منوعات

الدين والتاريخ بقلم / المهندس وليد ابو الجدايل

القاهرة ـ السياحة العربية

فى إحدى المرات وخلال مشاهدتى لقناة العربية عرضت القناة مشاهد من مظاهرة فى الصومال قالت عنها إنهم متظاهرون ضد المحاكم الشرعية التى كانت تحكم الصومال.
وبعد ساعة تقريبا حولت إلى قناة الجزيرة فإذا بى أشاهد نفس الأشخاص الذين رأيتهم على قناة العربية ولكن فى قناة الجزيرة اختلف الوضع وقالت القناة إن هؤلاء المتظاهرين يؤيدون المحاكم الشرعية .


إذن نحن أمام تناقض فى المشهدين بين قناة العربية وقناة الجزيرة ، فريق معارض وفريق مؤيد .
ومع استخدام التكنولوجيا والبث المباشر للأحداث يظهر هذا التناقض واضحا والاختلاف جليا حسب التوجهات .
هذه المقدمة وجدتها لازمة حيث اتحدث عن احداث قبل ١٤٤٥ سنة من تاريخ الإسلام.
آلاف الكتب والدراسات تحدثت وتناولت الكثير من الأحداث مثل قتل الحسين وقتل على والأدهى أن دخول المستشرقين وكتاباتهم غير المنصفة
لأغراض وتوجهات أثار الكثير من البلبلة لدى المتلقين حيث إن كثيرا مما كتبه هؤلاء المستشرقون ماانزل الله به من سلطان .
وبعد هذه الكتابات والدراسات تهمنا النتيجة وهى انتشار الإسلام فى العالم على يد الصحابة والتابعين وتابعى التابعين ” ربنا لاتجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ” .
هذه هى الحقائق التى يجب أن نعترف بها والتى تحتاج إلى دقة وتمحيص خاصة بعد دخول الاستعمار وسيطرته على العديد من الدول العربية والإسلامية وتعمده تزوير الكتب وتشويه التاريخ الاسلامى وطمس الحقائق لكثير من الأحداث الإسلامية.
وأمام ماحدث من سرقة لأمهات الكتب والمجلدات من الدول العربية والإسلامية نسأل أنفسنا مثلا : ماذا نستفيد اذا دخل الحجاج بن يوسف الثقفى النار او دخل الجنة ؟
أليس الأولى بنا أن ننظر إلى حالنا وهمومنا وما أصابنا من ضعف بعد قوة ؟


أليس الأولى بنا أن ننظر إلى المستقبل ونسأل الله أن يبصرنا ويهدينا سواء السبيل ؟
ولننظر إلى آية مهمة من آيات القرآن الكريم فى قوله تعالى من سورة الكهف : ” سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربى اعلم بعدتهم مايعلمهم إلا قليل فلا تمارى فيهم إلا مراء ظاهرا ولاتستفت فيهم منهم أحدا ” .
السؤال الآن:
لو كان أصحاب الكهف ٥ او ٦ او ٢٠ او ٣٠ مالذى يفرق فى القصة ؟
إن الشيئ المهم الذى أراد الله أن يوضحه من قصة أهل الكهف هو ألا نأخذ ديننا من التاريخ لأن التاريخ يخضع التأويل والنقاش والاختلاف والروايات الصحيحة فى بعضها والخاطئة فى البعض الآخر بل والمزورة احيانا لغرض ما .
فحتى الأحداث التافهة يختلف الناس فى روايتها فما بالك بالأحداث الجسام التى يقف عندها التاريخ.
وللأسف الشديد التاريخ يكتبه الأقوياء بسيطرتهم ونفوذهم وتوجهاتهم وليس الضعفاء قليلو الحيلة والنفوذ .
فكما رأينا اختلف العلماء على عدد أهل الكهف وهذا مثال بسيط فما بالك ببقية الأحداث فى التاريخ والتى وردت فى القرآن الكريم والسنة النبوية .


وحتى لو قالوا إن الأحاديث من التاريخ فالدين اخذناه بالتواتر وليس من التاريخ فالرسول صلى الله عليه وسلم نقل إلى الصحابة والصحابة نقلوا إلى التابعين والتابعون نقلوا إلى تابعى التابعين وهكذا نقلت الأحاديث والصلوات والعبادات والمعاملات بالتواتر وكل مستقى من القرآن الكريم والسنة وموثق بهما حتى وغير الموثق معروف لنا .
فخلاصة القول يجب علينا كمسلمين حريصين على ديننا ألا نأخذ ديننا مم التاريخ لأنه مزور ومحرف وكتبه الأقوياء باهوائهم واغراضهم الدنيئة كل حسب مصالحه لذا كانت الرواية التاريخية قابلة للتأويل والنقاش والاختلاف حول الشخصيات والأحداث بينما الرواية الدينية مستمدة من مفهوم الإيمان والعقيدة الراسخة ومن هنا ينبغى فصل الدين عن التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى