د. عبد الله صادق دحلان
ألمانيا وسويسرا ودول أوروبيَّة أُخْرى، وتشرف عقارب الساعة وأرقامها الرومانيَّة على مساحة من مدينة مكَّة المكرَّمة يبلغ نصف قطرها من على بعد 8 كيلومترات، ما يعني أنَّها على مرأى يوميًّا من عيون ملايين البشر المقيمِين في مكَّة المكرَّمة وزوَّارها.
يتشكَّل المشروعُ على عدد (4) ساعات للجهات الأربع للبرج، منها ساعتان رئيستان، إحداهما تواجه المسجد الحرام إلى جهة الشمال، والأُخْرى في الجهة المقابلة إلى الجنوب، بارتفاع نحو 80 مترًا بما فيها لفظ الجلالة، وبعرض نحو 65 مترًا، وقطرها نحو 43 مترًا، أمَّا الساعتان الجانبيَّتان في اتجاهي الشرق والغرب، فيبلغ ارتفاعهما نحو 65 مترًا، وعرضهما نحو 39 مترًا، وقطرهما نحو 25 مترًا.
وتعد ساعة مكة المكرمة أطول ساعة في العالم ارتفاعًا عن مستوى الأرض، والساعة صناعة ألمانيَّة، ركب على جدرانها مصادر ضوئيَّة، تصدر إشعاعات في المناسبات، كالأعياد، وإشارات ضوئية عند وقت الأذان، وفي بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجريَّة والأعياد، تُضاء 16 حزمة ضوئيَّة عموديَّة خاصَّةً تصل إلى ما يزيد على 10 كيلومترات نحو السَّماء، وتبلغ قوة كل حزمة ضوئيَّة 10 كيلوواط.
ويُبثُّ أذان المسجد الحرام مباشرةً من أعلى ساعة مكَّة عبر مكبِّرات صوت خاصَّة، حيث يمكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام، وداخل الحرم على بعد عدة كيلومترات تقريبًا، وأثناء الأذان تُضاء أعلى قمَّة ساعة مكَّة بواسطة 21,000 مصباحٍ ضوئيٍّ، يصدر أضواء لامعةً باللونين الأبيض والأخضر، يمكن رُؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلومترًا من البرج، وهي تشير إلى وقت دخول الصَّلاة، كما تمكِّن هذه الإشارات الضوئيَّة ذوي الاحتياجات الخاصَّة كضعيفي السَّمع مثلًا، أو الذين يُوجدُون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة.
وواجهة الساعة باللون الأبيض، والمؤشرات باللون الأسود نهارًا، وباللون الأخضر، والمؤشرات باللون الأبيض ليلًا، ويعلو برج الساعة أكبر هلال في العالم بارتفاع 601 مترٍ أعلى سطح الحرم، والذي يحوي على أعلى سكن على مستوى العالم، حيثُ إنَّه محاك لتصميم السفن من الداخل، وبه غرف تُستخدم للسكن، والتشغيل، والخدمة، والصيانة.
وقد خُصِّصت ستة مصاعد لنقل الزوَّار إلى الشرفة المحيطة أسفل الساعات الأربع، التي يبلغ عرضها نحو خمسة أمتار.
ويُتوَّج هذا العمل بالزخارف الإسلاميَّة المستوحاة من التراث الإسلاميِّ، وتم تصنيعه على أيادي محترفِين من ألمانيا وسويسرا ودول أوروبيَّة أُخْرى، وتشرف عقارب الساعة وأرقامها الرومانيَّة على مساحة من مدينة مكَّة المكرَّمة يبلغ نصف قطرها من على بعد 8 كيلومترات، ما يعني أنَّها على مرأى يوميًّا من عيون ملايين البشر المقيمِين في مكَّة المكرَّمة وزوَّارها.
إنَّ من أعظم الكتب والموسوعات التاريخيَّة الإحصائيَّة الإسلاميَّة هو كتاب (تاريخ الأذان وتراجم المؤذِّنين في الحرمين الشريفين عبر القرون)؛ ليكون مرجعًا مهمًّا للكتب الإسلاميَّة ولمكتبة الحرم الشريف. وشكرًا لفضيلته على هذا الجهد العظيم، وشكرًا لدارة الملك عبدالعزيز التي قامت بطباعة الكتاب، ولكلمة الحق لا بُدَّ أنْ نشكر الدارة والقائمِينَ عليها منذُ أنْ أسَّسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذين أثروا السَّاحة العلميَّة والمكتبات بأنواعها بعدد ضخم من الكتب والوثائق التاريخيَّة، وساهمُوا في طباعة العديد من الكتب في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص التاريخيَّة.