إن مفهوم الحرية والمعرفة من المواضيع التي شغلت فكر الإنسان منذ القدم. يتناول هذا المقال فكرة أن الإنسان مخير فيما يعلم، مسيّر فيما لا يعلم، ويزداد حرية كلما ازداد علماً. سنستعرض هذه الفكرة من خلال الأدلة الدينية والشعر العربي القديم.
الحرية والمعرفة في الإسلام
يؤكد الإسلام على أهمية العلم والمعرفة في حياة الإنسان، ويعتبرهما وسيلة لتحقيق الحرية الحقيقية. يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
“قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” (سورة الزمر: 9).
كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
“من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة” (رواه مسلم).
الإنسان بين التخيير والتسيير
الإنسان مخير في الأمور التي يعلمها ويدركها، وله حرية الاختيار فيها. ولكن في الأمور التي لا يعلمها، يكون مسيّرًا بقدر الله. يقول الله تعالى:
“وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” (سورة التكوير: 29).
الشعر العربي القديم
تناول الشعراء العرب القدماء موضوع الحرية والمعرفة في أشعارهم. يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي:
“ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”.
الخاتمة
إن الإنسان يزداد حرية كلما ازداد علماً، فالعلم يفتح أمامه آفاقًا جديدة ويمنحه القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة. لذا، يجب علينا السعي دائمًا لطلب العلم والمعرفة لتحقيق الحرية الحقيقية.