جليلة كلاعي.. تونسد
تكمن أهمية الصناعات التقليدية في دورها المزدوج كحارس للتراث الثقافي ومحرك اقتصادي قوي. ثقافياً، هي رمز للهوية الوطنية وتعكس العادات والتقاليد الأصيلة من خلال منتجاتها اليدوية المبدعة، بينما اقتصادياً، تساهم في الناتج المحلي، تخلق فرص عمل، وتدعم قطاع السياحة عبر جذب الزوار للبحث عن تجارب أصيلة.
في هذا الإطار وضمن احتفالية مميزة نظم الديوان الوطني للصناعات التقليدية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) ندوةً في صفاقس وجبنيانة، لإطلاق مشروع حماية وتعزيز علامة “جبنيانة مشطية” من خلال أدوات الملكية الفكرية، وخاصةً العلامة التجارية الجماعية.

وتشير كلمة “المشطية” إلى منتج حرّ في تقليدي مصنوع من نسيج يدوي، وقد يشمل ذلك أنواعًا مختلفة من الأغطية التقليدية مثل الأوشحة، أو البطانيات، أو أغطية الرأس، والتي قد تتميز بنقوش أو تصميمات معينة تشبه شكل الأمشاط.
هذا ويُمثّل هذا المشروع خطوةً أساسيةً في الاعتراف بعلامة “موشطية” كتراثٍ حرفيٍّ حيّ، إبداعيّ، وذو قيمةٍ اقتصاديةٍ كبيرةٍ للحرفيات في جبنيانة، حماية للملكية الفكرية للمنتج وضمان جودته وأصالته ومنع التقليد.
ويؤكد الديوان الوطني للصناعات التقليدية التزامه بدعم هذه الديناميكية من الهيكلة والحماية والاعتراف الوطني والدولي.
عُقدت الندوة بحضور ممثلين عن السلطات المحليّة، والسيدة جولييتا نهان، مديرة البرامج في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والسيدة ليلى مسلاتي، المديرة العامة للهيئة الوطنية للصناعات التقليدية، والسيد نافع بوتيتي، المدير العام للمعهد الوطني للصناعات الحرفية (INNORPI)، بالإضافة إلى منظمات مهنية وحرفيين مستفيدين.
أكدت العروض التقديمية على أهمية هيكلة الحرفيات المختصات في مجموعات جماعية، وتحديد المواصفات، وحماية وترويج السجاد اليدوي من خلال منحه علامة تجارية جماعية، وذلك لتعزيز هويته وظهوره وقيمته الاقتصادية.
وقد أتاحت ورشة العمل التدريبية، للحرفيين فرصة العمل على تاريخ وخصائص الخبرة واستراتيجيات الترويج، والمشاركة في تبادل الخبرات مع مجموعة حرفيي السجاد اليدوي (بابار) في الجزائر.

كما أتاحت الزيارات الميدانية الى جبنيانة فرصة للقاء الحرفيات في ورش عملهن، والاطلاع على ممارسات النسيج والمعالجة، والتعرف على التنوع الإبداعي في منطقة موشطية.
هذه المبادرة هي نموذج يحتذى به في تثمين الصناعات التقليدية بالجهة وافاق لمستقبل “مشطية جبنيانة” كرمز للجودة والأصالة في تونس.



