آخر الأخبار

السرح.. شمال النماص، حيث تتقاطع الجبال مع الحكايات

شارك

اسماء الشهري – النماص

بين سفوح جبال السراة، وعلى بُعد نحو ثلاثين كيلومترًا شمال محافظة النماص، يطل مركز السرح كواحة من الجمال الطبيعي الهادئ، يحتضن قرى تتناثر على ارتفاعات شاهقة بين الغيم والضباب، لتشكّل لوحة تمتزج فيها الأصالة بالتحول التنموي المتسارع الذي تشهده منطقة عسير.
ورغم صغر حجمه الإداري، إلا أن السرح أصبح وجهة متنامية يقصدها الزوار والسياح لما تتمتع به من طبيعة آسرة وتاريخ عريق يروي تفاصيل الحياة الجبلية في شمال عسير.
طبيعة تأسر الأنظار
منذ اللحظة الأولى لدخول السرح، يستقبل الزائر سحر المدرجات الزراعية التي تتدرج بانسياب بين الجبال، وأشجار العرعر التي تعانق الضباب، والبيوت القديمة المبنية بالحجر والطين التي ما زالت تحكي حكايات أجيال سكنت هذه القمم منذ مئات السنين.
السرح ليست مجرد قرى جبلية، بل ذاكرة حياة. هنا نعيش بين الطبيعة والسكينة، ونرى في كل صباح لوحة لا تشبه غيرها
تنمية متسارعة
وفي السنوات الأخيرة، بدأت ملامح التطوير تتضح في السرح، إذ نفذت بلدية النماص مشاريع تحسين الطرق الداخلية، وإنشاء حدائق عامة ومسارات مشاة، إلى جانب تعزيز الخدمات البلدية والتعليمية والصحية، بدعم من هيئة تطوير منطقة عسير التي تعمل على إبراز هوية المنطقة وتحويلها إلى وجهة سياحية مستدامة.
كما أُطلقت مبادرات شبابية وأهلية تهتم بـالعناية بالمواقع التراثية وتنظيم الفعاليات الموسمية، مثل المهرجانات الريفية والأسواق الشعبية التي تعرّف الزوار بعادات الأهالي ومنتجاتهم الزراعية والحرفية.
وجهة صيفية واعدة
يتميز السرح بمناخ معتدل على مدار العام، ما يجعله من أبرز الوجهات الصيفية في شمال عسير، خاصة لمحبي الرحلات الجبلية والتصوير الطبيعي. ويشهد المركز في مواسم الإجازات إقبالًا متزايدًا من الزوار القادمين من مختلف مناطق المملكة، للاستمتاع بالأجواء الباردة والمناظر الخلابة المطلة على تهامة
وتعمل الجهود المحلية على إبراز الطابع التراثي للمركز، عبر إعادة ترميم القرى القديمة بالحجر المحلي، وتوحيد الهوية البصرية للمباني بما يعكس طراز عسير الجبلي المعروف. ويُعد هذا التوجه أحد ركائز الحفاظ على هوية المكان ضمن مبادرة “عسير وجهة عالمية”.
بين الأصالة والعصرنة، يقف مركز السرح شاهدًا على قدرة القرى الجبلية في عسير على الجمع بين الجمال الطبيعي وروح التطور. فهنا تتنفس الطبيعة عبق الماضي، وتُرسم ملامح مستقبل سياحي واعد يجعل من شمال النماص محطة لا تُنسى في ذاكرة كل زائر.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *