كتب ـ د. عبد الله دحلان
تمر السنون ويبقى الوطن، ويغزو الشيب رؤوس الرجال، ويهرم الإنسان مع مرور السنين، ولكن يزهو الوطن شباباً متجدداً متطوراً منافساً لكل الأوطان.
وتحتفل بعض شعوب دول العالم بأعياد تحريرهم من الاستعمار، ونحتفل في وطننا المملكة العربية السعودية باليوم الوطني، يوم توحيد شبه الجزيرة العربية بعد أن كُنَّا شعوباً وقبائل متفرقة، يملأ قلوبنا التنافر والتحاسد، ويغزو بعضنا البعض طمعاً في المال والجاه، حتى أتى من يُوحّدنا في قلبٍ واحد، ويجعل من قبائلنا وهجرنا وقرانا ومدننا وطناً واحداً بدين واحد؛ مهما اختلفت المذاهب والانتماءات العرقية والجغرافية.
لقد كان المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – صاحب فكر التوحيد ومؤسسه، وسار أبناؤه من ملوك وأمراء على نهجه، معتمدين على كتاب الله وسنة نبيه، ومضت 94 عاماً من يوم إعلان المملكة العربية السعودية، تحولت فيه المملكة إلى أحد أهم صانعي القرار السياسي والاقتصادي في العالم، وتحول اقتصاد المملكة من اقتصاد معتمد على الحج والعمرة والزكاة والجمارك إلى اقتصاد معتمد على دخل كبير وأساسي لاقتصاد الدولة، وهو إيراد البترول، ومؤخراً تحول اقتصاد المملكة إلى اقتصاد متنوع لمصادر الدخل، ليضمن استدامة الاقتصاد السعودي، ويحقق رؤية المملكة 2030، وتحولت المملكة من تعليم معتمد سابقاً على الغير، إلى تعليم وطني ينتج العلماء والمفكرين والمبدعين والمخترعين.
وتحول الاستشفاء في المملكة من الاعتماد على الأطباء الأجانب والمستشفيات التي تدار بكفاءات أجنبية؛ إلى قطاع صحي منافس عالمياً يدار بكفاءات سعودية وأطباء شهدت لهم أكبر الجامعات والمستشفيات العالمية في أوروبا وكندا وأمريكا.