أخبار السياحة

سلوى وسلمى.. طهاة إماراتيات في فندق خمس نجوم..!!

سلوى وسلمى.. طهاة إماراتيات في فندق خمس نجوم..!!

سنوات طويلة ونحن نطالب بوجود الكوادر الإماراتية في عالم الفنادق..

ربما كانت كل إمنياتنا أن نجد مواطنين إماراتيين في مكاتب الاستقبال الأمامية، أو حتى في الوظائف الإدارية بالفنادق، فرغم التقدم الكبير في القطاع الفندقي في الإمارات، ووصوله إلى مستويات عالمية لا يزال شباب الإمارات غائباً عن هذا القطاع..

بالصدفة البحتة وخلال حوارنا مع مدير عام فندق والدروف استوريا في مدينة رأس الخيمة، وهو أحد الفنادق الفاخرة، سألناه عن وجود أي جهود لإشراك الكوادر المحلية في العمل الفندقي، فكانت المفاجأة أن هناك أربع فتيات إماراتيات يعملن كطهاة رئيسيات في الفندق..

وأن العديد من الأطباق الفاخرة العالمية التي تقدم للعملاء من صنع أياديهن..!

وطلبنا اللقاء فوجدنا سلوى المنهال وسمية الزعابي داخل المطبخ يقمن بعملهن بالفعل.. فكان هذا الحوار..

ربما كانت صيغة سؤالنا تحمل صيغة التعجب لوجود فتاتين إماراتيتين داخل مطبخ واحد من الفنادق العالمية الفاخرة..!

بينما كانت الإجابة من كل منهن طبيعية وعادية جداً..

Asfaar C  (4)

– ماذا تفعلن هنا..؟!

– نحن نعمل في وظيفة طهاة بالفندق.

– كيف ومتى حدث ذلك..؟

– أجابت سلوى: البداية كانت دورة تدريبية تم الإعلان عنها للتدريب على عمل الطهي للفتيات المواطنات، ضمن برامج التوطين، مع الإعلان عن وجود وظائف شاغرة بهذا المجال من الممكن ان تحصل عليها من تنجح في الدورة التدريبية، فقلت لنفسي لما لا أجرب، فأنا أقوم بالطهي داخل المنزل، وأشعر أنني موهوبة في هذا المجال، فتقدمت للدورة، وبذلت جهداً كبيراً وتعلمت كل التفاصيل، وبالفعل كنت من بين المتقدمات للوظائف الشاغرة في فندق والدروف استوريا، وحصلت على الوظيفة مع ثلاثة فتيات غيري.

– كيف كان استقبال العائلة والأصدقاء للتجربة وللوظيفة..؟

– كان استقبال رائع جداً الجميع أحب الفكرة وخاصة زوجي، وأعتقد انه سعيد لأنني أصبحت أحضر مأكولات ووجبات أفضل من قبل تسلم هذه الوظيفة.

ووجدت تشجيع كبير للعمل في مجال جديد كأول فتيات إماراتيات نخوض هذا المجال، وبالنسبة للصديقات فقد سعدن جداً وطلبن مساعدتهن أيضاً في العمل في نفس المجال.

– هل كانت الدورة التدريبية كافية لكي تمكنك من العمل في فندق بهذا الحجم وأن تتحملي المسؤولية الكبيرة؟

– بالطبع لا.. كانت الدورة هي الأساس، ثم بعد ذلك بدأنا في العمل الحقيقي، وهو مختلف تماماً ونحن نتعلم كل يوم من شيفات كبار وعلى مستوى عالمي، فعالم الطهو كبير جداً ولا ينتهي، ويحمل ثقافات متعددة من العالم، وكل نوع مطبخ يحتاج إلى وقت طويل لكي تعرف مكوناته وثقافته وفكرته.

Asfaar C  (3)

– ننتقل إلى سلمى التي كانت قصتها مشابهة في البداية لقصة سلوى فقد تقدمت للدورة التدريبية لتوطين الوظائف واختارت أيضاً الطهي لكي تتعلم أساسياته في الدورة، وتقول سلمى: عندما اجتزنا الدورة ونجحنا في الحصول على وظيفة شيف، أو لنقل مساعدات للشيف كان الأمر يبدو سهلا، ولكن مع العمل الحقيقي واجهتنا جميعاً عدة تحديات.

أولها صعوبة العمل الذي لم نتخيل أنه بهذه الصعوبة، أول مشكلة هي أننا مطلوب مثلاً أن نظل واقفين على أرجلنا لمدة 8 ساعات متواصلة، وهي فترة العمل  اليومية، وطبعا لم نكن معتادين على هذه الأمور، ولكن مع الوقت تعودنا وأصبح الأمر طبيعي بالنسبة لنا.

كان هناك تحدي آخر  وهو بدء العمل في ساعة مبكرة في الصباح قبل أن يستيقظ النزلاء لتناول الفطور، ولكن حب المهنة جعلنا نصبر ونحب كل متطلباتها.

– نعود إلى سلوى ونسألها عن الأطباق التي تعدها في مطبخ الفندق..؟

– تجيب بثقة: نحضر كل الوجبات والأطباق تقريباً، في البداية كان الأمر غاية في الصعوبة، وبدأنا نفهم كيفية العمل ضمن فريق لكل فرد فيه دور، وكل دور يقوم على الآخر، فلا مجال للـتأخير أو التقصير كل شئ محسوب بدقة، وهناك مسؤولية أمام نزلاء الفندق، ولا مجال للأعذار.

في البداية كان الشيف يقوم بالتدقيق على كل طبق نقوم بإعداده، وبعد ذلك إزدادت الثقة فينا، وبدأت الأطباق تخرج مباشرة إلى المطاعم.

تعلمنا الكثير هنا، ولا نزال نتعلم أكثر كل يوم.

– سألنا سلمى عن الأشياء التي تحب إعدادها أكثر من غيرها..؟

– المخبوزات عالم فريد جداً، عندما تتحول قطع العجين أو الطحين إلى مخبوزات أحياناً حلوة وأحياناً مالحة، تشعر بمدى الفن في إعداد هذه المخبوزات، خاصة وأن كل مكان في العالم يحضرها بشكل مختلف، الطهو بشكل عام هو جزء من حياة الإنسان، وجزء من التاريخ الإنساني، وحتى الآن لا يزال البعض يبتكر فيه، وشئ مثير للفضول أن تكون جزء من هذا العالم.

أما سلوى فتقول:

كتير من ألأطباق تستهويني، خاصة تلك القادمة من ثقافات بعيدة، أشعر بالفخر وأنا أقدم هذا الفن من حيث المذاق والشكل والمكونات.

وعندما تصلنا كلمات ثناء نشعر بسعادة كبيرة، لكن أثناء العمل لا نتوقف أمامها، فليس هناك وقت حتى لتبادل الحديث، نحن فقط نجلس عندما نحصل على وقت الراحة، وطوال الوقت نقف على أرجلنا ونسابق الزمن حتى يخرج كل شئ بدقة بالغة في الوقت المناسب.

IMG_5234

– هل تقدمن الأطباق الإماراتية المحلية..؟

– ردت سلوى وسلمى معاً بحماس: نعم بالطبع فهذه ثقافتنا وهي الفرصة لأن نعلم الآخرين أيضاً ثقافتنا المحلية، لقد تعملنا في منازلنا من أمهاتنا كيفية إعداد الأطباق الإماراتية المحلية.

وهنا نكون نحن الخبراء ونحن من نعلم الآخرين، ونقدمها بفخر ونحاول الإبتكار فيها أيضاً وتطويرها، وتحوليها من أطباق منزلية إلى أطباق خمس نجوم بشكل مبتكر.

وتحظى الأطباق الإماراتية التي نقدمها بإعجاب بالغ من النزلاء وزوار الفندق، ونسعد عندما نتلقى استفسارات عن مكوناتها وكيفية إعدادها.

– رغم صعوبة المهنة وتحدياتها، هل تنوين الاستمرار بها..؟

ردت سلوى وسلمى: نعم بلا شك، نحن نشعر بالسعادة ونتمنى أن نستطيع استقطاب أعداد أخرى للعمل بهذه المهنة الرائعة، فالسياحة هي الصناعة التي سيكون لها النصيب الأكبر في المستقبل، وهي صناعة ضيافة، ونحن أولى باستضافة الآخرين في بلادنا، فهم زوار الإمارات وضيافتهم يجب أن تكون منا وبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى