مجلة سعودية حائزة على جائزتي أوسكار

“جبل القارة” .. أعجوبة الدنيا التراثية .. عمرها 25 مليون سنة

شارك

القاهرة _ خديجة العثمان 

الساعة تشير إلى العاشرة  صباحًا تقريبًا عندما ترجلت من إحدى السيارات بصحبة مجموعة من السواح عند محيط جبل القارة، وأخذت التقط الصور واستمتع إلى المرشدين السياحيين السعوديين الذين بدوا متحمسين في إظهار أهم عمق سياحي وطبيعي في الأحساء “عاصمة السياحة العربية 2019″، عمر الجبل يمتد من 25 مليون سنة جيولوجية، إلا أن الكثيرين ربما لا يعلمون بأن منطقة كانت في الأصل مياهًا طبيعيًا ومن حركة دخولها وخروجها كونت المغارات والكهوف التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم. 

وكل من يشاهد ويتسمر عند “جبل القارة” يشعر وكأنه فارسٌ أسطوري يقف حارسًا لنخيلها  وساكنيها، فهو يتوسد الأرض على امتداد 1400هكتار (نحو 15 كلم)، منتصباً يعانق السماء من أعلى نقطة في شماله بارتفاع 1000 متر، بارزًا من وسط الصحراء و الواحات الخضراء الممتلئة بأشجار النخيل الباسقة، مجسداً حكاية الإنسان وتاريخ المكان.

الانطلاقة المؤسسية

“كان مقامنا في الأحساء حافلاً بالمعلومات والطابع الروائي لكل ما يحيط بنا سواء أكان طبيعةً، أم إنساناً، أم فناً، علاوة على أن سكانها مؤهلون لجعل الغريب يشعر كما لو كان في بيته” عبارة  ذكرها “الرحالة وليم بلجريف”، تُضيف بعدًا عن الطبيعية السياحية الأحسائية.

يعد “جبل القارة” اليوم بمثابة الجغرافية التراثية التي يمكن للسعودية المنافسة بها إقليميًا ودوليًا في جذب السياح البيئيين الذين أصبحوا يشكلوا رقمًا مهمًا في عالم “السياحة المعاصر”.

بالعودة إلى إضبارات كتيب ترشيح العواصم العربية السياحية  كان من المهم التقيد بالإجراءات المستحقة بعد اختيار #الأحساء_عاصمة_للسياحة_العربية، منها : تنفيذ برامج وفعاليات من قبل الدولة، وهو بالفعل ما أسهمت فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بإختيارها لإجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة الذي انعقد خلال 22-23 من ديسمبر 2019، رسالة سعودية خالصة لرفع اسم هذه المدينة عاليًا.

ماذا عن الاستثمار السياحي؟

يُعد “جبل القارة” اليوم بمثابة الركن السياحي الذي لا غنى للزوار عنه، فما ما من زائر أو عابر سبيل مرّ “بأم النخيل” إلا وتوقَّف أمام تكوينه الصخري الفريد، وصخوره الرسوبية التي تميل إلى الإحمرار، توجهنا في مجلة “السياحة العربية” بالسؤال إلى أحد المستثمرين المحليين في قطاع السياحة والترفيه، وتحديدًا في “جبل القارة”، وهو وليد العفالق، ومما ذكره في حديثه أن ما قُدم حتى الآن في المنطقة تحديدًا جزء يسير مما يعتزمون وشركائه تقديمه من منتجات وخدمات سياحية متكاملة ستجعل “الجبل” الوجهة السياحية الأولى في شرق الجزيرة العربية.

ولا يخفِ العفالق حماسته من الاستثمار في جبل “القارة”، لذلك أكثر من استخدام العبارة التالية:” لا يزال هذا الجبل وجهةً سياحية بكرِ غنية ومليئة بالفرص للقطاع الخاص المحلي والدولي”، مازجاً في حديثه بين السياحة الترفيهية والتراثية، قائلًا :” لم يكن اختيار #الأحساء_عاصمة_للسياحة_ العربية لعام 2019، بالصدفة، فهي خامس منطقة سعودية مدرجة على لائحة “اليونسكو”.

وبحسب العفالق يتسم المشهد السياحي الأحسائي اليوم بالحراك، خاصة بعد إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، وتعزيز النشاط الاستثماري السياحي من خلال عقد مجموعة شراكات متكاملة تخدم المشروعات السياحية الحساوية، ومن ذلك البدء في استقطاب مشغلين للمناطيد الهوائية، ما سيتيح للسياح رؤية الجبل من منظور سماوي جميل، كما أطلقوا مؤخراً رحلات المشي على الجبال (الهايكنج) ورحلات لكتشاف المغارات والكهوف، خاصة أن جبل القارة يتيميز بمخالفته قانون الطبيعة فحرارته لاتتجاوز الـ 20 درجة مئوية، حتى في أحرّ أيام الصيف، مما يجعل منه وجهة سياحية جاذبة بالنظر إلى تشكيلاته الصخرية البديعة والمتنوعة التي شكلتها العوامل الطبيعية على مر ملايين السنين.

شاء أم أبى زائر “جبل القارة” فإنه سيتوقف لا محالة أمام تجويفاته الصخرية التي نحتتها الطبيعة أعطت للمكان مزيداً من المُتعة والتأمل، خاصة أن تشكيلاته الصخرية اتخذت أشكالًا تشبه بعض الحيوانات والطيور، وأخرى شبيهة بالإنسان، فيخيل لذاكرتك البصرية جبيلين على شاكلة رجلين متعانقين وكأن الطبيعة تصف حال الإنسان الحساوي الذي عُرف عبر التاريخ بتقبل الآخر والتسامح .. لذلك هو “أعجوبة الدنيا”.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *