كتب ـ محمد قنديل
في إطار النشاط الثقافي المصاحب لمعرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” في نسخته السادسة والمقام باستضافة من مكتبة الإسكندرية. عقدت اليوم الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر 2025 الجلسة الحوارية” رؤية الأمير طلال في التعليم والتمكين” التي أدارها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلا ل آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية و رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، حيث أشار سموه في بداية الجلسة إلى بدايات اهتمام الأمير طلال بالتعليم من خلال الاهتمام بتعليم أخواته الصغار، ثم أنشا مبرة لتعليم البنات عام 1956، وكذا تأسيسه مدرسة للتدريب المهني في الخمسينيات من القرن الماضي، ثم صار مؤمنا بأهمية التعليم حتى أسس الجامعة العربية المفتوحة. مضيفا سموه بأن الجامعة العربية المفتوحة كان الهدف منها هو إتاحة الفرص التعليمية للجميع، خاصة من فاتتهم الفرصة، باعتبار أن هذا جزءً من العدالة الاجتماعية التي تتيح التعليم للجميع، فلا تمكين بلا تعليم ولا تعليم دون تمكين.
تحدث خلال الجلسة سعادة الأستاذ الدكتور مفيد شهاب حول رؤية الأمير طلال في التعليم، حيث أوضح أن سموه كان له رؤية خاصة تقوم على أن التعليم هو الأساس وحجر الزاوية، بل والعمود الفقري لتنمية باقي المجالات، وأنه كان يرى أن التعليم في العالم العربي لم يحقق الهدف المطلوب، لأن كل المحاولات التي قدمت كانت ترغب في نقل تجارب أوربية أو الاستمرار في تقديم نظم بعقليات تقليديةـ، لذا لابد من وضع رؤية سليمة تحقق التوسع والجودة في التعليم، وأن التعليم لابد وأن يكون متاحا للجميع لأنه حق أساسي.
وأشار سعادة الدكتور محمد الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي أن الجامعة التي أسسها الأمير طلال رحمه الله، كانت واحدة من النماذج الناجحة التي ارتبطت بفكر سموه في مجال التنمية، لأنه يدرك أن التنمية تحتاج إلى تعليم، والتعليم لابد أن يكون جيدا. وأن فلسفة الجامعة قامت على أن تقدم الفرص لمن فاتتهم الفرصة وأن تكون رافدا داعما للجامعات وليس منافسا لها. مضيفا سعادته بأن الأمير طلال كان مؤمنا بالفكرة وتمكن من الحصول على موافقة مجلس وزراء التعليم العالي، والتجربة أثبتت نجاحها في تقديم تعليم نوعي بالتعاون مع الجامعة البريطانية المفتوحة، يؤهل الطلاب لسوق العمل، بل وتوسعت الجامعة في تقديم برامج أكاديمية للفئات الخاصة من الصم، التي نتمنى تعميمها في كل الجامعات العربية. مختتما كلمته بأن العمل جاري حاليا على تطوير الجامعة وتقديم نموذج جديد تحت رئاسة سمو الأمير عبد العزيز بن طلال.
في حين تحدث سعادة الأستاذ الدكتور محمود الخشن نائب رئيس جامعة الإسكندرية سابقا، عن تجارب التعليم العالي، حيث أكد أن التعليم هو القاطرة التي تنمي الدول، وأن العملية التعليمية لابد وأن تتطور، ورغم أن تجربة التعليم المفتوح لم تنجح في مصر إلا أن هناك توسعا كبيرا في الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة التي وصل عددها قرابة 138 جامعة، داعيا إلى إعادة النظر في نظم التعليم المفتوح بما يحقق فرص التعليم، مع ضرورة التقييم وتوفير مناهج تؤهل الطالب لدخول سوق العمل.
أشاد الحضور في نهاية الجلسة بقيم الأمير طلال وفكره وما أنجزه من مؤسسات تنموية، ودعوا إلى ضرورة توثيق وحفظ الإرث التنموي للأمير طلال لتكون متاحة للأجيال الجديدة، من خلال موقع الكتروني ، وإنتاج معرفي، وعقد مؤتمرات، والاستمرار في تلك المعارض.
على جانب آخر اختتمت اليوم أعمال معرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” في نسخته السادسة، والذي استمر خلال الفترة ما بين 7 – 9 سبتمبر 2025، وشهد حضورا مكثفا من الشخصيات الرفيعة وأعضاء السلك الدبلوماسي والبرلماني والأكاديمي، والخبراء، والمتخصصين، والإعلام، وجمهور الزوار.
الإسكندرية: 9/9/2025