كتب – محمد سعد
انطلقت مساء أمس «الثلاثاء» من على مسرح شاطئ الراحة أولى الحلقات المباشرة للموسم الثاني عشر من برنامج «شاعر المليون» الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث تحت شعار «قصيدنا واحد»، ويُعد واحدًا من أبرز البرامج التلفزيونية في العالم العربي التي تُجسّد الموروث الشعري النبطي وتُبرز جمالياته.

حضر الحلقة التي بثت عبر قناتي «أبوظبي» و«بينونة»، معالي الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة عبدالله مبارك المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للتراث بالإنابة، وسعادة محمد جمعة المنصوري، المدير التنفيذي للخدمات المساندة في الهيئة، وسعادة عبدالله بطي القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع التوعية والمعرفة التراثية في الهيئة، وسعادة أحمد فاضل، مدير عام بلدية أبوظبي، وسعادة مبارك علي المنصوري مستشار المدير العام في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومجموعة من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين وجمهور من محبي الشعر.
وأعلنت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور غسان الحسن، والدكتور سلطان العميمي، وحمد السعيد، عن تأهّل الشاعرين حمد المشيعلي، وعوضة عثمان الغامدي من المملكة العربية السعودية إلى المرحلة التالية، بعد حصول كل منهما على 47 درجة من أصل 50 درجة، فيما جاءت بقية النتائج بحصول عدي عقلة الزبيدي من الأردن على 46 درجة، ونافع نفاع الدلبحي من السعودية على 45 درجة، وصاهود زيد رضيان من الكويت على 45 درجة، ومحمد سرور الشامسي من الإمارات على 41 درجة من أصل 50 درجة، بانتظار تأهل أحدهم إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج «شاعر المليون»، حيث يتيح البرنامج الفرصة للجمهور لدعم نجومهم المفضلين وضمان استمرارهم في المنافسة.

وكانت الحلقة استهلّت بعرض أوبريت قدّم لوحاتٍ غنائية مستوحاة من الروائع الشعرية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مصحوباً بتقرير مصوّر تضمن مشاهد أرشيفية من افتتاحه لمسرح شاطئ الراحة عام 1995، وجسّد العمل مزيجًا فنيًا جمع بين ثلاثة من الفنون التراثية هي الحربية، والربابة، والعيالة، من أداء فرقة المثايل للفنون الشعبية، وكورال مجموعة الوطنية الفنية، بألحان عادل عبدالله وتوزيع معتز أبو حمدان، وبمشاركة عازف الربابة أحمد محمد الكندي.
وبعد ترحيب مقدّمي البرنامج الإعلامي فيصل الجاسم والإعلامية سلامة المهيري بالحضور والمشاهدين، وأعضاء لجنة التحكيم، واللجنة الاستشارية المكونة من بدر صفوق، وتركي المريخي، عُرض تقرير تعريفي بالشعراء الثمانية والأربعين الذين تم اختيارهم للمنافسة على لقب الموسم الثاني عشر من البرنامج.
المتسابق الأول كان الشاعر حمد المشيعلي الحربي من السعودية، الذي تناول في قصيدته موضوع اكتئاب الشاعر، وأثنت لجنة التحكيم على القصيدة، حيث امتدح الدكتور غسان الحسن جمال القصيدة ووصفها بأنها مفعمة بالأحاسيس وأشاد بنجاح الشاعر في وصف المظاهر الخارجية المرتبطة بالإحساس الداخلي . ولفت الدكتور سلطان العميمي إلى حسن استخدام الشاعر لتقنية القناع في قصيدته ، مشيدًا بالصور الإبداعية والفنية العالية في النص، فيما أشاد حمد السعيد بمطلع القصيدة وجمال ختامها، منوّهًا بأصالة مفرداتها.

الشاعر الثاني كان صاهود زيد رضيان من الكويت، وأشاد الدكتور سلطان العميمي بتميز فكرة قصيدته التي تناولت موضوع العقم والتبني والأبوة، مشيرًا إلى التراكيب الشعرية الدقيقة التي استخدمها الشاعر. من جانبه، أثنى حمد السعيد على الثقافة الأدبية التي تضمنها النص، موضحًا تأثير المعلقات الشعرية على الشاعر، بينما أشاد الدكتور غسان الحسن بالتقمص الذي قام به الشاعر في نظم القصيدة، منوهًا بالأسلوب التعبيري التصويري الذي احتوته ، مع الإشادة بختام القصيدة الرائع.
الشاعر الثالث عدي عقلة الزبيدي من الأردن، قدم قصيدة تناولت قصة حقيقية لشاب معاق تركته والدته ثم أصبح روائيًا. وأشاد حمد السعيد بالأبيات التي عبّرت عن مضمون القصيدة وموضوعها، معتبرًا أنها تنقل الرسالة الإنسانية بوضوح. ووصف النص بالصدق الموضوعي والفني، فيما أشاد الدكتور غسان الحسن بجمال الصور الإبداعية والمفردات. وأثنى الدكتور سلطان العميمي على موضوع القصيدة واستخدام تقنية القناع في بناء النص، مشيداً بقدرة الشاعر على كسر حالة السكون في صورة المقعد عبر مفردات توحي بالحركة والحياة، مؤكداً أن اختيار المفردات كان موفقاً ويدل على وعي فني عالٍ.

أما الشاعر الرابع عوضة عثمان الغامدي من السعودية، فقد أشاد الدكتور غسان الحسن بالمفردات الرشيقة والجميلة في قصيدته، متوقفًا عند بعض العبارات التي وصفها بالمباشرة. ولفت الدكتور سلطان العميمي إلى أن النص يقدم فكرة المكان والبيئة بشكل ذكي، مشيدًا بالوعي الشعري والتصاوير الجميلة في النص. فيما أشاد حمد السعيد بالنضج الشعري الذي يحمله النص، مشيرًا إلى مضامينه التي تعكس الفخر والاعتزاز والتحدي.
الشاعر الخامس محمد سرور الشامسي من الإمارات، قدم قصيدة تناولت المواقف الإنسانية لدولة الإمارات ومبادراتها في الدول الأخرى، وأشاد الدكتور سلطان العميمي بفكرة القصيدة، مشيرًا إلى أن بعض أبياتها احتوت على تصاوير شعرية بينما اعتمد البعض الآخر على الأسلوب المباشر التقريري. فيما أثنى حمد السعيد على موضوع القصيدة وهو الفخر بدولة الإمارات، بينما وصف الدكتور غسان الحسن النص بأنه وطني ويرمز إلى الفخر مشيراً إلى أن تكرار الأفعال في القصيدة يدل على سرعة التلبية من القيادة الرشيدة في الدولة.
أما الشاعر السادس نافع نفاع الدلبحي من السعودية، فقد أشاد حمد السعيد بقوة قصيدته التي عكست ثقافة الشاعر، مؤكدًا أن موضوع القصيدة حول القوافي واللغة كان مغامرة اجتازها الشاعر بشكل جيد. وأشار الدكتور غسان الحسن إلى أن القصيدة تدل على ثقافة شعرية ولغوية واسعة مشيداً بعنوانها، ولفت الدكتور سلطان العميمي إلى أن القصيدة نخبوية وتحتوي على رموز من الشعر النبطي والفصيح، مشيدًا بحسن استخدام الشاعر للتورية في الأبيات، واصفًا النص بأنه مزيج ذكي بين لغة العلم والخيال والشعر والعقل.
يذكر أن آلية التنافس في برنامج «شاعر المليون» تضم خمس مراحل رئيسة، لكل مرحلة منها معايير وتحديات مختلفة، حيث تبدأ المرحلة الأولى بثماني أمسيات، يتنافس في كل أمسية ستة شعراء، يتأهل ثلاثة منهم إلى المرحلة التالية، واحد أو اثنان بقرار لجنة التحكيم، فيما يختار الجمهور نجمه المفضل من الشعراء المتبقين، وفي نهاية المرحلة يتأهل 24 شاعرًا.
أما المرحلة الثانية فتضم أربع أمسيات، يتنافس في كل واحدة ستة شعراء، ويتأهل ثلاثة إلى المرحلة التالية بالطريقة نفسها المتبعة في المرحلة الأولى، لينتقل 12 شاعرًا إلى المرحلة الثالثة التي يتنافس فيها الشعراء في أمسيتين، يتأهل ثلاثة من كل أمسية، ليتأهل ستة شعراء إلى المرحلة التالية. وتقسم درجات التقييم في المراحل الثلاث الأولى بنسبة 50% للجنة التحكيم و50% لتصويت الجمهور.
وتبدأ المرحلة الرابعة (حلقة نصف النهائي) بمشاركة الشعراء الستة دون استبعاد أي منهم، وتقسم درجات لجنة التحكيم البالغة 60 درجة إلى 30 في الحلقة قبل النهائية و30 في الحلقة الختامية، بينما يستمر تصويت الجمهور طوال الأسبوع لاختيار شاعره المفضل، وتُختتم المنافسة في الأمسية النهائية التي يتنافس فيها الشعراء الستة على لقب «شاعر المليون»، من خلال احتساب مجموع درجات لجنة التحكيم التراكمية بنسبة 60% ونسبة تصويت الجمهور 40%.
ويحصل الفائز بالمركز السادس في ختام الموسم على 600 ألف درهم، والخامس على مليون درهم، والرابع على مليوني درهم، والثالث على ثلاثة ملايين، والثاني على أربعة ملايين، بينما ينال صاحب المركز الأول جائزة خمسة ملايين درهم ويتوج بلقب «شاعر المليون» وبيرق الشعر.



