلاء، وهذه الأجيال لديها رؤيتها وطريقتها في الحياة، وتتعامل مع التكنولوجيا والحداثة، ولا تبحث فقط على الخدمة المميزة، ولكن على السرعة في تلبية الطلبات ودقة التنفيذ والاهتمام بالتفاصيل.
مشروع جوهرة الخور، مشروع ضخم وكبير وتصل تكلفته إلى أربعة مليارات درهم، ولكن الضخامة أو الفخامة ليست العامل الوحيد للمنافسة، بل يجب تقديم خدمات ممتازة بأسعار مناسبة، لأن الأسعار أيضاً مهمة جداً للنزلاء والعملاء.
لذلك يمكن القول أننا سنقدم منظومة فندقية متفردة، تقوم على فلسفة جديدة تضم عدة عوامل مجتمعة تعطينا ميزة كبرى بين المنافسين.
– في بداية الحوار تحدثت سيادتكم عن الرؤية، فما هي رؤيتكم لمجموعة روضة للفنادق والمنتجعات خلال السنوات القادمة..؟
– خلال السنوات القادمة ستكون روضة للفنادق والمنتجعات واحدة من أكبر مقدمي الخدمات الفندقية بفنادق تديرها في دبي، وأبوظبي ومصر والسعودية.
سنقدم في دبي وحدها 4500 وحدة فندقية مع مشروعات مستقبلية كبيرة في الدول التي ذكرتها، ونؤمن بأننا سنغير مفاهيم كثيرة في صناعة الضيافة.
– السؤال الذي ينتظر إجابته أيضاً سوق الضيافة، هل ستدير روضة للفنادق والمنتجعات مع الوقت المنشآت الفندقية التي تمتلكها دبي العالمية للعقارات، وتديرها الآن مجموعات فندقية أخرى..؟
– لدينا الآن مشروعات كبيرة نعمل على افتتاحها، ومع الوقت من الطبيعي أن تدير روضة تلك الفنادق التي تملكها دبي العالمية للعقارات، بإعتبار أن روضة هي جناح الإدارة الفندقية الخاصة بها.
– مع هذه المشروعات المستقبيلة الكبيرة والطموحات الواضحة لمجموعة روضة للفنادق والمنتجعات، كيف يمكن التغلب على مشكلة توفير العمالة المدربة للعمل في كل تلك المشروعات..؟
– فريق العمل هو المحور الرئيسي الذي أركز عليه طوال سنوات عملي في صناعة الضيافة، فهو الأساس دائماً في النجاح، وهو القوة الضاربة التي يمكنك أن تنافس وتنجح بها، ونحن نعمل على توفير الكوادر من جانبين، الأول هو الاستعانة بالخبرات الناجحة الموجودة حالياً في كل المجالات الفندقية، لتشكل الأساس في إدارة مشاريعنا، مع توظيف كوادر جديدة ندربها وننقل لها الخبرة اللازمة، ونجعلها تعرف وتؤمن بطريقتنا في العمل، يمكن أن تقول أنها عملية مزج بين الخبرة والأجيال الجديدة، وتدريبها وتعليمها وتقديم فرص الترقي والتقدم من خلال مجموعة روضة بمختلف فنادقها ومنتجعاتها.
ونحن نولي اهتماما كبيرا لهذه المسألة ونعرف بما لدينا من خبرة طويلة كيفية كسب الولاء من العاملين لشركتهم، لأن الولاء والإحساس بالأمان الوظيفي هو الخطوة الأولى لنجاح أي مجموعة فندقية تطمح إلى المستقبل، ونعمل حالياً على الجانبين معاً.

AR-301179899.jpg&NCS_modified=&imageversion=1by1&exif=
– سؤالنا الأخير.. من خلال خبرتكم الطويلة هل تنصح الشباب من الجيل الجديد بالعمل في قطاع الضيافة..؟
– الضيافة هي الصناعة الناجحة في الماضي والحاضر والمستقبل، وهي توفر فرص عمل كبيرة للأجيال الجديدة، ولكن المهم أن من يعمل بها أو يرغب في العمل بها، عليه أن يحبها وأن يتحلى بالصبر والهدوء.
هي صناعة السعادة والسفر بين أرجاء العالم، والتعرف على الجديد كل يوم والتعلم منه والتعامل مع البشر من كل مكان في العالم، والاستمتاع بالتواصل الإنساني.
وكل من يتسم بهذه الصفات ويؤمن بهذه المميزات يمكن أن ينجح سريعاً في عالم الضيافة، لا أقول أنها مهنة سهلة ولكنها ممتعة وتحقق سعادة داخلية لمن يحبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى