القاهرة _ السياحة العربية
أسعدنى الحظ منذ أيام بحضور ورشة عمل للحفاظ على المياه نظمها الاتحاد الاوربى فى مصر للشباب المهتمين بريادة الأعمال فى قلب النيل الذين تتراوح أعمارهم مابين ١٦ إلى ٢٩ عاما.
هذه الورشة تأتى فى إطار مبادرة الاتحاد الأوروبي الأخضر فى حوار تحت عنوان ” تنمية الابتكار فى المياه ” الشباب وريادة الأعمال فى قلب النيل ، وهى ورشة من تنظيم شبكة جيل التابعة للاتحاد الاوروبى فى مصر كجزء من مشروع الاتحاد للمياه والذى يأتى على أولويات الاهتمام للاتحاد الاوروبى باستثمارات بلغت حتى الآن ٥٥٠ مليون يورو منذ ٢٠١٧ فى قطاع المياه والصرف الصحى .
إن قضية المياه فى مصر قضية استراتيجية تتعلق بحياة مايقرب من ١٢٠ مليون انسان يعيشون على أرض مصر التى تعانى مما يسمى الشح المائى نتيجة عدم كفاية الوارد المائى لمصر مع الزيادة السكانية المطردة والتى تحتاج إلى زيادة الحصة المائية لمصر عن الحصة المقررة وهى ٥٥ مليار متر مكعب سنويا .
إن اهتمام الاتحاد الأوروبي فى مصر بقضية المياه فى إطار الأسبوع الأخضر الذى يهتم بقضايا المياه والمناخ معا لدليل على بعد النظر الاستراتيجي لأمن مصر القومى وفى مقدمته الأمن المائى .
كما أن جذب الشباب وتوعيتهم بقضايا المياه والحفاظ عليها مبادرة فريدة فى نوعها من مبادرات الاتحاد الأوروبي باعتبار أن مصر دولة شابة ويمثل الشباب فيها نسبة كبيرة من عدد السكان .
ولذلك ينظم الاتحاد الأوروبي برعاية سفيره بالقاهرة كريستيان برجر ود. أيمن عياد مدير قطاع المياه والمرافق بالاتحاد الأوروبي سلسلة من ورش العمل والمسابقات بدءا من شهر مايو حتى شهر سبتمبر القادم حول ريادة الأعمال فى مجال المياه وتوعية الشباب المصرى بكيفية مواجهة التحديات والاستعداد لمواجهة الطوارئ والكوارث الطبيعية فى مجال المياه.
ولعل أهم مايميز هذه الورش انها حوار شبابى مفتوح حول المياه والحفاظ عليها وتجديد مصادرها والبحث عن مصادر جديدة لها مع حساب التكاليف والتمويل والمخصصات المالية لذلك .
ومن خلال حضورى هذه الورشة اكتشفت شبابا مصريا يتحلى بالوعى والعلم وحجة المناقشة وانطلاق الحوار فى أهم القضايا المصيرية للشعب المصرى وهى قضية المياه اى الحياة لسكان يتزايد عددهم سنويا بالملايين ويحتاجون إلى وفرة فى المياه لزيادة الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج الغذائى لاطعام ملايين الافواه المفتوحة التى تخشى الجوع اذا نقص الغذاء وقلت المياه.
شكرا للاتحاد الأوروبي فى مصر وشكرا لسفيره كريستيان برجر وشكرا د. ايمن عياد وشكرا لكل القائمين على هذه الورشة التى تناولت موضوع المياه وقضاياها المتشعبة المصيرية ومحاولة علاجها علميا وبحلول جذرية قبل أن تدق طبول حرب نخشاها جميعا الآن وفى المستقبل القريب وهى ” حرب المياه ” .
