كتب الدكتور/عبد الرحيم عبد الواحد
آستانا – دبي: للوهلة الأولى، تبدو منطقة غرب كازاخستان أشبه بشبه الجزيرة العربية، حيث النفط، والجمال، والصحراء، لكن هذا المصطلح البسيط غني بمفردات وأماكن سياحية محلية مميزة، إضافة إلى المناظر الطبيعية الخلاب، فيما تقع مانغيستاو شمال غرب الجمهورية، بمواردها الطبيعية الهائلة، وموقعها الجغرافي المتميز، وروابطها الاقتصادية المتطورة مع العديد من المدن الروسية ودول أخرى، تُهيئ ظروفًا مواتية لتنمية ناجحة للنشاط الاقتصادي الخارجي ومنها السياحة الفريدة من نوعها.
كما تُعرف منطقة مانغيستاو بأرض السياحة والترفيه، لما تتمتع به من تراث ثقافي غني، وهي إحدى أغنى مناطق كازاخستان بالنفط والغاز ومواد البناء والخاماتٍ والمعادنٍ المُختلفة، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي 700,000 سائح زاروا المنطقة عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في الارتفاع، كما أدركت السلطات الكازاخستانية إمكانات السياحة في المنطقة، وهي تنفذ مشاريع لتحسين البنية التحتية السياحية فيها.

وقد ارتفع عدد السياح الوافدين والمحليين في منطقة غرب كازاخستان بنسبة 18% مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من عام 2023، فيما بلغ إجمالي الاستثمارات في السياحة 28.4 مليون دولار أمريكي، وهو نمو بنسبة 47%، مع مجموعة من 14 مشروعًا سياحيًا بقيمة 49 مليون دولار للفترة 2024-2026.
وسواءً سُمي الإقليم بـ المريخ، أو القمر، أو قاع محيط ما قبل التاريخ، فإن هذا المكان المذهل في كازاخستان يُثير في النفس شعورًا بالرهبة والانبهار، فهي توصف بأنها أرض الـ 362 قديسًا والمعالم التاريخية.

يؤكد كل من أتيحت له فرصة استكشاف مقاطعة مانغيستاو أن شبه الجزيرة هذه، بمناظرها الطبيعية الخلابة، فريدة من نوعها. تتمتع بطاقتها الخاصة، حيث تبدو معظم المناظر الطبيعية وكأنها مخصصة لتصوير أفلام فضائية مع كائنات فضائية وكواكب أخرى. وقبل 5 ملايين سنة، كان هذا المكان مختبئًا في أعماق محيط تيثيس القديم، الذي خلقت مياهه منحدرات وكهوفًا غريبة الألوان.
مانغيستاو، ذات تكوينات جيولوجية غريبة وزاهية الألوان، والتي تنتمي إلى منتزه أوستيورت الوطني، والتي كانت تُشكّل قاع محيط تيثيس الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ.

362 قديسًا ومعالم تاريخية
جولات مانغيستاو تشمل في معظم الأحيان فترات طويلة من القيادة بسيارات الدفع الرباعي في ظروف صحراوية، فيما توفر مناظر طبيعية وعرة ذات تكوينات جيولوجية خلابة، بالإضافة إلى مواقع دينية مقدسة تعود إلى عصور ما قبل الإسلام بكثير في هذه المنطقة من العالم، كما توجد نباتات وحيوانات تكيفت مع الظروف الجافة في المنطقة.
تتوفر الإقامة في خيام أو بيوت ضيافة، فيما سيعشق مصورو الطبيعة والمناظر الطبيعية هذه المنطقة، وسيلتقط طيارو الطائرات المسيرة صورًا ومقاطع فيديو لا تُنسى!
