تركيا: السحر الأوروبي بمعالم شرقية | مجلة السياحة العربية
اسطنبول: منى الجعفراوي
لم تكن هي الزيارة الأولى لمدينة عنوانها الأبرز الجمال، والطبيعة إلا أنها كانت زيارة مختلفة على كافة الأصعدة والأوجه.
تركيا مدينة تلفك بشال ناعم من الحداثة، وتتناغم صوتها وصورتها ما بين حلاوة التاريخ القديم بكل زخمه، ومشتقاته، وتفاصيله .. وبين ناطحات ساحبها، وواجهاتها الزجاجية التي تخال أنك في بؤرة من الكريستال النقي الشفاف الذي يعكس تلك الأشعة الزمردية.
فأنت بلا شك منذ اللحظة الأولى من هبوط طائرتك على مدرج مطارها، وفتح الباب تشم رائحة مختلفة العبير، تجعلك آسير نسماتها الباردة، ورونقها المختلف.
اسطنبول مدينة يعشقها السائح العربي حيث يجد غايته أيا كان توجهه سواء سياحة تاريخية، أو طبيعية، أو حضارية، أو ليلية، يتنقل من شارع إلى آخر بسلالة تحكمها اللامنطقية، وفي ذات الوقت العفوية..
جولات سياحية في ابرز معالم المدينة:
حسين من أبناء تركيا، والذي انتقل إلى مدينة اسطنبول لأنه مغرم بتاريخها، بل وامتهن الارشاد السياحي وبالفعل يقدم صورة واضحة عن معالم تاريخية ودينية و ينقلك بهدوء حديثة إلى ذات الحقبة الزمنية التي يروي عنها الحكايات، بل ويعطيك فرصة ومتسع من الوقت لالتقاط الصور التذكارية، والتسوق إن كان هناك أكشاك يمكنك أن تحصل من خلالها على تحف صغيرة الحجم، ورخيصة السعر.
بدأت جولتنا البسفورية الليلية بامتياز على متن سفينة تعبر بك إلى عالم الأساطير، والأحلام وأنت تتنقل من قصر إلى أخر تقبع على ضفاف البسفور، شاهد على امبراطورية عثمانية توالى بها الحكم ، وأنشأت الحضارات، وتغنى بها أبنائها حتى هذه اللحظة.
لننتقل وعلى مدى ست أيام من مشهد إلى آخر ومن معلم إلى معلم .. لتتملكك رغبة ملحة لزيارة هذه القصور، وهذه الشواهد الأثرية والدينية الشهيرة في اسطنبول، وخاصة في حي السلطان أحمد، حيث لا تخلو رحلة إلى اسطنبول من التقاط الصور في متحف “آيا صوفيا” المدهش، والتجول في “المسجد الأزرق” ذي العمارة الفخمة المميزة، وكذلك المتاحف التاريخية والدينية، والقصور العثمانية الفاخرة مثل قصر توبكابي،وقصر دولما باشا وقد شكّلت هذه المعالم السياحية الشهيرة نقطة الجذب الرئيسي للسائحين في مدينة اسطنبول.
فيما تعد ساحة إمينونو أو منطقة “الفاتح” من أشهر المناطق التي يزورها السائح العربي في اسطنبول، وتصل هذه الساحة بين جسر غلاطة ومنطقة السلطان أحمد، وتبعد خطوات عن البازار الكبير وسوق التوابل، وهي القلب الحيوي النابض للمدينة القديمة، وتزدحم بالباعة والتجار الذين يعرضون مختلف الأصناف والمصنوعات بأسعار زهيدة، كما تنتشر فيها مطاعم الأسماك الشهية، والأكشاك التي تبيع المأكولات الشعبية التركية، ويطلّ عليها المسجد الجديد أو ما يُعرف ب “يني جامع”.
لن أبالغ لو قلت أن زيارة واحدة لهذه الأماكن لن تكيفك حتى تكتشف سرها المكنون، وزخارف نقشت بماء الذهب،وقشره، وكانت شاهد على فتوحات، وقصص، وحياة مترفة بلا منازع.
ازمير مدينة الكلاسيكية والهدوء:
على الرغم من أن اسطنبول ليست العاصمة الحقيقية لدولة تركيا، إلا أنها بارثها التاريخي، وحراكها التجاري استطاعت أن تنمي عدد قاطنيها ليصل إلى حدود 23 مليون نسمة، وما يجعلك تعيش في صخب المدينة ولياليها الملتهبة بتفرد، أما إن كنت من يهوى الكلاسيكية المطعمة بالحضارة والحداثة في سيمفونية متناغمة مع فلسفتك، وذاتك، وتوحدك النفسي ما عليك إلى أن تتجه إلى مدينة إزمير ، أو كما كانت تدعى قديما (سميرناه).
ولا تعني أجوائها الهادئة أنك بعيد عن عصرية المدينة، وعنفوانها بل العكس تماما، فأنت في ازمير تعانق جمال المدينة ذات الطابع الخاص، بشواطئها، ومينائها الأول من حيث التصدير، مع تطعيم هذه المدنية المطلقة بالعهد اليوناني القديم والذي يظهر جليا في أزقتها، وشوارعها إلى هذه اللحظة .
ولعل من أهم معالم هذه المدينة برج ساعة ازمير Izmir Clock Tower: وهو برج الساعة التاريخي والذي يقع في ساحة كوناك وتم تصميمه من قبل المهندس المعماري الفرنسي المشرقي ريموند تشارلز بيير وقد بنيت عام 1901 م لاحياء الذكرى 25 لجلوس عبد الحميد الثاني على العرش وقد زينت بأسلوب متقن بالعمارة العثمانية. بنيت من الحديد والرصاص بطول يصل إلى حوالي 25 متر وتتميز بأربعة نوافير وتم وضعها حول القاعدة في خط دائري وبصراحة ان زرت أزمير ولم ترى هذا المعلم الأثري الرائع فزيارتك ليس لها معنى.
أسانسور :Asansor وهو مبنى تاريخي في ساحة كراتاس داخل حدود المنطقة الحضرية في كوناك واسمه مشتق من كلمة المصعد بالتركية وتم بناؤه في عام 1907 م وترميمه مؤخراً ويبعد حوالي 3 كم من وسط المدينة ومنذ دلك الحين اصبح احد معالم أزمير السياحية الرائعة وحالياً اصبح أكثر مطاعم ازمير شهرةً والذي يقدم الوجبات الخفيفة والدسمة وأنصح زوار اسطنبول بقصدها لما يتمتع به من مكان شهي وخدمة ممتازة.
كيميرالتي Kemeralti:وهو السوق التاريخي (البازار) لأزمير والذي أنشئ في القرن السابع عشر وتشكل في جميع أنحاء الشوارع المحيطة بخليج المدينة ويعد هذا السوق من أكثر المناطق حيوية في ازمير فهو قلب أزمير وروحها ويضم السلع الجلدية والملابس والمجوهرات واسواق الزهور بالإضافة لانتشار المقاهي فيه التي يقدم أطيب المشروبات، ولا تنسى ضمه لأكبر مسجد في المدينة وهو حصار كامي المبني بأنماط كلاسيكية عثمانية والمزخرفة بزخارف زرقاء وجميلة.
سويس اوتيل تجربة فريدة بكل المقاييس:
ولتعيش سفر ناجح يسجل في الذاكرة لا بد أن تكتمل الصورة مع ذلك المكان الذي تقيم فيه، والذي يقدم لمرتاديه كافة التسهيلات، والخدمات، والراحة.
سويس اوتيل فندق يتيح رفاهية الخمس نجوم في قلب اسطنبول على ضفاف مضيق البوسفور في أوروبا. يقع الفندق وسط أكثر من 250 الف متر مربع من الحدائق التاريخية بالقرب من مراكز التسوق العالمية والملاهي الليلية النابضة بالحياة، حيث يضم 556 من الغرف والأجنحة المخصصة لضيوفه والتي توفر أحدث التقنيات وتضمن كل وسائل الراحة الاستثنائية لنزلائه. وقد مثلت الإطلالة الرائعة لفندق سويس أوتيل على البوسفور، بالإضافة إلى موقعه المتميز وسط أكثر من 250 الف متر مربع من الحدائق المجاورة لقصر دولمة باهجه، آخر قصور السلاطين العثمانيين، إلهاما للمعماري البارز خوان تشو. ينعكس هذا الإلهام على اللون والاحساس الذي ينقله المصعد الجديد والممرات الجديدة بالفندق. كما يقوم فريق تشو الحائز على جوائز عديدة بتجديد غرف النزلاء بما يتماشى مع روح العلامة التجارية لفندق سويس أوتيل، والمتمثلة بالراحة والرفاهية مع بعض التفاصيل الموحية بالحداثة، باستخدام بعض المواد الطبيعية مثل الخشب، والأحجار والمعادن التي تضفي إحساسا دائما بالأصالة.
ولم يختلف هذا الفندق بفخامته الأناضوليه عن موقعه في ازمير حيث تمركز في قلب شارع التنزه الساحر كوردون على بحر إيجه داخل حي إزمير التجاري، على بعد خطوات من المدينة. ويبعد الفندق عن مطار عدنان مندريس أقل من 15 كم. ويتألف الفندق، الذي صُمِمَ وفق نمط حديث وعصري، من 402 غرفة فاخرة للضيوف ويشمل 55 جناحاً واسعاً تتميز باستخدام أحدث التكنولوجيات ومرافق الراحة الحصرية. توفر الغرف التنفيذية وردهة نادي سويس لرجال الأعمال تقدم خدمات فاخرة وحصرية. ويتألف مركز اوتيل غراند إفاس للمؤتمرات من 19 غرفة اجتماعات ومؤتمرات تشمل قاعة معارض متعددة الأغراض وقاعة رقص كبيرة، ويتوفر فريق من مخططي الفعاليات لمساعدتك على عقد حفلة زفاف مثالية لا تنسى. تعد الشرفة الموجودة في الدور العلوي من الفندق والمساج مكاناً مثالياً للاسترخاء ويتاح للضيوف فرصة الاستماع بمساج هادئ قبل السباحة في حوض الفندق الخارجي. يوفر نادي بيروفيل للمساج والرياضة، الذي تأسس على مساحة 5,500 متر مربع، صفاء الذهن وتجديد الشباب ومجموعة كبيرة من العلاجات الحصرية التي تساعد على الاسترخاء. ويتألف النادي من 14 غرفة علاجية وجناح رئاسي فاخر، وغرفة للمعالجة المائية، وحمام شمسي، وصالة استرخاء، وحمام تركي، وحمام بخار، وساونا، وجاكوزي، وأحواض سباحة داخلية وخارجية، واستديوهات بلايتس، ودروس اللياقة البدنية للمجموعات، وتدريب شخصي، وصالة للتنس ستجعلك جميعها بالتأكيد تشعر بالحيوية والنشاط.
في تركيا لا تنسى الحلويات والقهوة:
وكما هي الحال في معظم دول البحر المتوسط فالأطعمة متنوعة، شهية، وذات نكهات طيبة جدا، فالمطبخ التركي يعد من أهم وأعرق المطابخ التركية، ولا يمكن أن تذهب إلى هذه الدولة بدون أن تتناول المشويات، وخبز السميت المطعم بالسمسم المحمص، والبرك ذات الحشوات المختلفة ما بين الجبن، واللحم المفروم، والبطاطس المهروسة، وبكل تأكيد المقبلات التي تداعب حواسك خصوصا المشتقة من الألبان حيث يعد اللبن، واللبنة التركية ذات مذاق مختلف تماما عما تأكله في الدول العربية، وهي اقرب بطعمها إلى اللبن اليوناني.