السياحة العربية
في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، تتجدد في المملكة العربية السعودية ذكرى اليوم الوطني، وهي المناسبة التي تحمل قيمة تاريخية عميقة إذ أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – عام 1932 توحيد البلاد تحت راية واحدة.
ومنذ ذلك التاريخ، بات اليوم الوطني مناسبة تتجاوز حدود الاحتفال الرمزي لتصبح حدثًا وطنيًا وثقافيًا وسياحيًا يترقبه المواطنون والمقيمون والزوار على حد سواء.
هذا العام، ومع حلول الذكرى الخامسة والتسعين، تواصل المملكة تحويل المناسبة إلى فرصة استثنائية للترويج للسياحة الداخلية وتعزيز الهوية الوطنية، في ظل رؤية 2030 التي جعلت من القطاع السياحي إحدى ركائز التنمية المستدامة.
كما غدت إجازة اليوم الوطني دافعًا رئيسيًا لتنشيط حركة السفر داخل المملكة، حيث تشهد شركات الطيران والفنادق حركة حجوزات كبيرة بفضل العروض الحصرية والتخفيضات التي تواكب هذه المناسبة.
الوجهات الأبرز للاحتفال
تشهد مدن المملكة فعاليات متنوعة تبرز تنوعها الثقافي والطبيعي.
الرياض: العاصمة تستقبل المناسبة بجدول حافل يشمل عروض الألعاب النارية. حفلات موسيقية وطنية، ومهرجانات ترفيهية في مواقع بارزة مثل قصر المصمك. والمتحف الوطني وبرج المملكة، ما يجعلها الوجهة الأولى للعائلات والشباب.
جدة: على ساحل البحر الأحمر، تقدم جدة عروضًا بحرية مبهرة وألعابًا نارية على الكورنيش. إلى جانب فعاليات تراثية في المنطقة التاريخية “البلد”، مما يضفي طابعًا مميزًا يجمع بين الأصالة والحداثة.
المدينة المنورة: تمتزج فيها الروحانية بالوطنية من خلال مهرجانات شعبية. وعروض تراثية تقام في الساحات العامة والحدائق. إضافة إلى جولات سياحية حول معالمها الدينية.
أبها: بجمالها الطبيعي وجبالها الخضراء، تتيح لزوارها المشاركة في فعاليات الفلكلور. والأنشطة الثقافية التي تقام في منتزه السودة، حيث تجتمع الطبيعة بالاحتفال.
العلا: تسطع معالمها الأثرية مضاءة باللون الأخضر، مقدمة للزوار تجربة استثنائية لاستكشاف التاريخ السعودي العريق في أجواء احتفالية.
الطائف: مدينة الورد تستضيف فعاليات فنية وموسيقية، خاصة في سوق عكاظ الشهير، بما يعكس ثراءها الثقافي وتاريخها العريق.
نيوم: الوجهة المستقبلية تقدم عروضًا ترفيهية ورحلات بحرية مميزة، لتكون مكانًا يجمع بين الابتكار والترفيه.
عروض وخصومات
يتزامن الاحتفال مع باقات سياحية وعروض مغرية؛ حيث تقدم شركات الطيران تخفيضات كبيرة على أسعار التذاكر. بينما تعرض الفنادق برامج خاصة تشمل ليالٍ مجانية. أو خصومات على الإقامة مع وجبات وأنشطة ترفيهية. كما أطلقت شركات السياحة برامج متكاملة بأسعار مخفضة لتشجيع الأسر على الاستمتاع بفعاليات اليوم الوطني.
أكثر من مجرد احتفال
لا يقتصر اليوم الوطني على المهرجانات والفعاليات، بل يمثل فرصة لتعزيز روح الانتماء، والتعرف على ثراء المملكة الثقافي. وتنوعها الطبيعي من جبال الجنوب إلى شواطئ البحر الأحمر والخليج العربي. إنه يوم يربط الماضي بالحاضر، ويمنح المواطنين والمقيمين والزوار تجربة لا تنسى. حيث تلتقي قيم الوحدة مع الفرح الوطني والضيافة السعودية الأصيلة.
وبينما تستعد المملكة للاحتفال بالذكرى الـ95، يبدو واضحًا أن اليوم الوطني. بات علامة فارقة ليس فقط في الذاكرة التاريخية. بل أيضًا في تعزيز مكانة السعودية كوجهة سياحية وثقافية عالمية.