كتبت جليلة كلاعي تونس
سليمان بن يوسف الأمين من الشخصيات البارزة التي لها بصمة واضحة في مجالات متعددة منها الإعلامي، البيئي، الجمعياتي، والثقافي السياحي…
هذه الشخصية استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة بفضل جديتها ومثابرتها وسعيها الدؤوب وتفانيها في عملها متحلية بالصبر في شق طريقها. وهنا نستعرض قصة نجاحه وكيف استطاع أن يتغلب على التحديات التي واجهته لتحقيق أهدافه منها حصوله على الدكتوراه في مجال اختصاصه.
ولد الدكتور سليمان بن يوسف الأمين في مدينة حلق الوادي في الضّاحية الشمالية للعاصمة التونسية ونشأ في أسرة متواضعة لأب يعمل بالتجارة وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة ومعهد 02 مارس بحلق الوادي، بعد نجاحه في الباكالوريا التحق بكليّة العلوم الاجتماعية والإنسانيّة بتونس لدراسة علم الاجتماع أين انتهت هذه المرحلة بحصوله على الدكتوراه في علم اجتماع التنميّة.
عن مسيرته المهنيّة بدأ الدكتور بن يوسف مساره كصحفي محترف بجريدة النهار ثمّ جريدة الشروق، ثم منتجا في الإذاعة الوطنيّة، فمقدّما لبرامج تلفزيه حول الشباب والجمعيّات البيئيّة.
في سنة 2001 وقع انتدابه بوزارة البيئة كمكلف بالاتصال والعلاقة مع الصحافة ونتيجة لبروزه في المجال الجمعياتي كلّف فيما بعد بالعلاقة مع الجمعيّات في نفس الوزارة ثم اخصائي اجتماعي مستشار بوزارة الشؤون الاجتماعية والتونسيين بالخارج.
ونظرا لشغفه وحبه اللامتناهي للبيئة والتجوال والمغامرة، لم يهدأ للرجل بال فسافر في سبتمبر 2022 الى كينيا أين اشتغل كخبير مكلّف بالمنظمات بسفارة دولة قطر بنيروبي.
خلال هذا المسار اكتسب الرجل العديد من الخبرات في التكوين والتدريب فساهم في تأطير الطلبة والإطارات الجمعياتيّة سواء كان ذلك في المجال الإعلامي الإتصالي أو المجال البيئي والجمعياتي.
له العديد من المحاضرات والمداخلات العلميّة في مجاله، كل هذا لم يثن عزيمته في التقدم والمضي قدما في رسم أثر له إذ أنّه اهتم بالكتابة والتدوين.
له ما يفوق الخمس والخمسين إصدارا من كتب متنوعة في مجالات عديدة زيادة عن المحاولات الشعريّة إلى جانب المقالات بالصحف المحليّة والأجنبيّة.
أمّا التحديّات التي واجهت الدّكتور في حياته هي عزمه على تغيير الوضع المادّي للعائلة التي نشأ فيها خاصّة بمدينة حلق الوادي وما له من أثر واعتبار في المحيط الاجتماعيّ، إذ غالبا ما يكون لقيمة المكان (حلق الوادي) تأثيرا على الوسط الاجتماعي المتواضع بشكل سلبي حيث تزيد من الضغوطات الاجتماعية … ممّا قد يؤدي إلى الشعور بالظلم والإقصاء في مجال التعلّم والعمل إلى حد الإحباط واليأس وفقدان الشعور بالانتماء، وهذا ما عايشه الدكتور سليمان في سن مبكرة من حياته فكان التعويل على الذات هو السبيل الوحيد والمخرج الذي تجاوز به كل العقبات فحوّل ذلك الشابّ اليافع ذاته, الى إنسان شعاره التحدّي الرّصين وحب الوصول للمنشود في مجالات شتّى فقد فاز سنة 2009 بجائزة نعمان عن روايته أهواك حلق الوادي وها هي المدينة التي نشأ فيها تكرم ابنها البار.
وما الإصدارات والمساهمات الإبداعية في مجالات اختصاصه إلاّ دليل على ما تقدّم ذكره الى جانب نبوغ ابن حلق الواد في مجال الإعلام البيئي والجمعياتي وهو ما ألهم العديد من الشباب وخاصّة ابنته سارة على السير على خطاه.
عن التجوال والترحال زار الدكتور سليمان بن يوسف الأمين العديد من الدوّل الأوروبيّة والعربيّة وأخيرا الإفريقية وتحدّث عنها في كتاباته مبرزا خصائصها السياحيّة واصفا للعادات والتقاليد والبيئة والمناخ مطنبا في خصوصياتها البيئية.
أمّا عن إصداراته الأخيرة لنا أن نذكر:
يوميات السندباد/تعالوا معي إلى نيروبي-كينيا فوق العشرين خير دليل على حبّه للتجوال والاستكشاف وعيش المغامرة.
هذا فيض من غيض لابن بطوطة تونس كما يحلو للعديد تسميته.
سليمان بن يوسف الأمين مثال حيّ على الإصرار والعزيمة في تحقيق النجاحات ومسيرته ماهي إلا مصدر إلهام للجميع وتؤكد أنه بالإرادة والعزيمة يمكن للإنسان تحقيق المستحيل.