هويملي سفيان
أشرفت السيدة_حورية_مداحي، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025، على الافتتاح الرسمي للطبعة السادسة والعشرين للصالون الدولي للصناعة التقليدية، المنظم بقصر الثقافة “مفدي زكرياء” بالجزائر العاصمة، تحت شعار:
“الصناعة التقليدية الجزائرية… تراث، أصالة وإبداع فني”.
تمت مراسيم الافتتاح بحضور السيدة وزيرة الثقافة والفنون، و السيدة وزيرة التكوين والتعليم المهنيين والسيدة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والسيد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وأعضاء البرلمان بغرفتيه، وعدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، وكذا ممثل وزارة الدفاع الوطني وممثل القائد الأعلى للدرك الوطني وممثل المدير العام للأمن الوطني وممثل المدير العام للجمارك، إضافة إلى مسيري مؤسسات عمومية ورؤساء الفيدراليات المهنية وإطارات القطاع.
وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح، أكدت السيدة الوزيرة أن تنظيم هذه الطبعة تزامن مع اليوم الوطني للحرفي (09 نوفمبر) هو اعتراف و تقدير لمجهودات الحرفيين والحرفيات في صون الهوية الثقافية والحفاظ على الموروث الثقافي، مشيرة إلى أن الصناعة التقليدية تتجاوز بعدها الاقتصادي لتجسد روح الهوية الثقافية والتراث الحي للأمة الجزائرية.
كما أبرزت السيدة الوزيرة الأهمية التي توليها الدولة الجزائرية للصناعة التقليدية في إطار الرؤية الاقتصادية الجديدة التي أقرّها السيد رئيس الجمهورية، والتي تجعل من الصناعة التقليدية رافعة أساسية للتنمية المحلية، ودعامة لنمو السياحة الداخلية لخلق الثروة ومناصب الشغل، خصوصًا لفائدة المرأة والشباب.
وفي هذا السياق، أكدت السيدة الوزيرة أن الوزارة تعمل على تجسيد استراتيجية شاملة تقوم على محاور متكاملة تشمل:
التحول الرقمي، من خلال:
استحداث بوابة رقمية وطنية خاصة بالصناعة التقليدية لتسهيل الإجراءات الإدارية، وتسجيل الحرفيين إلكترونيًا في الدورات التكوينية والمشاركة في المعارض المحلية والدولية.
تعميم بطاقة الحرفي الإلكترونية بشراكة مع المؤسسات الناشئة، لتقريب الخدمات وتمكين الحرفيين من الاستفادة من مختلف آليات الدعم والمرافقة.
تكثيف برامج التكوين في التسويق الرقمي والترويج الإلكتروني للمنتوج الحرفي عبر الغرف الولائية للصناعة التقليدية والحرف.
وتشجيع آليات التمويل والدعم، من خلال:
إبرام اتفاقيات تعاون مع كل من الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (ANADE) والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر (ANGEM)، لتسهيل ولوج الحرفيين إلى التمويل.
تمكينهم من الاستفادة من صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ما يسمح بإنشاء مشاريع مستدامة ودعم الابتكار الحرفي.
ولحماية المنتج الحرفي، تم إعتماد علامة الجودة والأصالة كآلية قانونية لحماية المنتوجات الحرفية الجزائرية وتميزها في السوق المحلي والدولي وحماية الموروث الحرفي من التقليد، لتعزيز تنافسيتها في الأسواق الوطنية والدولية.
والإدماج الاجتماعي والاقتصاد، من خلال:
إعطاء الأولوية لفئات المرأة الريفية وذوي الهمم، الذين يمثلون نسبة معتبرة من الفاعلين في المجال الحرفي (أكثر من 35٪ من إجمالي النشاطات).
تعزيز برامج التكوين والتأهيل لتطوير مهارات الحرفيين والحرفيات وتحويل مواهبهم إلى مشاريع إنتاجية مستدامة.
كما أكدت السيدة الوزيرة على أن هذه الإجراءات تهدف إلى تمكين الحرفيين من التكيف مع التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحويل الصناعة التقليدية إلى بديل اقتصادي يساهم في خلق الثروة ومناصب العمل.
كما أشادت السيدة الوزيرة بالمشاركة الدولية المتميزة التي تعرفها هذه الطبعة، بمشاركة 323 حرفيًا من بينهم 253 جزائري و70 حرفيًا من 11 دول شقيقة وصديقة، معتبرة أن هذه المشاركة الواسعة تؤكد أن الصناعة التقليدية أصبحت لغة عالمية تجمع بين الشعوب وتكرّس جسور الصداقة والتبادل الاقتصادي والتقارب الثقافي.
وعقب حفل الافتتاح، قامت السيدة الوزيرة رفقة الوفد الرسمي بزيارة أروقة الصالون، حيث اطلعت على إبداعات الحرفيين الجزائريين وحرفي دول شقيقة وصديقة، وتوقفت عند جودة المنتوجات اليدوية التي تعكس أصالة التراث الجزائري وتنوعه، كما قدمت شكرها لكل الحرفيين الذين حضروا بقوة خاصة من ولايات الجنوب وشاركوا بمنتوجاتهم الراقية وإبداعاتهم الفنية التي تبين ثراء وتنوع التراث الحرفي، ما جعل من الصالون منصة دولية للتبادل التجاري والتقارب بين الدول الشقيقة والصديقة.
يتواصل الصالون الدولي للصناعة التقليدية إلى غاية 15 نوفمبر 2025، ليبرز الأصالة والإبداع والابتكار، ومؤكدًا أن الحرفة الجزائرية لغة عالمية تحافظ على تراثها الوطني بخبرة وإبداع.


